المحتوى الرئيسى

"يوم الجلاء" عيد يُجسد كفاح المصريين ضد الإنجليز

06/17 15:06

"18 يونيو 1956" تاريخ استطاع أن يُجسد كفاح دام لمدة 74 عامًا، برحيل آخر جندي بريطاني عن الأراضي المصرية، تطبيقًا لما نصّت عليه اتفاقية الجلاء، التى وقعها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع اللورد "ستانسجيت"، فى 15 أكتوبر عام 1954، والتي نصت أولي بنودها علي " الجلاء الكامل للقوات البريطانية عن الأراضي المصرية في خلال 20 شهراً من تاريخ توقيع الاتفاقية".

وتم تنفيذ الإتفاقية بخروج 80 ألف عسكري إنجليزي من منطقة تمركز في قناة السويس، علي خمس مراحل، مدة كل مرحلة أربعة أشهر تنتهي بعد 20 شهرا كاملة، حتي جلاء آخر جندي إنجليزي، وأزالت القوات البريطانية أعلامها من آخر نقطة لها في مصر، وهو مبني البحرية في بورسعيد، وهو أول مبني قاموا باحتلاله عام 1882، ليكون بذلك يوم الخروج عيد قوميًا تحتفل به مصر كل عام .. "عيد الجلاء".

ولم يأت هذا اليوم من فراغ، بل جاء نتاج نضال شعب دام لـ 74 عامًا، ضد احتلال انتهك موارد مصر واستنزفها، إلى جانب إهانة المصريين والتجاوز ضد حرياتهم وحقوقهم، حتي اكتمل هذا النضال بخطط وانحياز القادة الوطنيون من مصطفي كامل ومحمد فريد وسعد زغلول، وجمال عبدالناصر.

فوقع مصطفى النحاس باشا معاهدة الصداقة و التحالف بين مصر و بريطانيا عام 1936 حيث حددت المعاهدة انسحاب القوات البريطانية من أراضي مصر كلها وتمركزها في منطقة قناة السويس وحدها وفي المقابل فرضت على مصر عدة التزامات إذا تعرضت القنال للخطر.

وأعلن مصطفى النحاس يوم 8 أكتوبر 1951 إلغاء معاهدة 1936 وقال "من أجل مصر وقعتها ومن أجل مصر ألغيها" وقال إن وجود القوات البريطانية في منطقة القناة أصبح غير شرعي و أن الحكومة المصرية لم تعد مسئؤولة عن حمايتهم وأعلن عن دعم الحكومة للفدائيين في منطقة القناة وبذلك اندلعت الحرب لتحرير منطقة القناة ضد الانجليز وتلك التيي انتهت بتوقيع معاهدة الجلاء عام 1954.

وبدأ المسلحون من الضباط الأحرار والإخوان و حركة حديتو "الشيوعيين" والحزب الوطني و حزب مصر الفتاة شن حرب عصابات ضد الإنجليز في منطقة القناة مدعومين من الحكومة المصرية وكانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة خاصة في الفترة الأولى وكذلك فإن انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز أدى إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد. ن رد الإنجليز عنيفا للغاية فقاموا بإعادة مدن القناة وفي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة البريجادير أكسهام ضابط الإتصال المصري وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية فؤاد سراج الدين الذي أقر موقفها وطلب منها الصمود و عدم الإستسلام فقام الإنجليز بإقتحام مدينة الإسماعيلية وحاصرت الدبابات و المصفحات البريطانية مبنى المحافظة بسبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة ومدافع الميدان بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيدون على 800 في الثكنات و80 في المحافظة لايحملون غير البنادق واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة وقاوم الجنود المصريون حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين من القتال وسقط منهم خمسون شهيدًا وأصيب نحو ثمانين آخرين وتم أسر الآخرين وقد أدى القائد الإنجليزي التحية العسكرية لهم تقديرا لصمودهم.

و في اليوم التالي 26 يناير 1952 انتشرت أخبار الحادثة في القاهرة واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب و السخط وخرج الطلاب الغاضبون من الجامعات للمظاهرات و انضم لهم رجال الشرطة الغاضبين مما حدث لزملائهم في الإسماعيلية وفي أثناء ذلك اندلع حريق القاهرة.

فقرر مصطفى النحاس مواجهة الموقف بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد ووقف الدراسة في المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى وأعلن نفسه حاكمًا عسكريًا عامًا في نفس الليلة فأصدر قرارًا بمنع التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا وأصدر أمرًا عسكريًا بمنع التجمهر واعتبار كل تجمع مؤلف من خمسة أشخاص أو أكثر مهددًا للسلم والنظام العام يعاقب من يشترك فيه بالحبس .

الأمر الذي ادي إلي قيام الملك فاروق بإقالة رئيس الوزراء مصطفى النحاس بسبب ما اعتبره عجزا عن السيطرة على الأوضاع في البلاد فهدأت الحرب قليلا مع الإنجليز لكن إزداد التوتر و السخط السياسي في البلاد حتى قام الضباط الأحرار بثورة يوليو 1952 فاشتعلت الحرب مرة أخرى ضد الإنجليز وكانت هذه المرة بتخطيط من رجال المخابرات المصرية بقيادة زكريا محي الدين واضطر الإنجليز في النهاية لتوقيع معاهدة الجلاء من مصر عام 1954 وخرج آخر جندي انجليزي من مصر في 18 يونيو 1956 "عيد الجلاء".

وجاء نص إتفاقية الجلاء كالتالي :

1ـ الجلاء الكامل للقوات البريطانية عن الأراضي المصرية في خلال 20 شهراً من تاريخ توقيع الاتفاقية.

2ـ عدم صلاحية استخدام مصطلح "التحالف" الذي تم التوقيع عليه في لندن في 26 أغسطس 1936، وأيضا مدة الاجتماع الذي تم الاتفاق فيه ومذكرات التفاهم المتبادلة بين الطرفين واتفاقية الإعفاءات والصلاحيات التي مُنحت إلى القوات الانجليزية في مصر وأيضا كل الاتفاقيات الجانبية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل