المحتوى الرئيسى

بالفيديو والصور.. فى ذكرى العاشر من رمضان الحاج محمود بطل أكتوبر باكيًا: علمت بالحرب قبلها بيوم وتمنينا الشهادة فى سبيل الله.. ويؤكد: تعلمنا أنه ليس هناك مكان لكلمة "لا".. وفى الجيش لا نعرف المستحيل

06/16 04:32

تظل ذكرى انتصارات حرب أكتوبر، التى وقعت فى العاشر من رمضان، ذكرى خالدة فى تاريخ البطولات التى طالما يفخر الشعب المصرى بها وبأبطالها.. 44 عامًا هجريًا مرت على حرب العاشر من رمضان، التى وقعت عام 1393 هجريًا، والتى كانت نهاية للاستعمار ونزع شوكة العدو، وكانت بداية للحياة الكريمة واسترداد كرامة الشعب.

بالفيديو.. أحد أبطال العاشر من رمضان يروى أغرب... by youm7

أنهت القوات المسلحة بهذه الحرب سنين عجافًا واستبدلتها بتاريخ مجيد سيذكره الزمن عبر مراحله بانتصار المصريين على الصهاينة فى يوم الكرامة فى العاشر من رمضان أثناء صيامهم وعبورهم خط القناة، وامتزاج دمائهم فلا فرق وقتها بين قبطى ومسلم فكلاهما ارتوت الرمال بدمائه.

ورغم مرور تلك السنوات بكل ما حملت خلال الفترة الماضية، إلا أن هناك أبطالاً لا زالوا يذكرون الحرب بكل تفاصيلها؛ فمن محافظة أسيوط روى لنا الحاج محمود كواليس اليوم الأول للحرب بعيون اعتصرتها الدموع، وتذكر لماضى مفرح مختلط بالألم.

قال محمود محمد أحمد مصطفى، التحقت بالجيش فى 11 أكتوبر 1972 - أى قبل حرب اكتوبر بعام تقريبًا - بدأ الجيش بتدريبنا فترة فى دهشور ثم انتقلنا لمنطقة الجفرة بالسويس، ومن الجفرة انتقلنا للعمليات، وكنت وقتها بسلاح الميكانيكا وتحديدًا تخصصت فى القاذف الصاروخى ار بى جى (سفن- دبابة)، وذلك على الرغم من أنى كنت أعمل مهندسًا زراعيًا وحاصلاً على بكالوريوس زراعة، وكنت من ذوى المؤهلات العليا وعملت قبل التحاقى بالجيش كخبير أقطان فى شركة الفريد لتجارة وتصدير الأقطان، واستعان وقتها الجيش بالمؤهلات العليا فى التدريب على الأسلحة الحديثة، وكيفية استخدامها كبعد الدبابة وكيفية مقابلتها وإجرائها.

وعلى الرغم من استعانة الجيش بالمؤهلات العليا فى الأسلحة الحديثة، إلا أنه لم تكن هناك تفرقة فى هذا الوقت بين الحاصل على مؤهل عالى والأمى داخل خيم وتدريبات الجيش، خاصة أننا كنا نقوم بقيادة المركبات والدبابات، ومن الممكن وقتها أن يصاب أى شخص بأى إصابة دون النظر لمؤهله، كما كان يتم التدريب على القاذف الصاروخى واستخدام الآر بى جى والأسلحة الشخصية.

- كيف كان يوم الحرب والتجهيزات له؟

كان فى ذلك الوقت الجيش بمنطقة الجفرة، وعلمت بالحرب قبلها بيوم، على الرغم من أنه لم يخبرنى أحد أن هناك حربًا، ولم تبلغنا القيادات وقتها بأى شىء وكان لدينا قائد الكتيبة الرائد عبد الخالق رئيس الأركان، وكان خريج تربية رياضية وبرتبة رائد، دائمًا ما كان يجلس معنا فى الخيام ويشرب معنا الشاى ونتبادل معه أطراف الحديث، وكان كثيرًا ما يشعل لدينا الحماس ويبث فينا روح وحلاوة النصر ويشد من أزرنا، إلا أنه لم يخبرنا على الإطلاق بأى مواجهة بيننا وبين العدو أو أى حروب قادمة .

ولكن رغم ذلك كان يسيطر على وزملائى الشعور بأن هناك شيئًا مختلفًا، ينذر بأن الحرب على الأبواب، فمنعت الأجازات نهائيًا، وتضاعفت التدريبات وبدأت التجهيزات تتم بشكل جدى عكس التدريبات التى كانت تتم مسبقًا، وأصبحت هناك ترتيبات وأخذ أماكن بالصف وبدأنا فى تجهيز المعدات والأدوات التى كنا نتدرب عليها وتجهيزات الملبس كالأفارول، وقامت العمليات بتسليمنا المادة المضادة للاشتعال وطالبونا باستخدامها فى غسل الأفارولات وهى مادة مضادة للاشتعال، بحيث لو صادف الأفارول نيران أو مواد مشتعلة تعطل تلك المادة الاستجابة للاشتعال، وكانت هذه المادة والأفارول أيضًا ضمن تعين القتال ولا يتم صرفها للمجندين إلا فى العمليات الحقيقية.

كما أن سبق يوم الحرب بأسبوع تقريبًا رحلة قصيرة لضفة القناة بتوجيهات مكثفة من القادة، وكانت كلماتهم لنا دائمًا (خلوا بالكم) خلال تدريبات قتالية صباحية ومسائية أخبرونا خلالها أن هذا التدريب من أجل الصعود للمحور، كل تلك الأمور جعلتنا نتساءل، ولكن كان بداخلنا أيمان عميق بأننا فى حالة حرب ويفصل بيننا وبين النصر ساعات معدودة، وأخبرت زملائى بذلك الشعور وأكدت لهم أننى متأكد من أن غدًا سنحارب، وأيدونى هم أيضًا ذلك الإحساس.

وبالفعل جاء يوم 6 أكتوبر الموافق العاشر من رمضان وكنا صائمين، وبدأنا الحرب فعلاً وصدق إحساسنا ولكن بدأناها بالرقص والغناء وبفرحة أبكتنا حتى قبل أن نذوق طعم النصر.

وبعد العبور مباشرة وصلنا لمنطقة تسمى الكارنتينا، وعدنا إلى أماكننا مرة أخرى، ثم خرجنا لمنطقة قبل عين موسى وكان هناك دبابات إسرائيلية حاولت الاختراق، ولكن فى ذلك التوقيت خرج كل جندى منا بسلاح آر بى جى وبدأنا الضرب فى الدبابات، ولكن الإسرائيليين بمجرد أن شعروا بمواجهتنا لهم رجعوا إلى حيث أتوا، ولم يشتبكوا معنا ولم تكن لدينا أوامر بمتابعتهم.

وكانت هناك تعليمات قبل الثغرة بأسر أى دبابة كنا نجدها فى طريقنا وكنا نضربها بالفعل، وبعد الثغرة كان هناك دبابات إسرائيلية تحت الجبل، وجاءت إلينا تعليمات بمحاصرة هذه الدبابات وعدم تحركها من أماكنها تحت الجبل، وبالفعل قمنا بمحاصرتها حتى أطلقنا عليها النيران وأصبناها.

- وكيف كان شعوركم فى الحرب؟

لم نخف على أنفسنا وقتها ولم نكن نتمنى إلا الشهادة فى سبيل الله، ومن أجل تحرير الوطن، فبمجرد أن عبرنا وقعت علينا غارة ونزل الطيار الإسرائيلى، وقام بضرب طيارة من طائراتنا.

فاشتبكت مع أحد الجنود الإسرائيليين على الأرض فى الضفة الغربية، ووقعت وقتها اشتباكات عنيفة انتهت بالإمساك بعدد من الطيارين، وأسرهم ومن ثمَّ انتصارنا، وفقدت خلال الحرب شخصًا من أعز أصدقائى بالجيش يدعى سيد محمد سيد، ومكثنا بعد ذلك اليوم حوالى 20 يومًا ونحن فى حالة حرب حتى عدت وزملائى إلى منازلنا يوم عيد الفطر، ومع تكبيرات العيد فكانت تكبيرات النصر وتكبيرات العيد ترفع فى آن واحد.

- ما أهم العبر التى تعلمتها من الجيش والحرب؟

حرب أكتوبر علمتنا أنه ليس هناك مكان على الإطلاق لكلمة "لا"، وفى الجيش لا نعرف كلمة مستحيل مضينا طوال تلك الفترة لا نعرفها ولا نرددها ومضينا فترة الجيش على أن "مفيش حاجة اسمها مستحيل".

وأهم ما تعلمته أنه من يكون ولاؤه للجيش ليس لديه مكان لمنزل أو أولاد، ولذلك قضيت فترة الجيش والحرب وأنا أعزب فلم يكن لدى ما أشغل بالى به سوى الجيش والوطن.

فحينما قرأت خبر نكسة 67 كنت فى ثانوية عامة، ولم تكن لدى حيلة فى فعل اى شىء وتمنيت أن يهبنى الله شرف الجهاد من أجل الوطن وتحريره ولم يشغل بالى طوال تلك الفترة إلا ذلك الأمر فكنا ندخل الجيش لا نعلم سنخرج متى وسنخرج أحياء أم شهداء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل