المحتوى الرئيسى

لمحاربة التطرف وتوسيع النفوذ.. المغرب ينشئ مجلسا لعلماء إفريقيا

06/17 19:20

أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس من مدينة فاس التاريخية عن إنشاء هيئة عليا للعلماء، مكلفة بالدفاع عن صورة الإسلام الحقيقي.

وبموجب مرسوم ملكي، تم استحداث "مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة"، التي تضم في عضويتها تسعة وتسعين عالما من ثلاثين بلدا إفريقيا، بالإضافة إلى عشرين عالما مغربيا، بينهم نساء.

ويأتي إنشاء هيئة علماء إفريقيا ضمن مساعي المغرب لتوسيع دائرة نفوذ المملكة في القارة السمراء، واستغلال وحدة المذهب الديني في هذا الحيز الجغرافي لمحاربة التطرف الديني.

وخلال حفل تنصيب الهيئة العليا لعلماء إفريقيا في جامع القرويين بمدينة فاس التاريخية، قال الملك محمد السادس إن هذه المبادرة ليست نتاج ظرفية طارئة، ولا تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة أو عابرة، بل تندرج ضمن الاستجابة لمطالب المستويين الرسمي والشعبي الإفريقي في المجال الديني.

وحدد العاهل المغربي أهداف المؤسسة المستحدثة بالتعاون وتبادل التجارب وتنسيق الجهود بين العلماء الأفارقة، لضمان قيامهم بواجب التعريف بالصورة الحقيقية للدين الإسلامي، وإبراز قيمه السمحة خدمة للأمن والاستقرار والتنمية في إفريقيا.

لكن إنشاء الهيئة كان قرارا من جانب واحد؛ حيث لم يتم التنسيق مع الجهات الرسمية في إفريقيا حول إنشائها. وهو ما يضع إشارات استفهام عديدة حول فرص استمرارها ونجاح فروعها في البلدان الإفريقية.

ولم تتضح حتى الآن المنهجية العلمية، التي سيتبعها المجلس في التعاطي مع القضايا الدينية الشائكة مثل مصادر الفتاوى، التي سيعتمدها؛ حيث اكتفى العلماء الأفارقة الحاضرون للمؤتمر التأسيسي بمباركة الخطوة، وتأكيد انخراطهم في المبادرة التي قام بها "أمير المؤمنين محمد السادس" كما وصفه معظم المشاركين.

وتحاول الأوساط الدينية المغربية التعاطي مع هذه المبادرة عبر وضعها في سياق أبعد ما يكون عن البحث عن المصالح الذاتية للدولة، كما يؤكد ذلك وزير الأوقاف والشؤون الدينية المغربي أحمد التوفيق، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا.

ويرى التوفيق أن اهتمام العاهل المغربي بالعمق الإفريقي لا تمليه المصالح الاقتصادية والتبادل التجاري فحسب؛ مشيرا إلى أن هذه الخطوة تدخل في إطار "توجه متعدد يستمد جذوره من العلاقات التاريخية والجغرافية والأسانيد العلمية والمسالك الروحية التي يتقاسمها المغرب مع عدة بلدان إفريقية".

ويعتقد مراقبون أن المغرب يريد من هيئة علماء إفريقيا أن تكون صمام أمان للمصالح المتعددة في إفريقيا، وأن تضمن له لعب دور قيادي في القارة؛ وهو ما يعكسه اختيار مدينة فاس التي تعتبر محج أتباع الطريقة الصوفية "التيجانية" في إفريقيا لإطلاق أنشطة المجلس، علاوة على أن معظم أعضائه ينتمون للطريقة الصوفية نفسها.

واللافت في تشكيلة المجلس هو أنه يضم علماء من مختلف أنحاء القارة الإفريقية، بما في ذلك المستعمرات الإنجليزية والبرتغالية البعيدة جغرافيا وثقافيا عن المغرب، وأنه يضم في عضويته 17 امرأة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل