المحتوى الرئيسى

عبد العظيم العطواني.. مداح الرسول

06/17 00:30

"مولاي صلي وسلم دائما أبدا.. على حبيبك خير الخلق كلهم" هي قصيدة البردة التي اشتهر بها المنشد عبد العظيم العطواني، "مداح الرسول"، التي تملكت منه البردة وتملكها.. وعشقها وعشقته.. وامتلأ بها قلبه فخرجت من صوته وكأنها لم تخرج من صوت أحد قبله؛ فأنشدنا بها دائما".

يعتبر الشيخ عبدالعظيم العطواني، منشد قصيدة البردة المعروفة، صاحب إحدى أشهر قصائد المديح النبوي، وهي القصيدة التي بوأت لصاحبها الأمام "البوصيري" إمامة فن المدائح النبوية، واقترن العطواني بها، فصار لا يعرف إلا بها ولا ينشدها إلا هو، ورغم بعده عن وسائل الإعلام وإصراره على البقاء في صعيد مصر، إلا أن شهرته جابت الآفاق، وعد أشهر منشدي البردة على الإطلاق.

 ولد الشيخ عبد العظيم العطواني في 7 فبراير 1946، واسمه عبد العظيم أحمد سليم، وشهرته عبد العظيم العطواني، نسبة إلى قرية العطواني، وهى إحدى قرى مركز «إدفو» الشهيرة بمحافظة أسوان جنوب مصر، ومن الذين أحيوا التراث الصوفى من خلال إجادته فى أداء البردة بطريقة لم يحاكها فيه أحد، فكان متمكنا فيها حفظا وأداء، وكان يتميز بالكرم والجود والأدب الجم وحسن المعاملة مع جميع الناس.

تعلم "العطواني" أحكام القرآن الكريم وحفظه كاملا مجودا، في أحد كتتايب القرية والتي تعتبر أحد مظاهر التمسك بالدين والعتبة الأولي نحو مدارج العلم المختلفة، ولمس شيخ الكتاب إمكانات العطواني، فدفعه إلى أن تكون الغاية والوسيلة هى كتاب الله وأحكام تجويده وما استتبع ذلك من خطوات تمثلت فى ترحاله للاستزادة من دراسته للقرآن حفظا وتجويدا وأحكاما.

تعلم العطواني علي يد الشيخ البطيخى الذى تعلم على يديه الشيخ محمد صديق المنشاوي  أحد أبرز معلمى الشيخ العطوانى فى فترة صباه، وأهم من تأثر بهم، هو الشيخ محمد متولي الشعراوي عام 1983، وكانت أشرطة الكاسيت تحمل قصيدة البردة للشيخ العطواني قد انتشرت، وكان لقاؤه بالشيخ الشعراوي بحضور الشيخ محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق، وكان الشيخ يماني من المرددين في الجلسة وراء إنشاد العطواني.

تأثر العطواني بـ"البرود" منذ الصغر فكان من عادة شيخ الكتاب بعد أن ينتهى من تعليم التلاميذ أن يختم لقاءه معهم بأنشودة دينية، وكانت قصيدة المديح النبوى للإمام البوصيرى هى تلك الأنشودة التى يرددها التلاميذ كل مرة، فراقت كلماتها للشيخ العطوانى وهو فى صباه، ولمست موسيقاها أذنه، فحفظها عن ظهر قلب، وشجا بها بين التلاميذ دون أن يشعر، وسمعه شيخه فقال له:"لقد تملكت منك البردة وتملكت منها.. وعشقتها وعشقتك.. وامتلأ بها قلبك فخرجت من صوتك وكأنها لم تخرج من صوت أحد قبلك؛ فأنشدنا بها دائما".

وقال عنه الأمام الشعرواي حين سمع الشيخ العطوانى يشدو بالبردة فى تفرد ووجد:"كأنما وضع البوصيرى البردة لينشدها العطواني".

ودفن الراحل بقرية العطوانى بإدفو محافظة أسوان فى جنازة مهيبة حضرها جمع غفير من أهله ومحبيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل