المحتوى الرئيسى

في ذكرى وفاتها.. "فتحية العسال" مناضلة للرمق الأخير

06/15 13:11

تحل اليوم الذكري الثانية علي رحيل الكاتبة والروائية والناشطة السياسية فتحية العسال، رئيس جمعية الكاتبات المصريات وأمين عام اتحاد النساء التقدمي، التى توفيت في مثل هذا اليوم 15 يونيو من عام 2014، عن عمر ناهز 81 سنة، إثر إصابتها بأزمة صحية.

والعسال من مواليد 26 ديسمبر 1933، ولم تنل أي درجة علمية ولا حتى الشهادة الابتدائية بسبب تسلط والدها الذي حرمها من التعليم، ولجأت إلى تعليم ذاتها وتثقيفها أكثر بعد أن قرر والدها منعها عن الدراسة، فتعلمت كيف تقرأ وكيف تكتب.

وجاء زواجها وهي في الرابعة عشرة من عمرها من الكاتب الراحل عبدالله الطوخي، وعن تجربة زواجها قالت العسال إن زوجها كان مثقفا وواعيا وجريئا مثلها، ودخلا السجن معا إلا أنها طلبت الطلاق حين شعرت أنه يحاول أن يتملكها ويستحوذ عليها، ثم عادا وتزوجا من مرة ثانية بعد انفصالهما.

 وبدأت الكتابة الأدبية في 1957 واهتمت بالقضايا الاجتماعية وقضايا المرأة بشكل خاص، وساهمت نشأتها المليئة بالأحداث كتعرضها للختان ورؤيتها لخيانة والدها لأمها، في تكوين شخصيتها القوية المتماسكة والمدافعة عن حقوق المرأة دائمًا، حيث اشتهرت بنضالها انتصارا لقضايا النساء.

واعتقلت العسال 3 مرات، المرة الأولي كانت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر 1954، وسجنت أيضًا قبل حرب 1956، والمرة الأخيرة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات1979، وذلك بسبب معارضتها لاتفاقية كامب ديفيد والتطبيع الثقافي مع إسرائيل، إضافة إلي تظاهرها ضد الأحكام العرفية وأرائها عن تحرر المرأة ومساعدة المهمشين والفقراء.

وكتبت خمس روايات هم : "نساء بلا أقنعة"، "ليلة الحنة"، "سجن النسا" التي كتبتها بين جدران السجن خلال فترة اعتقالها، وتحولت إلي مسلسل تلفزيونى تم عرضه في رمضان قبل الماضي، إضافة إلي روايتي "المرجيحة ومن غير كلام"، اللذين تم تحويلهم إلي عروض مسرحية ناجحة.

لتكون بذلك فتحية العسال أول أديبة عربية يتم عرض عمل أدبي لها على خشبة المسرح، وواصلت أعمالها المسرحية من خلال تقديمها لتسع مسرحيات ناجحة مثل: "لام ألف همزة لام، البين بين، بلا أقنعة"، وكتبت ما يزيد عن 57 مسلسلا تلفزيونيا أبرزها:"رمانة الميزان، شمس منتصف الليل، حبال من حرير، بدر البدور، هي والمستحيل وحتى لا يختنق الحب.

وافتتحت العسال فصولا لمحو الأمية في سبعينيات القرن الماضي بحي السيدة زينب، وكتبت المسلسلات الإذاعية التي تخاطب من خلالها النساء في إذاعة القاهرة، وحصل مسلسلها لحظة صدق على جائزة أفضل مسلسل للعام 1975، كما تم تكريمها في مهرجان المخرجة المسرحية لعام‏2009 ‏.

وكتبت العسال سيرتها الذاتية وجسدتها في كتابها "حضن العمر"، ,قالت عنها ذات مرة :" كنت لا أقوى على كتابة سيرتي الذاتية، أو اعترافاتي لأن الأحداث التي مررت بها من جبن السنين وأطنان الظلم والقهر والتي تجعل الخوف يعيش بداخلي واضعًا سدًا منيعًا يخنق الحقيقة والوعي بها في أعمق الأعماق، لذلك كنت أتردد كثيرًا في البوح حتى لنفسي عن الإحساس بالمهانة لما حدث لي في طفولتي ومراهقتي بفعل التخلف الذي كان سائدًا في فترة الطفولة والمراهقة والذي طبق عليّ بكل جبروته وسطوته.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل