قصة "بدر".. جرأة المسلمين على المشركين بالإيمان
رغم أنه ليس كتابا تاريخيا أو قصصيا، إلا أنه يمتلئ بالعديد من أخبار الأولين والسابقين، بهدف العظة والدرس الديني، ليتعلم المسلمون من أخبار الأمم السابقة عليهم، ويكونوا شهودا عليهم يوم القيامة.
"دوت مصر" يختار كل يوم قصة من قصص "القرآن"، على مدار شهر رمضان الكريم؛ ليتناولها بالشرح المبسط لقرائه، عسى أن نتعلم من هذه القصص ما ينفعنا في أمور ديننا ودنيانا، ونختار لكم اليوم من الجزء العاشر من القرآن قصة غزوة بدر.
تناولت سورة الأنفال فاتحة الغزوات "بدر"، حتى سمّاها بعض الصحابة بسورة بدر وفي تلك السطور نستعرض أبرز أحداث الغزوة، كان عدد المسلمين 313 مقابل 1000 من المشركين لكن المسلمين على قلة عددهم انتصروا بعون الله وباستعدادهم للحرب على المشركين مع كثرتهم وكانت أول المعارك بين الحق والباطل في التاريخ الإسلامي.
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقافلة قريش قد أقبلت من الشام إلى مكة، وقد كان يقودها أبا سفيان بن حرب مع رجال لا يزيدون عن الأربعين، وقد أراد الرسول عليه الصلاة والسلام الهجوم على القافلة والاستيلاء عليها ردا لما فعله المشركون عندما هاجر المسلمون إلى المدينة، وقال لأصحابه : "هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها " .
كان ذلك في الثالث من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة، وقد بلغ عدد المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، ومعهم فرسان وسبعون بعيرا، وترك الرسول عليه الصلاة والسلام عبد الله بن أم مكتوم واليا على المدينة، لما علم أبو سفيان بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى أهل مكة يطلب نجدتهم، ولم وصل ضمضم إلى أهل قريش صرخ فيهم قائلا : "يا معشر قريش، أموالكم مع أبي سفيان عرض لها محمدا وأصحابه لا أرى أن تدركوها " . فثار المشركون ثورة عنيفة، وتجهزوا بتسعمائة وخمسين رجلا معهم مائة فرس، وسبعمائة بعير .
جاءت الأخبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قافلة أبي سفيان قد غيرت اتجاه طريقها، وأنه سيصلها غدا أو بعد غد، فأرسل أبو سفيان لأهل مكة بأن الله قد نجى قافلته وأنه لا حاجة للمساعدة، ولكن أبا جهل ثار بغضب وقال : "والله لا نرجع حتى نرد بدرا "
فجمع رسول الله أصحابه وقال لهم : إن الله أنزل الآية الكريمة التالية : "وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنهما لكم و تودون أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم و يريد الله أن يحق الحق بكلماته و يقطع دابر الكافرين"
فقام المقداد بن الأسود وقال : "امض يا رسول الله لما أمرك ربك، فو الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: "قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".
ولكن نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فأبشر الرسول عليه الصلاة والسلام خيرا ، ثم قال :" أشيروا علي أيها الناس "يقصد الأنصار" . " فقام سعد بن معاذ وقال: "يا رسول الله ، آمنا بك وصدقناك وأعطيناك عهودنا فامض لما أمرك الله، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد" فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "أبشروا، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم".
وعندما وصل المشركون إلى بدر ونزلوا العدوة القصوى ، أما المسلمون فنزلوا بالعدوة الدنيا . وقام المسلمون ببناء عريش للرسول صلى الله عليه وسلم على ربوة ، وأخذ لسانه يلهج بالدعاء قائلا : " اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ؟ اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض " . وسقط ردائه صلى الله عليه وسلم عن منكبيه ، فقال له أبو بكر : " يا رسول الله ، إن الله منجز ما وعدك ".
قام المسلمون بردم بئر الماء - بعد أن استولوا عليه وشربوا منه - حتى لا يتمكن المشركون من الشرب منه . وقبل أن تبدأ المعركة، تقدم ثلاثة من قريش وهم : عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة ، وولده الوليد يطلبون من يبارزهم من المسلمين، فتقدم ثلاثة من الأنصار، فصرخ الثلاثة قائلين : " يا محمد ، أخرج إلينا نظراءنا من قومنا من بني عمنا" فقدم الرسول عليه الصلاة والسلام عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فبارز حمزة شيبة فقتله، وبارز علي الوليد فقتله، وبارز عبيدة عتبة فجرحا بعضهما، فهجم حمزة وعلي على عتبة فقتلاه.
Comments