المحتوى الرئيسى

صنع فى ألمانيا

06/14 00:01

** أشجع منتخب إنجلترا إعجابًا بالدورى الإنجليزى، وأشجع ألمانيا إعجابًا بأداء المنتخب الألمانى. والفارق هو نفسه الفارق بين مستوى البريمييرليج والبوندزليجا.

** لعب منتخب ألمانيا مباراة كبيرة فى التكتيك.. فكان أخطر مهاجميه هم شكودران مصطفى وجوناس هكتور وتونى كروس وسامى خضيرة وتوماس مولر ومسعود أوزيل و دراكسلر وأخيرا ماريو جوتزه رأس الحربة، الذى أصبح ذلك مكانه بدلا من كلوزة. وينافسه على المركز نفسه رأس الحربة الآخر ماريو جوميز.. ولاحظ هنا أن جوتزه ليس رأس حربة صريحًا مثل جوميز، وهذا يخدم تكتيك المدرب لوف حين يرغب فى الهجوم من الوسط، إذ إن ماريو جوتزه هو اللاعب المهاجم المتأخر خلف رأس الحربة الصريح.

** كان منتخب ألمانيا مسيطرًا وقويًا أمام أوكرانيا. فيهاجم بشراسة وبكثافة عددية، فتجد 6 أو 7 لاعبين داخل الصندوق وعلى محيطه. ثم يدافع الفريق كله، وكنا نرى موللر فى قلب المنطقة الدفاعية لفريق أو ظهيرًا. والخطأ الذى وقع فيه منتخب ألمانيا فى حالة الدفاع هو ترك مساحة واسعة فى وسط الملعب بسبب التراجع للخلف لبناء حائط الصد، وهو ما أتاح لمنتخب كرواتيا الفرصة لصناعة عدة فرص.. أخطرها الكرة التى أخرجها بواتينج من قلب مرمى نوير.

** تعرض منتخب ألمانيا لغيابات مهمة فى صفوفه بسبب الإصابات، واعتمد خبراء ونقاد على تلك الغيابات للإشارة إلى تهديد ألمانيا فى هذه البطولة بجانب خسارتها أمام أيرلندا الشمالية فى التصفيات وبعض نتائجها الهزيلة فى مباريات ودية. ومن يرى أن الغيابات تؤثر على ألمانيا لا يعرف منتخب ألمانيا، بينما المباريات الودية ليست مقياسا لقوة فريق أو ضعفه، وليست دليلا يؤخذ به قبل البطولات الرسمية الكبرى.. ثم إن ألمانيا هى ألمانيا. فبدايتها فى البطولة الحالية كانت مثل كل بداياتها غالبًا، قوية، شرسة، ويقال إن اللاعب الألمانى مصمم على قوة الأداء فى البطولات.. وهو ما يعرف بجملة: صنع فى ألمانيا.

** إنها شخصية الألمانى الفرد. والتغير الذى طرأ على شخصية الألمان كفريق. فقديما كانت كرتهم مختصرة. تمريرات طويلة. بناء على فلسفة تقول إن أقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم. والنقطتان هما المرميان. إلا أن تلك الفلسفة تغيرت.. فلم تعد القوة البدنية هى الأساس، وباتت كرتهم تعتمد على التمرير والتحرك وتبادل الكرة. والمهارات، والسرعات.. والتجنيس طبعا!

** أشجع منتخب إنجلترا إعجابًا بالدورى الإنجليزى، وأشجع ألمانيا إعجابًا بأداء المنتخب الألمانى، وقد أضيف فريق ثالث لهما. فالشىء الجميل فى البطولات الدولية والعالمية والأوروبية هو أنك تستطيع أن تنفعل بفريق وتشجعه، وتغيره وتبدله إن لم يعجبك، وتستطيع الإفصاح عن ذلك كله، بينما فى كرتنا اللطيفة يمكن أن يفوز فريق بعشر بطولات محلية وإفريقية، أو يلعب فريق كرة جميلة لا يلعبها غيره، وحين تشيد بهما، تكون منحازا وكارها للفرق الأخرى.. ويطلب منك أن تصف البطل بأنه فاشل..؟!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل