المحتوى الرئيسى

"السدنة".. وظيفة فريدة موجودة فى السعودية فقط

06/15 00:58

مهنة فريدة من نوعها تمتلكها عائلة سعودية يعود تاريخها الى أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما الصلاة والسلام، ومع مرور الوقت تسلمتها اجيال عديدة الى ان اصبحت تتوارث منذ اكثر من 14 قرن من الزمان فى يد عائلة بنى طلحة وشيبة حتى قيام الساعة.

"خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله لا ينزعها منكم إلا ظالم"، تلك الوصية التي أوصى بها النبي "صلى الله عليه وسلم"، حين قبض مفاتيح الكعبة، ودخلها يوم الفتح، ثم خرج وهو يتلو: "إن الله يأمركم أن تؤدُّوا الأمَانَاتِ إلى أهلها"، ودعا عثمان ابن طلحة، وهو أحد أحفاد قصي بن كلاب من أبناء إسماعيل عليه السلام، ودفع إليه مفتاح الكعبة.

وكانت "السدانة"، تلك المهنة التي منّى الله بها على سلالة ابن طلحة المعروفين بـ"آل شيبة" منذ 1400 عام، حتى الآن، فجميع "آل الشيبي" هم من أبناء الشيخ محمد بن زين العابدين رحمه الله تعالى، وينقسمون إلى أبناء الشيخ عبدالقادر بن علي وهم عائلة "عبدالله، وحسن آل الشيبي، وأبناء عبدالرحمن بن عبدالله الشيبي"، ويدبر "السادن" أمور الكعبة، من نظافة الكسوة، وإصلاحها إذا تعرضت لضرر، ويعمل على غسلها، والإشراف على فتح بابها وإغلاقها.

وبمرور الوقت أنحصرت وظيفة "السادن" في الإشراف على تركيب الكسوة، بعد إسنادها إلى شركة خاصة تصنعها، ومن المعروف أنّ الكعبة المشرفة يتم فتح بابها من قبل السادن في مناسبتين، عند غسلها بماء زمزم في شهر شعبان، وعند تعطيرها بعطر العود.

وفي الفترة الحالية، خلال عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، العاهل السعودي، تُركب كسوة الكعبة المشرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام، في حفل خطابي يتم من خلاله التوقيع على الاستلام والتسليم، بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بالإضافة إلى كبير سدنة الكعبة المشرفة وهو الشيخ عبدالعزيز الشيبي.

وبُنيت الكعبة الشريفة، على يد سيدنا إبراهيم "عليه السلام"، وكانت سادنتها بيد ولده إسماعيل، ثم بعد ذلك أخذتها قبيلة "جرهم"، ثم "خزاعة"، وتمكن قصي بن كلاب من استردادها، وهو الجد الرابع للنبي "صلاة الله عليه"، حتى وصلت إلى عثمان بن طلحة.

وخلال حواره مع احدى الصحف القومية كشف السادن عبدالقادر الشيبى، عن ان مفتاح الكعبة صنع من الذهب ويبلغ طوله 35 سم، وقد تم تغييره عدة مرات فى عصور إسلامية مختلفة، والمفتاح الحالى تمت صناعته قبل تغيير الباب الحالى للكعبة الذى صنع فى عهد الملك خالد بن عبد العزيز قبل أكثر من ثلاثين عاما.

واضاف، يوجد فى تركيا متحف إسلامى به 48 مفتاحا للكعبة منذ أيام العهد العثمانى، وأيضا يوجد فى متحف بالرياض نسختان لمفتاح الكعبة، ونحتفظ به فى كيس خاص تمت صناعته يدويا فى مصنع كسوة الكعبة من ذات خامة القماش التى تصنع منها الكسوة، ويبقى هذا الكيس فى مكان آمن فى بيت كبير السدنة، وعند وفاته ينتقل الكيس وبداخله المفتاح إلى كبير السدنة الجديد الذى تتوافق عليه العائلة، وهو فى مكان آمن ولم يسبق أن فقدناه، إلا أن كتب التاريخ تشير إلى أن أحد الأشخاص حاول سرقته فى أحد العصور الإسلامية ولكن تم العثور عليه.

وفي آواخر عام 2014 توفي السادن عبدالقادر الشيبي، بعد خمسة أعوام على توليه السدانة، ليتسلمها صالح زين العابدين الشيبي، باعتباره أكبر السدنة سنا، وينوب عنه حسين طه الشيبي، شقيق السادن المتوفي، باعتباره الأكبر سناً بعد السادن الجديد، وتنتقل السدانة في العائلة بالتوارث، ولا يشترط أن يكون السادن هو ابن السادن السابق، فمن الممكن أن يذهب المفتاح إلى ابن العم وهكذا، معتمدين على السن، وتذهب السدانة لذكور عائلة الشيبي فقط، ويتم تثقيف الفتيات حول الإرث التاريخي للعائلة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل