المحتوى الرئيسى

السيرة النبوية.. جسد الرسول - الحلقة الرابعة

06/14 11:42

يداه صلى الله عليه وسلم:

كان «صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين» [البخارى: 5906]، أى: «لم تكن يداه صغيرتين، بل فيهما ضخامة محمودة، وقوة وصلابة. وهـذه من الروائع النادرة، أن يـجمع الإنسان بين القوة والنعومة، وبين الصلابة ورقة الملمس».

وإذا أردت معرفة المزيد عن هذه اليد الطاهرة المباركة، فدونك هذا الحديث الماتع؛ عن أنس رضى الله عنه قال: «كان رسول الله إذا صلى الغداة، جاء خدم الـمدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاءوه فى الغداة الباردة فيغمس يده فيها [مسلم: 2324]؛ وذلك التماسا لبركة يده صـلى الله عليه وسلم».

ولقد كان الصحابة يفرحون بلمس تلك اليد الكريمة، ويعيشون وهم يستروحون عبيرها العابق، عن أبى جحيفة رعنه، قال: «قام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم، فأخذت بيده فوضعتها على وجهى، فإذا هى أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك» [البخارى: 3553].

أما كفاه فقد «كان بسط الكفين» [البخارى: 5907]. «بسط الكفين»: أصابعهما منتشـرة.

وكان «شثن الكفين» أى: يميلان إلى المتانة [البخارى: 5910 معلقا].

وكانتا أرق ملمسا من الديباج والحرير؛ يقول أنس رضى الله عنه: «ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبى» [البخارى: 3561، ومسلم: 2330].

وكانتا تفوحان مسكا، «كأنما أخرجها من جؤنة (ما يعد فيه الطيب أو يحفظ فيه) عطار» [مسلم: 2329].

وكانتا باردتين، إذا وضعهما على وجه بعض أصحابه رضى الله عنهم أو صدره وجد بـردهما الذى لا يزول أثره الطيب؛ يقول سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه: «وضع يده على جبهتى ووجهى وبطنى»، وقال: «اللهم اشف سعدا وأتـمم له هجرته»، فما زلت أجد برده على كبدى ــ فيما يخال لى حتى الساعة. [البخارى: 5659 واللفظ له، ومسلم: 1628].

ودونك هذا الحديث الجميل الذى يجمع بين حسن الخلق، يقول جابر بن سمرة رضى الله عنهما: «صليت مع رسول الله صـلى صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدى أحدهم واحدا واحدا، وأما أنا فمسح خدى، فوجدت ليده بردا أو ريحا، كأنما أخرجها من جؤنة عطار» [مسلم: 2329].

وكان من أدبه أنه إذا صافح أحدا لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل الذى ينزع؛ عن أنس رضى الله عنه، قال: «ما رأيت رجلا التقم أذن رسول الله فينحى رأسه، حتى يكون الرجل هو الذى ينحى رأسه، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده، حتى يكون الرجل هو الذى يدع يده» [أبوداود: 4794].

وكان له صـلى الله عليه وسلم خاتم أبيض، وكان يتختم به فى يمينه ويجعل فص خاتمه مـما يلى كفه؛ فعن أنس بن مالك رضى الله عنه «إن رسول الله لبس خاتم فضة فى يمينه فيه فص حبشـى، كان يجعل فصه مما يلى كفه» [البخارى: 5870، ومسلم: 2094 واللفظ له]، و«نقشه: محمد رسول الله» [البخارى: 65، ومسلم: 2092/56].

ذراعاه صـلى الله عليه وسلم:

كان شبح الذراعين [أحمد: 8352]، أى: «إنهما عريضتان ممتدتان. وكانت ذراعاه بيضاوين» [أبوداود: 3206].

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل