المحتوى الرئيسى

فصل الدعوي عن السياسي.. هل يخرج الإخوان من أزمتها؟

06/16 22:40

تصاعدت الدعوات داخل جماعة "الإخوان المسلمين" بفصل العمل الدعوي عن السياسي، وهي الدعوة التي استلهمت تجارب مماثلة في العديد من الدول كان آخرها حركة "النهضة" في تونس التي أعلنت تأسيس حزب منفصل عن الحركة.

وقال الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس شورى "جماعة الإخوان المسلمين" في تصريحات صحفية في مايو إنه "تأكد عزم كل الأطراف" داخل الجماعة على ضرورة "فصل الجانب الحزبي التنافسي عن الجانب الدعوي والتربوي"، و"سيُعلن هذا قريبا"، مشيرًا أن هناك "سعي لمراجعات كبرى، لكنها تحتاج وقت، وإرادة، وتقديم الشباب".

ودشّنت جماعة الإخوان "حزب الحرية والعدالة" عقب ثورة يناير 2011، وكانت اتهامات كثيرة توجّه للجماعة بهيمنتها على القرار داخل الحزب، الذي تم حله بقرار قضائي عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3يوليو 2013.

ومؤخرًا، طالب المهندس أبو ماضي، رئيس حزب "الوسط"، جماعة الإخوان فصل الدعوة عن السياسية، الأمر الذي قوبل برفض شديد وهجوم من قيادات الجماعة بالخارج.

وقال الدفراوي ناصف، القيادي الإخواني المحسوب على جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان متوجهًا إلى ماضي: "لكل من ينادى بفصل ‫‏العمل الدعوى عن ‫‏الحزبي و‫‏السياسي، ومن يريد اختزال ‫‏الجماعة في ‫حزب سياسي، أو أن تنقسم الجماعة إلى حزب أو جمعية خيرية، وتحويلنا على شاكلة ‫‏حركة النهضة في ‫‏تونس، أو حزب ‫‏العدالة والتنمية في ‏تركيا".

وتابع: "أقول لسنا ‫‏حزبًا سياسيًا، وإن كانت ‫‏السياسة على قواعد الإسلام من صميم فكرتنا، ولسنا ‫‏جمعية خيرية إصلاحية ولسنا ‫‏فرقًا رياضية، ولسنا شيئًا من هذه التشكيلات فإنها جميعا تخلقها غاية موضعية محددة لمدة محدودة، وقد لا يوحى بتأليفها إلا مجرد الرغبة في تأليف هيئة التحلي بالألقاب الإدارية فيها ولكننا فكرة وعقيدة ونظام ومنهج, لايحدده موضع ولا يقيده جنس, ولا يقف دونه حاجز جغرافي, ولا ينتهي بأمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها, ذلك لأنه نظام رب العالمين, ومنهاج رسوله الأمين".

وقال المستشار وليد شرابي، القيادي بالمجلس الثوري، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك": "الهجوم على شخص مرسى ممن ناصروه بالأمس في هذا التوقيت هو عمل ممنهج وليس عشوائيًا ويؤسس لمرحلة جديدة سيعلن عنها قريبا خلال الأسابيع القادمة".

وفي مؤتمر عقد مايو الماضي، بحضور الرئيس التونسي القائد السبسي، وراشد الغنوشي، رئيس الحركة، وعدد من قيادات الجماعة، أعلنت حركة "النهضة" التونسية تدشين حزب سياسي مستقل، والانفصال عن الحركة التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان. 

وقال الغنوشى، خلال كلمته لافتتاح المؤتمر العام:"النقد الذاتي شرط في عالم الحداثة، ونحن حريصون على النأي بالدين عن المعارك السياسية، مع تحييد المساجد عن السياسة والتوظيف الحزبي لتكون مجمعة لا مفرقة، والحركة تحولت حزب ديمقراطي وطني متفرغ للعمل السياسي بمرجعية وطنية".

وقال الرئيس التونسي، تعليقًا على قرار الحركة: "حركة النهضة لم تعد حزبا يمثل خطرا على الديمقراطية".

وانتقد أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان في مصر، تحول حركة النهضة التونسية إلى حزب سياسي والانفصال عن الحركة الدعوية، قائلًا:" فصل الدعوى عن العمل الحزبي فكرة رفضها الإمام حسن البنا، ولم يرى أن تتحول الجماعة لحزب وفقط أو أن يلتزم أعضاؤها بعضوية حزب دون غيره من الأحزاب، وأقرت وثيقة 1994 مبدأ الانضمام لأحزاب لا أن تتحول الجماعة لحزب".

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تشكيل "لجنة مؤقتة" لإدارة شؤونها، بقيادة عبد الحميد الذنيبات، خلفًا لقيادتها السابقة المراقب العام السابق همام سعيد.

وتشهد الإخوان في الأردن منذ مارس الماضي، خلافات مع أعضاء منشقون قاموا بتأسيس "جمعية الإخوان المسلمين" وقامت الحكومة الأردنية بإصدار ترخيص لها لتضع الجماعة في مأذق قانوني، وهو ما اعتبرته الجماعة الأم انقلابًا على شرعية الجماعة، وقيادتها المنتخبة وفق اللوائح الشورية داخلها.

وطرحت فكرة فصل الدعوة عن العمل السياسي، لإخوان الأردن، إلا أنها بدت مرفوضة من الجماعة الأم حتى الآن، فيما اعتبر الداعية الإسلامي، وأحد علماء جماعة الإخوان بالأردن، محمد سعيد أبو جعفر، الفصل بين الدعوة والسياسة أمرًا جيدًا من الناحية النظرية، ومن حيث إسناد النشاطات إلى أهلها من ذوي الاختصاص والخبرة، ولكنه صعب إن لم يكن مستحيلا من حيث التطبيق العملي.

وفي المغرب، انتشرت دعوات فصل العمل الدعوي عن السياسة لجماعة الإخوان، ولاقت الفكرة رواجًا بين كبار رجال الدين هناك، حيث أكد نائب رئيس "الاتحاد العام لعلماء المسلمين" والرئيس السابق لحركة "التوحيد والإصلاح" ذراع الإخوان بالمغرب، الدكتور أحمد الريسوني، أن فكرة فصل العمل الدعوي والثقافي والعلمي عن السياسة جيدة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل