اضحك مع "شاعر النيل"
حافظ إبراهيم شاعر النيل الكبير رغم ما كتب من شعر حزين ، كان معروفا بخفة ظله ، وانه بهجة المنتديات و المجالس .
وفى السطور القادمة نستعيد بعض من مواقفه الفكاهية ، ومنها مقابلته للخديوى عباس فى قصر عابدين ، وعند ذهابه دعاه الخديوى لتناول الغذاء وكان شحيحا ، فابتهج حافظ بالدعوة ، ولكنه فوجئ بطعام عادى ، وبعد الغذاء عاد الى الخديوى لاستكمال الحديث ، فسأله الخديوى : لعلك انبسطت يا حافظ بك ، فقال حافظ : الحقيقة يا فندينا كأنى كنت بتغدى فى بيتنا .
و روى مرة أن حافظ إبراهيم والدكتور محجوب ثابت ، كانا بين ضيوف الزعيم سعد زغلول فى مسجد وصيف ، وصباح أحد اﻷيام كان يجلس محجوب مع سعد زغلول ، وسأله إن كان يعرف شيئا فى تفسير اﻷحلام ، فنفى سعد ، واستدعى حافظ إبراهيم ليفسره لهما .
وقص محجوب ما رأى قائلا : حلمت أني ركبت ثورا قويا ، و أنى كنت أملك بكلتا يدي قرنيه ، و أن الثور جمح بى جموحا مزعجا ، وكان يجرى ورائى نحو مائتى حمار ، واستمر الثور فى جموحه حتى استطعت أن أوقف ثورته وهنا أفقت من النوم .
فقال حافظ : إن الثور فى المنام يرمز إلى القوة ، و لقد رشحت نفسك فى اﻻنتخاب لمجلس النواب وقد انتصرت على حكم القوة ، و هذا يقابل تمكنك من إيقاف الثور ، فقال الدكتور محجوب : عظيم ، و ما معنى المائتى حمار ، فرد حافظ : ما هم دول اللى انتخبوك يا دكتور .
ومن مواقفه العديدة المرحة مع شاعر القطرين اللبنانى خليل مطران ، قال أحد وجهاء لبنان لحافظ ، ما السر فى أن خليل مطران يحبه كل الناس ، فأجابه حافظ : ﻷنه كالمعصية .
وعندما ذهب حافظ ومطران لحديقة الحيوانات بالجيزة ، أشار حافظ إلى خليل ، وهو يقول للحارس : خلى بالك أحسن و أنا خارج به تفتكرنى لطشت حاجة من الجنينة .
وعندما كان فى لبنان ، زارهما فى الفندق الذى ينزلان به ، المطران قطان ، فتقدم خليل مطران ، و لثم يد المطران ، ففعل حافظ مثله ، فتفضل المطران وخص حافظ بقبلة فوق جبينه ، اﻷمر الذى أحس أن خليل مطران يحسده عليه ، فما كان من حافظ إلا أن أمسك بكلتا يديه رأس خليل مطران وقبله ، وقال له : مطران باس حافظ ، حافظ باس مطران ، نبقى خالصين .
ولا حظ خليل مطران على حافظ أنه كان خلال ترجمته لرواية البؤساء ، كان متمسكا بارتداء بدلة قديمة لم يكن يرتدى غيرها ، ولما سأله عن السر ، أجاب : ﻷن فيها صفتين من صفات الله : الوحدانية والقدم .
و ذات مرة كان حافظ يسير مسرعا فى طريقه إلى دار الكتب عندما كان مديرا لها ، وكان يسرع خطاه ، و إذا بأحد المارة يستوقفه ليسأله قائلا : والنبى يا عم ، الشارع ده رايح على فين .
فأجابه حافظ : يا أخى لا رايح حته ولا جاى من حته أهو طول عمره هنا .
وروى حافظ أنه كان يصحب صديقا ضعيف البصر لوزارة اﻷوقاف التى كانت تجرى عليه راتبا لسبق عمله بها ، ولما أصاب بصره من علة تستوجب المساعدة المادية ، وعند مغادرتهم الوزارة ، تقدم أحد المتسولين وهو يقول لصديقه : إدينى شئ لله ربنا ينور لك عينك ، فصاح حافظ فى الرجل : أنت عايزهم يقطعوا عيشه .
وعندما طارد أحد المتسولين اللحوحين حافظ فى طريقه للمقهى ، وهو يقول : قرش صدقة يا بيه ، فأجابه حافظ : عمرك أطول من عمرى .
Comments