المحتوى الرئيسى

خيالُ الأصابعِ الصغيرة

06/16 01:10

] تتمّات ليل الرابع من فبراير:

نقراتٌ خفيفة على نوافِذِ قلقي ولا يتمكَّنُ الغدُ من إشهارِ هويته..!! يبقى الأبيضُ مُتَشَبِّثاً بالحَنجُرَة كلَّما لاحَ لي الصمتُ الأثير، أو كلَّما هَممتُ ركوبَ الحافلات البيضاء الصغيرة بينَ دمشق/الناصرية، الطرقاتُ جبليَّةٌ ـ أو هكذا كانَ يخيَّل إلى بَصَرِ الجنديّ الذي هوَ أنا مُجرْجَراً عبر عرباتٍ/ زنازين تشبه أنوفَ الخنازير المفطوسَة!! ـ الحافلاتُ الصغيرةُ البيضاء الطَّافحَة بروائح غرباء هجروا أسِرَّتَهُم دونما صوتٍ وبحسرَةٍ لا تقلّ عن حَسَراتِ الموتى يلفّون صمتَهُم كَشَراشِفَ بيضاء لها رائحةُ الغاز.

يروقُ ليَ الآن وأنا في الثلاثين مرافقةَ قاصرَة، تكرهُ فكرة أن تكونَ أنثى لها ما لمثيلاتها من اختلافْ.. تبكي لفراق شجرةِ التوت أو لمرأى من تحبّ يغادرُ دونما بصيصِ عودة!!

يروقُ لي الآن وأنا في الثلاثين أن أستَذكِر معها أصواتَ الخُطى التي مرَّت بجانبي،

أنَ أبدوَ كطفلٍ يغضَبُ برقَّةٍ، يروقُ لي الآنَ تماماً وأنا في الثلاثين مرافقَة قاصرة على حافَّةِ الموتْ تغضبُ كامرأةٍ ناضجةٍ وتصرخُ في وجهي: أنتَ حُرٌّ في أفكارِك ولستَ حرًّا في ترتيب حُجرَةِ ذكرياتي!!

وَجَعُ المفاصل أو رؤية طفلةٍ صغيرةٍ افترَشَت مصطبَةَ بيتٍ هاجرَ أصحابهُ إلى حيثُ العتمةُ غائبة وما من هديرٍ يفسِدُ أحلامَهم،

وجَعُ المفاصل أو بكاءُ الطفلةِ ذاتها على برتقالٍ يوزَّعُ ابتهاجاً للغيابْ،

وجعُ المفاصلِ أو رسائلُ تُبْعَثُ عبرَ شرايين الإلكترون .. وجَعُ المفاصلِ .. وجعُ المفاصِلْ ....

خَرَجَ الولَدُ في إثر أمّهِ وَلَمْ يَرجعْ..

كانَ الزمنُ فجرَاً مُقفراً كعمري القصير وكانتِ السَّماءُ تُنْزِلُ سلالِمَ لصغارٍ مثلي فقدوا أحذيتهم في درب الهروبْ..

خَرَجَ الولَدُ من حلمي ولَم يَعُدْ.. تقولين .....

في هَذهِ الغابَةِ الشبحيَّة لظلالِ رسمِكِ المُثبَتِ على جبيني، أتعرَّفُ على بِساطِ يُمَدُّ إلى آخرِ خطىً تتهادى إليَّ ...

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل