المحتوى الرئيسى

بالصور| "الفخارين".. قرية تحارب ارتفاع أسعار الخامات وهروب العمالة

06/17 22:48

في قلب مدينة الفسطاط بمصر القديمة، تقع قرية الفواخير أو الفخارين التي أنشأتها الحكومة منذ عشر سنوات تقريبًا لتطوير ورش تصنيع الفخار بالمنطقة والحد من تلوثها البيئي..

تبدو القرية للوهلة الأولى خالية من البشر، لكن سرعان ما تقودك قدماك إلى ورشة هنا وأخرى هناك فترى عمالها منهمكين في عجن وتشكيل الطين الأسواني رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها المهنة كانخفاض الطلب وهروب العمالة الماهرة وارتفاع أسعار المواد الخام.

رغم انتهاء الحكومة من إنشاء قرية الفواخير منذ عشر سنوات تقريبا، إلا أنها لا تزال بلا مرافق كالكهرباء والغاز.

وكانت الحكومة قد حصلت على دعم مادي من وكالة التنمية الأمريكية والحكومة الإيطالية بهدف إقامة قرية الفخارين للمحافظة على هذا التراث الحرفي وتوفير فرص للعمل والمحافظة على البيئة وتم افتتاح القرية عام 2003.

 يقول ملاك سمير، صاحب ورشة متخصصة في تصنيع الأواني والأدوات المنزلية الفخارية: "كل كابلات الكهرباء ومواسير الغاز موجودة في المدينة، لكن لم يتم توصيلها بشكل رسمي إلى الورش حتى الآن، لجأت وكثيرون غيري إلى سرقة التيار الكهربائي لتصريف أمورنا".

ويدفع ملاك رسوم ممارسة نظير استخدامه للكهرباء تصل إلى 1500 جنيه شهريا، ورغم حصوله على إيصالات رسمية بالسداد إلا أنه فوجىء بغرامة موقعة عليه قيمتها 120 ألف جنيه بسبب سرقته للتيار الكهربائي، يتابع ملاك: "احنا عايزين نمشي رسمي، بس الحكومة مش عايزة".

بخلاف ورشة ملاك التى تعمل أفرانها بالكهرباء، هناك العديد من الورش التي لاتزال تستخدم الخشب للحرق في أفرانها. يقول زايد تمام، الذي يعمل في ورشة بلا كهرباء، إنهم يلجأون إلى حرق الخشب لتشغيل الأفران، ما يتسبب في انبعاث الدخان وتلوث الهواء. كما أن تكلفة تشغيل الأفران بالخشب أعلى من تشغيله بالغاز الطبيعي.

ورشة متخصصة في صناعة الأواني المنزلية الفخارية

يشكل الطين الأسواني وأجور العمال الجزء الأكبر من التكلفة في هذه الصناعة.. يشتكي ملاك سمير، من ارتفاع أسعار المواد الخام فيقول إن سعر طن الطين الأسواني ارتفع من 300 جنيه إلى 500 جنيه مؤخرا، بالإضافة إلى ارتفاع سعر مادة الجليز، المستخدمة في طلاء وتلوين الأواني، من 12 إلى 18 جنيها للكيلو.

ويتراوح الأجر اليومي للعامل في ورش الفخار من 50 جنيها إلى 100 جنيه على حسب حجم إنتاجه.

عامل يقف بقدميه على الطين الأسواني لعجنه قبل وضعه على أله الدولاب

يعتبر تجار الجملة الزبائن الرئيسيين لورش الفخار، لكن هناك أفراد قليلين يأتون مباشرة للورش لشراء احتياجاتهم من ديكورات للشقق والفلل، مستفيدين من رخص ثمن المشغولات الفخارية هناك مقارنة بأسعار بيعها في الأسواق.

"التاجر بيشتري مننا القطعة بعشرة جنيه مثلا ويبيعها في السوق بـ20 أو 25، هو وشطارته بقى" يقول زايد تمام.

ويعتبر السوق المجاور لمسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة، المركز الرئيسي لبيع منتجات ورش الفخار.

كانت القرى السياحية مصدرا دائما وهاما للطلب على مشغولات الفخار من أوان منزلية وديكورات. لكن  تدهور السياحة في مصر على مدار الخمس سنوات الماضية أدى إلى انخفاض الطلب على نحو بالغ، ما ألحق ضررا بالعديد من الورش.

المشغولات الفخارية للقرية في صورتها النهائية بعد تلوينها وتزيينها

إسماعيل بخيت، يعمل بإحدى الورش على آلة تسمى الدولاب لتشكيل الطين في صورة أواني فخارية

وتحاول الورش القائمة الصمود في وجه التحديات الاقتصادية وهجرة العمالة الماهرة للمهنة.. يقول إسماعيل بخيت، عامل بإحدى ورش الفخار: "أغلب الورش أغلقت أبوابها وعمال كثيرة تركوا المهنة؛ لأنها مش بتجيب فلوس.. احنا عمالة غير مذكورة، لا تأمين صحي ولا معاشات ولا أي حاجة".

أضطر رمضان خميس، زميله بالورشة، للنزول للعمل بعد أيام قليلة من تعرضه لكسر بقدمه.. يقول خميس: "لو قعدت في البيت عيان محدش هيسأل فيه ولا يديني مليم.. لو مشتغلتش مش هلاقي أكل".

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل