«سينما تيد».. وحيدة حول العالم - ساسة بوست
منذ 1 دقيقة، 16 يونيو,2016
لا نُروج للتنمية البشرية، ولا نسعى إلى ذلك، لكننا نضع في الاعتبار أهمية «التكنولوجيا، والتخطيط، والمتعة»، الكلمات الثلاث المُكونة لـ«TED»، وما يعنيه شعارها العالمي: «أفكار تستحق الانتشار». من هنا كانت «سينما تيد» سلسلة دورية من «ساسة بوست»، كل يوم خميس، إذ يُشارككم فريق العمل أفضل مُشاهداته الأسبوعية لمسارح «تيدكس» حول العالم.
تستيقظ من نومك، تحاول تذكر حُلم ليلتك الماضية، تنهض من فراشك، تحملك قدماك إلى دورة المياه، ثم المطبخ، تفكر في إفطارك، تعده بيديك، تأكله مستشعرًا مذاق أطعمتك الصباحية المفضلة، ترتدي ملابسك، تذهب لعملك سيرًا على الأقدام، أو قائدًا لسيارتك، تفكر، ويستمر يومك على هذه الوتيرة.
ما تفعله باعتيادية كل يوم، هو نتيجة خلاقة، شديدة الإبداع والإبهار، لما يفعله مخك كل يوم، منسقًا مع بقية أعضاء الجسد البشري وظائفهم، وملقيًا بملايين الإشارات العصبية والتعليمات، يومًا بعد يوم.
نحن نعرف السابق لفظًا، وبما أن معظمنا ليسوا علماء مخٍ مثلًا فربما لن نهتم بالعام، وبالتأكيد لن نهتم بالتفاصيل وطريقة عمل المخ، ماذا إذًا لو كنت عالم مخ وأعصاب، وكرست حياتك كلها لفهم طريقة عمل المخ، ودقته وإعجازه، ثم أتيحت لك فرصة نادرة، لم تتح إلا لقلة من علماء المخ والأعصاب قبلًا: لقد استيقظت من نومك لتشاهد انهيار وظائفك المخية بالكامل، واحدة تلو الأخرى!
في هذه المحادثة الملهمة، الحائزة على أكثر من 19 مليون مشاهدة، تصحبنا عالمة المخ والأعصاب، «جيل تايلور»، خلال تجربتها عند انفجار شريان دماغي لديها، ومراقبتها لكل ما يحدث، ليس باعتبارها مريضًا وإنما عالمًا مخيًّا، وما خرجت به من هذه التجربة.
ربما شاهد معظمنا، في الآونة الأخيرة، التداخل المدهش بين العالم الرقمي والعالم الواقعي، تسمح لك التكنولوجيا الآن باستخدام مفردات من العالم الواقعي، كحركات جسدك وإشارات يدك على سبيل المثال، في التلاعب ببرامج ومفردات من عالم الحاسوب أو تحريكها، وربما في حالة عالم الفيزياء الكونية العبقري، «ستيفن هوكينج»، تتحكم الأوامر العقلية في التكنولوجيا الحاسوبية أيضًا.
هذا في عامنا الحالي، لكننا سنقوم الآن برحلة شديدة المتعة، لسبع سنوات مضت، وتحديدًا إلى عام 2009، إذ وقف براناف على مسرح تيد، يشرح لنا قصته في دمج العالمين، الرقمي والواقعي، بعضهما ببعض، الشاب الذي ندين لعقله بالكثير من تكنولوجيتنا الرقمية – الواقعية الحالية.
في أقل من 14 دقيقة، يأخذنا الشاب الهندي البالغ من العمر 35 عامًا، «براناف ميستري»، النائب الحالي لرئيس القسم العالمي للبحث والتطوير، في عملاق التكنولوجيا العالمي سامسونج، ورئيس فريق البحث هناك، والمتخصص في ستة علوم فرعية على الأقل، وأحد قادة العالم الشباب في 2013، بحسب قائمة المنتدى الاقتصادي العالمي، في رحلة ممتعة متكلمًا عن «الحاسة السادسة التكنولوجية».
عندما وقف «دان» على مسرح تيد، في فبراير (شباط) لعام 2004، أجرى للحضور اختبارًا مفاجئًا، وخيرهم بين خيارين بسيطين: أن يربح كل شخص فيهم جائزة يانصيب الولايات المتحدة الكبرى، وقدرها 314 مليون دولار، أو يصبح كل واحد فيهم شخصًا عاجزًا، لا يستطيع الحركة.
تقريبًا بعد قراءة الفقرة السابقة، ستقول في نفسك أنه أسهل اختبار في التاريخ، وأسهل اختيار أيضًا، كما كل الحضور، وستختار جائزة اليانصيب، من يريد أن يرفض ملايين الدولارات ويصبح عاجزًا على أي حال؟ ولو سألنا أي شخص عن الأكثر سعادة في الاثنين، العاجز أم المليونير، فستكون الإجابة متوقعة وبديهية أيضًا، ويعرفها أي طفل في أي مكان.
حسنًا، افتح عقلك قليلًا، لقد اختار الجميع المال، وجزموا بأن صاحبه هو الأكثر سعادة، والحقيقة أن العكس هو الصحيح، لقد فشل الجميع في الاختبار، بحسب «دان» نفسه.
في هذه المحادثة الشيقة، يفند «دان جلبرت»، خبير علم النفس، أوهامنا عن السعادة، وتصوراتنا عن وجودها فقط في حال تحقق ما نريد.
اختيار فريق العمل لهذا الأسبوع لا يحتاج تعليقًا أو توضيحًا من أي نوع، القصة الملهمة لإيلين ماك آرثر، وإبحارها حول العالم بلا توقف، وبمفردها تمامًا، ومصاعبها التي مرت بها، مبحرة في مناطق معزولة من العالم، حيث أقرب يابسة هي القارة القطبية الجنوبية، وأقرب تجمع بشري لها هم رواد الفضاء، في المحطة الفضائية الدولية، وحيث لا يمكن لطائرة أن تهبط في أي مكان، ولا يمكن لأي مروحية أن تطير هناك، ويستغرق الأمر لأي سفينة إنقاذ أربعة أيام كاملة لتصل فقط إليها.
في أقل من 17 دقيقة، تجوب بنا إيلين العالم بأكمله.
بالطبع نسمع يوميًا عن «طفل عربي» في مكان ما، اخترع شيئًا ما، ثم يتضح فيما بعد وفي أغلب الحالات، أنه اختراع زائف، أو ما نطلق عليه «العلم المزيف»، لكننا سنشاهد هنا شيئًا آخر.
Comments