محمد السيد يكتب: أخي في الجماعة هلا بحثت معي عن الجواب؟ | ساسة بوست
منذ 1 دقيقة، 15 يونيو,2016
بضعة أسئلة طرحتها على نفسي وعلى بعض أفراد من الإخوان نحاول البحث عن إجابات مقنعة في ظل الحالة التي تمر بها الجماعة، نوقن أن الحل لا بد وأن يشمل الجميع بغير إقصاء لأحد أو اتهامات وحكايات ربما لن نستطيع اليوم أن نحكم عليها، ولكننا نؤمن في الوقت ذاته أن الجماعة بحاجة إلى تجديد دمائها وإلى تغيير شامل وكامل، نحترم قادتنا وأساتذتنا ولكننا نريد أن نتعلم من تجربة ما فات وأخطائه، ونسعى ألا تتكرر الأفعال ثانية فتضيع معها كل هذه التضحيات هباء ونعود إلى المربع صفر وكأننا لم نفعل شيئًا سوى أن ضيعنا دماء إخواننا وأخواتنا ثم عدنا كما كنا.
حاولنا أن نختصر ما يدور في الأذهان في هذه الأسئلة، ونتركها مفتوحة عسى أن تجد الجواب:
هل من الممكن أن تكون رؤية الجماعة نفسها ومشروعها ووسائلها قابلة للنقد والتغيير وبالأخص بعد تجربة الثلاث السنوات الأخيرة أم أننا مستمرون كما كنا؟
هل نحتاج إلى تحديد معايير واضحة للتعامل والحكم على الأشياء والمواقف أم لا؟
هل سنظل أسرى للحيرة فيمن يملك التوجيه صاحب الخبرة والأستاذية والسبق، أم من يواجه الأحداث كل يوم على الأرض؟
التردد في فكرة المحاسبة، هل سنحاسب أم لن نحاسب، ومن نحاسب؟
لنصل في النهاية هل الأزمة أزمة أفراد أم نمط إدارة؟
1- هل آن وقت التجديد أم أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان؟
أخي الحبيب الذي جمعتنا أيام وأحداث، هلا سمحت لي ببعض الأسئلة التي يجهد ذهني بحثـًا عن إجابتها كي أستوثق من المشروع والرؤية ونمط الإدارة الموجود والمأمول؟
هل من الممكن أن تكون رؤية الجماعة نفسها ومشروعها ووسائلها قابلة للنقد والتغيير بعد تجربة السنوات الثلاثة الأخيرة وقبلهم الأربعين سنة بعد التأسيس الثاني في السبعينات أم أننا مستمرون كما كنا؟ ألم يفاجئك الفشل التام للجان كاملة في الجماعة تبين أنها كانت تسير في الاتجاه الخاطئ كلجنة البر مثلًا، «لجنة أنفقت ملايين الجنيهات وجهود بشرية جبارة لكنها بلا إستراتيجية ولا مردود، وتبين أنها كانت تقوم بدور الداعم والسند للنظام في امتصاص غضب الشرائح الفقيرة بدلًا من توجيه هذا الغضب للنظام مطالبينه وضاغطين عليه لاسترداد حقوقهم»؟ هلا أخبرتني عن انكشاف الظهير الشعبي الذي أقنعنا أنفسنا لسنوات أنه عصي على التفكيك؟ ألم يفجعك غياب الإخوان التام عن العمال ومشاكلهم وواقعهم وهي الشريحة التي لا يمكن إغفالها لأية حركة تريد تحررًا ورفعة لأوطانها؟ هلا أخبرتني بعد ثورة يناير ومشاركة الإخوان فيها بشكل واضح وقد كانوا قبلها بأيام يخبروننا أن الثورة ليست من أدبيات ولا وسائل الإخوان؟ ثم سنة من الحكم في وقت لم نكن فيه على قدر الاستعداد المناسب؟ ماذا كان الصواب وقتها؟ وأين تقييمنا لهذه الفترة؟ ألم تسمع عن الخلافات التي بدأت تدب قبل الانقلاب بين بعض اللجان داخل الحزب ومثيلاتها في الجماعة؟ في ظل تداخل المهام والأدوار وعدم وضوح الرؤية وعدم التعود على الخلاف وإدارته ولا العمل المفتوح ومتطلباته؟ ألم يذهلك الدور الرائد للمرأة بعد الانقلاب والذي ظل قادتنا لسنوات يتعاملون معها باعتبارها تابعًا منسيًا، وأثبتت الثلاث سنوات أن الحراك مثلًا قائم بالأساس على أكتافهن فأثبتن أحقيتهن في رسم وتخطيط المسار لا التنفيذ فقط؟ ألم يحزنك غياب الدعوة والدعاة وانغماسهم في السياسة وأعمالها، ومدى النقص الواضح في المناهج التربوية للجماعة وغياب المربين؟ والضعف الشديد في الكوادر والتخصصات الفكرية والعلمية المتخصصة؟ ألا يحتاج مصطلح الشورى إلى إعادة صياغة وتعريف حول آلياته، وشخوصه وإجراءاته؟ ألا يخبرك كل هذا أن لدينا أزمة حقيقة في رسم رؤية الجماعة ومشروعها؟ ألا يخبرك هذا أننا كنا نسير في مسار خاطئ وكأن الله أراد لكل ما حدث أن يحدث كي نجدد ونطور ونعدل من المسار؟ ألا يدل هذا كله على أن هناك من أخطأ في قياداته ولم يكن أهلًا لهذه القيادة أو أنه على أحسن تقدير اجتهد فأخطأ، فآن له أن ينسحب ويأتي غيره؟
فلماذا اليوم نرى بعضهم حريصًا كل الحرص على الردة للوراء؟ وتجاهل الاستفادة مما حدث؟
2- غياب المعيار الواحد في الحكم على الأشياء والمواقف
ما بين التعامل بروح الأبوة فهكذا تداربعض الأمور، أو اللجوء للأدبيات المتعارف عليها أحيانـًا، ثم استدعاء اللوائح في أوقات أخرى .. أو التعلل بالظروف الأمنية، أو تفويض من يتخذ القرار، ثم أحيانـًا ادعاء العودة لأفراد الصف.
بين كل هذه الاحتمالات يقف المرء عاجزًا عن الفعل ومتحيرًا في التقييم، فهلا وحدتم معاييركم يا أحبة حتى نستطيع الحكم؟!
بعضهم إذا احتاج اللائحة استخرج لك المواد والملحقات والجمل التفسيرية والشروحات المؤيدة التي تدعم وتؤكد «كيت وكيت وكت»، بينما هو نفسه منذ دقائق أصدر قرارًا آخر في موقف مخالف بعكس ما تفرضه اللوائح متعللًا بالظروف والواقع، «ما هو يا كله لايحة يا كله ظروف يا جماعة»! السؤال الأزلي هل الأفراد والقادة سواسية؟ أم أنك في حكمك تقول: «إن للقيادة درجة أعلى في الشهادة والتصديق»، وتخبرني في جلساتك الخاصة أن «رأي الإمام ونائبه هو الفيصل»، بينما يلح في خاطري المشهد الذي طالما عايشناه عن المسئول الذي يدلي بصوته يستوي فيه مع من يقودهم، لنأخذ في النهاية برأي المجموع مثلًا؟ أيهما أصح؟ يصعقني حديثك «أن الصف ليس لديه ثقافة الانتخاب»! ثم تتمسك وتصر على الاحتكام لمجالسك المنتخبة المنتهية المدة وبأحقيتها أن تخط المسار والطريق! يا سيدي وأستاذي إن كان الأفراد لا يملكون هذه الثقافة فهو ذنبك وأنت المسئول عن هذا أولًا، ثم إذا وضعت معيارًا يقول: «إنهم لا يملكونها حقـًا»، فهي إذن غائبة في كل المستويات وصولًا لأعلى هيئة منتخبة إلى مكتب الإرشاد، فهي إذن كلها مجالس باطلة وفاسدة.
وإن كانوا يملكونها فأين حقهم في ممارسة ما يملكون وفي اختيار من يمثلونهم؟ ولم تفرض عليهم أشخاصًا بعينهم تحت دعوى أنهم الأكثر قدرة على الحفاظ على الفكرة والمبادئ والتنظيم؟ ثم لماذا تمد لهم في مدتهم رغم انقضائها بدعاوى مختلفة؟ ثم حين تتحدث عن انقسام المحافظات داخل الجماعة لِمَ لم تضرب لنا النموذج وتجري انتخابات شاملة في المحافظات التي استقرت كما تقول بغير تعطيل أو إبطاء منعًا للشبهة والقيل والقال!؟
حدد لي معيارك كي نستطيع التحاور ثم نتعاون على السير به، لا أن نجتزئ الأمور والمواقف فتأخذني كل دقيقة في جانب.
3- صاحب الخبرة والسبق والشرعية اللائحية.. أم من يواجه الأحداث علي الأرض؟
تخبرني يا أخي عن القيادة التاريخية والشرعية وصاحبة الوصاية والأصوات والانتخاب، ثم حين أخبرك أن وضعهم الأمني أجبرهم على الغياب عن المشهد وأن قليلًا منهم من ما زال على حاله، بل إن أغلبهم غير محل إقامته فلا يعلم به إلا قليل، هذ غير من اعتقل أو سافر أو انتقل من محافظته تمامًا، حين أخبرك أن أغلبهم اليوم بعيدون تمامًا عن المشهد وأضرب لك الأمثلة بأناس تعلمهم اتهمتني بتغييبهم!
سأضع لك تصوري حسب فهمي البسيط، مجالس تم انتخابها لفترة معينة، قدموا فيها اجتهادهم أصابوا أحيانـًا وأخطأوا أحيانـًا، ولكن المشهد في المحصلة النهائية أن تصورهم وإستراتيجيتهم كانت خاطئة أدت إلى ما وصلنا إليه.
ثم انقضت مدتهم التي اختارتهم جمعيتهم العمومية «أفراد الإخوان» على أساسها، ثم أيضًا غاب أغلب أعضاء هذه المجالس عن الساحة، ومع هذا يصر بعضهم على استدعاء المتبقي منهم وتكليفهم ما لا يطيقون!
الأمثلة كثيرة، هل يعقل ونحن أمام الله سنسألكم «مجلس شوري على سبيل المثال منتهي المدة» بدلًا من أن يبدأ في إجراءات اختيار من يخلفه، يلجأ لاستكمال العدد الناقص فيه كي يمد لنفسه فترته ويبدأ في ممارسة أدوار واتخاذ قرارات!
حين أخبرك وأين كان هذا المجلس بالأساس خلال مدته الأصلية، لا ترد! حين أسالك أليست هذه أمانة ضيعوها حين لم يؤدوا دورهم خلال الفترة الفائتة، لا ترد! حين أسألك ألن تحاسبهم عن تضييع دورهم طيلة هذه المدة «بالمناسبة غاب دورهم من قبل الثورة ومن قبل الانقلاب ومنذ الانقلاب حتى مشهد اليوم» وأصغر فرد في الجماعة يعلم بتغول المكاتب التنفيذية على المجالس الشورية فيها للاسف منذ عقود، لا ترد! حين أسالك ألن أسألهم أمام الله كيف يمدون لأنفسهم وبأي منطق وبأي حق يفعلون ذلك، لا ترد! حين أخبرك أنهم حتى باستمرارهم ومدهم لأنفسهم فإن ظروفهم الأمنية وعدم تواجدهم لا يسمح لهم بحقيقة ممارسة دورهم، تعترف بهذا معي، ثم لا ترد! حين أسألك بالله لم لا يدرأوا عن أنفسهم الشبهة فيبدأوا في إجراءات اختيار من يخلفهم وألايتحججوا بالهاجس الأمني فكل شيء له حل ولنا تجارب سابقة في هذا، تسكت ولا إجابة!
أخبرك بهذا كله ثم أجد الرد نفسه، عن صاحب الشرعية والختم والوصاية والمهمة والتكليف والاعتماد والمؤسسية والثوابت و…
ولا أجوبة على هذه الأسئلة.
4- التردد في فكرة المحاسبة.. هل سنحاسب أم لا؟
بينما نحن نجلس سويًا، تضع وجهك في الأرض ثم تخبرني عن «بعض الأخطاء التي وقع فيها من يدير اليوم».
وأسألك في وضوح شديد، يا أخي هل تريد المحاسبة أم لا؟
من يريد المحاسبة ليجعل هذا مبدأ يسود على الجميع، لا أن تحاسب بعضهم وتتغافل عن بعضهم الآخر.
من يريد المحاسبة فليحاسب على رؤية وأخطاء سنوات ما بعد الانقلاب، وقبلها فليخبرنا عن نتيجة تحقيقه ومحاسبته لما قبل الانقلاب.
من يحاسب ويرى أن هناك أخطاء ارتكبت في توظيف الشباب وإنفاق بعض الأموال وغياب الرؤية الكاملة، ويكتب «لقد سلمنا لهم الراية لعامين فلما وجدنا أنهم حادوا عن الطريق ها نحن نسترد منهم الراية التي تركناها لهم» – هكذا يقول بعضهم- ندعوه ليخبرنا عن حساب رابعة وما كان فيها وفي رقبة من ما حدث، ويكشف لنا عن أسرارها وسوء اتخاذ المواقف وكوارث المنصة، وبعض القرارات التي لا يتسع المقام لذكرها هنا. ليخبرنا في رقبة من أيام بعينها، كيوم مجزرة سيدي جابر بالإسكندرية مثلًا، ونحن نواجه اليوم بطوله بلا هدف! ثم ننسحب بلا خطة، ثم نترك مصابينا في الشوارع معتقلين إلى اليوم مر عليهم قرابة الثلاث سنوات! ليخبرنا عن أحداث الدفاع عن مقرات الجماعة، ومدى صحة قرار المواجهة الذي اتخذ وقتها وحول شباب الجماعة لمجموعات تدافع بلا هدف واضح عن شقق مؤجرة لا تعني شيئًا «تخبرني عن رمزيتها؟ أخبرك كنتم تسمحون لرئيس الدولة أن يتم سبه في كل مكان ولم تفعلوا شيئًا!»، واستدرجونا في الأحداث ليرسم إعلامهم لنا صورة الكتائب المسلحة صاحبة العنف في نظر الناس وضاع منا كثيرمن الشباب في هذه المواجهات، وبدأنا نفقد كثيرًا من الدعم الشعبي بسبب المواجهات المتكررة في الأحياء السكنية «كحي بين السرايات بالجيزة مثلًا»؟ لنحاسب الشاب محمد منتصر عن تصريحين أو ثلاثة ترى أنه أخطأ فيهم، ونتناسي أنه بحق صنع نقلة نوعية في دور وأداء المتحدث الإعلامي المعبر عن الجماعة، سواء بأقواله أم مواقفه أم تواجده في الحراك على الأرض وسرعته في مواقف كثيرة وتسجيله لهذا وسط الجماهير. تعال ونحن نحاسبه نحاسب قبله المتحدث د.محمود غزلان عضو مكتب إرشاد الجماعة المنتخب والذي أصدر من التصريحات العشرات التي استنزف آلاف من أبناء الجماعة جهدهم ووقتهم في محاولات تصحيحها، تعال نعالج تصريحات د. محمود حسين الكثيرة والتي كنا نعجز عن تفسير جدواها ومدى حرقة الدم التي تسببها لنا قبل الانقلاب. تعال نحاسب د. محمد سويدان الذي يملأ الدنيا في الخارج ضجيجًا بما يقوله ثم يرجع ليخبرنا أن هذه آراؤه الشخصية، ولن نخوض كثيرًا أن الرجل ميزته الأساسية والتي أوجدته في هذا المكان هو إجادته للإنجليزية بالأساس وليس دقة ألفاظه أو خبراته أو جودة أدائه! لنحاسب أصحاب جلسات وضوح الرؤية الذين كادوا يقنعوننا أنها كتابًا منزلًا، ثم أثبتت الأحداث أنهم إما كانوا مضحوكـًا عليهم، أو أنهم تعمدوا التغرير بنا، أو أن ثقافتهم ومعرفتهم وخبراتهم لا تصلح لأن يتصدروا في مثل هذه المواقع ثانية «وليعتذروا وليلزموا بيوتهم اليوم».
حين نرفع لواء المحاسبة فلنتذكر حديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي تعلمناه على أيدي حضراتكم عما أهلك من قبلنا حين حاسبوا الضعيف وتغافلوا عن أخطاء الكبير وأفعاله.
5- هل حقيقة الأمر والأزمة أزمة أفراد بعينهم.. أم يمتد ليصبح سؤالًا مشروعًا عن نمط الإدارة الذي كان سائدًا؟
ومدى نجاحه وفشله وقياس إيجابياته وسلبياته؟
Comments