المحتوى الرئيسى

جواسيس المستقبل (2) | المصري اليوم

06/14 02:08

بذل المؤلف «لارى كولينز» جهوداً مضنية حتى وصل وتعرف على «سيدنى جوتليب»، خبير المخابرات الأمريكية السابق، رئيس قسم دراسة السلوك، الذى أقيل أو قدم استقالته فى ظل ظروف غامضة، وقد فتح له ملفاته وقلبه، كما أمضى عامين ونصف العام فى لقاءات متواصلة ومثيرة مع علماء، من بينهم «دلجادو»، وهو أستاذ الفسيولوجيا السابق بجامعة «ييل» الأمريكية، وقد سافر لمقابلته خصيصًا فى مدريد، لأنه أحد الرواد الكبار فى مجال التعامل مع مخ الحيوان. وله تجارب عالمية عديدة ناجحة مع الثيران. بلغ به الأمر- إذا أراد- أن يغير تمامًا من سلوك الحيوان. عن طريق عملية جراحية- مثلا- يضع جهاز استقبال دقيقا داخل المخ فى مركز الخلايا المنوط بها إثارة الشعور بالعدوانية والهجوم. وفى اللحظة التى يندفع فيها الثور هائجًا من باب حلبة المصارعة، يرسل «دلجادو» من بعيد موجة كهربية معينة يستقبلها الجهاز المركب بالمخ، فيتحول الثور على الفور إلى حيوان وديع كالقطة المنزلية! وبمجرد توقف إرسال الموجة يعود الثور إلى حالته العدوانية الطبيعية. كما استطاع «دلجادو» أيضًا أن يوقف العراك بين مجموعة من الأسماك فى حوض التجارب، عن طريق إرسال موجات كهرومغناطيسية على البعد!

وقد وجه المحاور للمؤلف «لارى كولينز» السؤال التالى: إنك تتحدث عن إثارة وإخماد العدوانية وكأنها لعبة أطفال؟! وكانت إجابته: عندما نعرف مكانها من المخ تحديدًا يصبح من السهل إثارتها أو إخمادها مثلما يمكن أن يحدث مع جميع مراكز الإحساس والنشاط فى المخ: الشهية، النوم، العمل، الجنس. ونجح بعض العلماء فى العثور على بؤرة النشوة عند الفأر! وسموها «مركز التلذذ». واستطاع بعض علماء التجارب عن طريق بؤرة النشوة توجيه نشاط «حمار» بعيد عنهم على ارتفاع ألفى متر. وكلما كان الحمار ملتزما بالمسار الصحيح شعر بالنشوة المركزة. فإذا انحرف عن مساره توقف الشعور بهذه اللذة، فيرجع! إن «دلجادو» يعرف مئات الأمثلة والحكايات من هذا النوع، ولم يكن عبثا أن أسافر إليه ثلاث مرات إلى مدريد لأحادثه وأستمع منه.

ويتحدث «لارى كولينز» بعد ذلك عن عثوره على تقرير «سرى للغاية» يتعلق بتجربة أجراها مدير أحد المختبرات التابعة للبحرية الأمريكية، الذى أفلح- باستخدام الحقل الكهرومغناطيسى- فى إنامة مستعمرة كاملة من الفئران داخل كهف فى وقت واحد!. وعن محاولة وكالة المخابرات الأمريكية فى أواسط السبعينيات تطبيق تجارب الحقول المغناطيسية على بعض المتطوعين للعمل فى الجاسوسية المزدوجة (أى الذى يعمل فى الظاهر كعميل لدولة أجنبية وهو فى الباطن مجند لجهاز مخابرات بلده) ولم يكتمل المشروع، لأن البيت الأبيض (مقر الرئاسة الأمريكية) لم يعط الموافقة على التمادى فى هذا الاتجاه. ويحدثنا المؤلف أيضًا عن مقابلته سيدة مدهشة تدير مختبرًا صغيرًا لا يكاد يحظى بأى اهتمام أو شهرة. وهذه الباحثة حاصلة على درجة الدكتوراه فى الفيزياء النووية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، تجرى تجارب على أشخاص، كلهم متطوعون، وتزعم أنها اكتشفت ذبذبة صوتية (أو تردداً) تستطيع أن تجعل الرجل فى حالة «انتشاء» متصل لساعات طويلة! كذلك عن لقائه فى مدينة «لوس أنجلوس» بباحث له مكانته العلمية يدّعى أنه استطاع تغيير سلوك جميع زبائن مطعم ما فى وقت واحد من حالة الإثارة والتوتر الشديد إلى الوداعة والهدوء فى بضع دقائق!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل