المحتوى الرئيسى

وليد يمنى يكتب: هل تستحق ناعوت الحبس؟ | ساسة بوست

06/13 18:25

منذ 10 دقائق، 13 يونيو,2016

اعتدنا ممن يكنون لنا الحب أن يشاطروننا مناسباتنا أفراحها وأتراحها أعيادها ونكباتها بكلمات تبهج القلب وقت الفرح وتهون من الحزن وقت المصائب، ولكن أبت السيدة ناعوت في عيد الأضحى الماضي إلا أن تهنئ المسلمين بأدب ينقصة الأدب، وأرادت أن تشير بكلتا يديها إن استطاعت لهذه «الجريمة» التى يرتكبها المسلمون كل عام فى حق الخراف تحت مسمى «الأضحية» وبكل معاني الاستنكار الأدبي استخدمت كلمات مثل «كائنات بريئة – مذبحة – كابوس» وأحبت أن تشير إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام على أنه أحد الصالحين لتنزع قدسية الأضحية عنها.

أيتها السيدة خلق الله لنا هذه الأنعام لننعم بها، بلحمها وصوفها ودهنها وكل ما يصلح منها لشيء فيه نفع للإنسان، هي كذلك بحكم وجودها في الهرم الغذائي والإنسان وحده هو المنوط بحمل رسالة الله وهي الإيمان بالله ووحدانيته وإعمار الكون، هذا الكون الذي خُلق من أجلنا بكل ما فيه وما عليه من مخلوقات ومنها الخراف.

ولو أن لهذه المخلوقات تكليف برسالة لاستوجب ذلك حسابًا يوم القيامة يتبعه جنة أو نار ولكن ينتهى حسابها عند اقتصاص الشاة من نطيحتها ثم تكون ترابا «يوم يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا».

ومن قبل إبراهيم علية السلام ورؤياه التي أحببتِ تسميتها «كابوس» كان الإنسان ينحر هذه الأنعام ليأكل هو ويطعم أهله ولما جاءت هذه الرؤيا كانت رحمة لهؤلاء الفقراء الذين جعل الله لهم نصيبًا من هذه الأضحية ثلث للفقراء وثلث للأرحام وثلث للمضحي، أى أن أصل الفعل موجود قبل إبراهيم عليه السلام ولكن أعطى الله بهذه الحادثة التي تتكرر كل عام للعالمين وللمسلمين تذكرة خاصة بقيم مثل التسليم التام لله ومنه اشتق الإسلام وقيم مثل العطاء وصلة الرحم.

وأحببتِ أن تسمي رؤيا إبراهيم عليه السلام كابوسا ورؤيا الأنبياء وحي وهو جهل منك قد أوقعك في خطأ  «يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا …» وفي حديث لابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «رؤيا الأنبياء وحي».

وكلمة كابوس  لغويا ضغط يقع على صدر النائم لا يقدر معه أن يتحرك قيل ليس بعربي وهو بالعربية الجاثوم والباروك وغير ذلك وعلماء النفس يرون أن الكابوس هو تعبير عن صراع عقلي داخلي وحالة من الخوف والأنبياء أكثر عباد الله اطمئنانا للقلوب وأنسا بالله لقربهم من الله أكثر من باقي الخلق فهم المصطفون من الصالحين، ولو عدتِ لكتب التاريخ وقرأتِ عن الحادثة لعلمتِ أن ظروف إبراهيم عليه السلام وقت الرؤيا كان مستقراً بفلسطين حيث المراعي والخضرة وأن هذه الرؤيا تكررت مرتين الأولى أفاق منها  ثم نام بعدها فتكررت له الرؤيا وليقينه أن رؤياه وحي لم يراجع أحدا فيها أو يتردد كما أنه مر بسلام لمراد الله في ذلك «وفديناه بذبح عظيم».

ثم تكرر الأمر الإلهي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد نزول القرآن بسورة الكوثر وبعد عدة آلاف من السنين من رؤيا إبراهيم عليه السلام «فصل لربك وانحر» تأكيدا لمفهوم وقيمة الأضحية.

وبصرف النظر عن نوعية الحيوان المضحى به فإن كلماتك توحي بالإنسانية الشديدة التي تمتلكينها فى قلبك الضعيف الانثوى الذى لا يستطيع أن يرى هذه المذبحة، ألم تسألي نفسك كم نسبة الأضاحي التي يذبحها المسلمون كل عام بعيد الأضحى مقارنة باجمالى ما يذبح كل عام لإطعام المليارات من البشر سنويا؟!

فقط من الماشية 10 مليار رأس سنويا هذا غير المليارات من الحيوانات الأخرى باختلاف أنواعها، كم نسبة ذبح المسلمين بعد المذابح التي يرتكبونها كل عام في عيد الأضحى لإطعام الفقراء والمساكين وصلة الرحم؟

تصورت أن هذه السيدة ربما تكون نباتية من المدافعين عن حقوق الحيوان فربما ترى كما يروا أنه ليس هناك شيء إنساني في أكل اللحوم!

وإذا كانت مقالتك هدفها في الأساس إظهار إنسانيتك ورحمتك وإظهار مدى المعاناة والوحشية التي تتعرض لها الخراف في الأضاحي فيكفي لو تعلمين أن كيانا صغيرا مثل إسرائيل يستعملون في مختبراتهم سنويا أكثر من 500 ألف حيوان وهذه الحيوانات تتعرض لأبشع انواع التعذيب والألم والشقاء بهدف الوصول لحقيقة علمية قد تكون غير مؤكدة رغم استخدام هذه الأعداد! فكيف بباقي دول العالم؟!

ألا يستحقون من قلمك بعض النقد أم هي السخرية فقط لنا ولشريعتنا؟!

هل ما تتعرض له الحيوانات في المختبرات وطرق القتل الغربية للحيوانات لا تتسم بالرحمة أم ما نفعله نحن المسلمون حين ننحر أضحية؟!

الغرب يقتلون الحيوان بالرصاص فى رأسها، الغرب يقتلون الحيوانات بالضرب بعصا غليظة مرات عدة على رأس الحيوان حتى يموت، الغرب يصعق الحيوانات بالكهرباء حتى تموت، الغرب عند النحر ينحر الرأس كاملا، هذه طرق غير المسلمين أما نحن فمن اشتراطات الشرع ان تكون السكين حادة وأن يقطع طرف واحد من الرقبه فالذبح الحلال في الإسلام يكون بقطع الحلقوم والمريء والودجين الذين يقعون في عنق الحيوان من جهة الحلقوم،

وقدر بعض العلماء أن وفاة الحيوان من خلال الذبح تعني البدء بتسارع هائل لعملية النزيف من خلال قطع حاد وعميق في جهة واحدة من الرقبة ويمكن مقارنتها بعملية النزيف التي تتم خلال التبرع بالدم من الوريد لجمع 340 ملم في 10 دقائق تقريبا،  وبهذه الطريقة تعطى فرصة للدم لأن ينساب خارجا وبذلك يمكن الحصول على لحم صحي.

والموت بالنزيف الدموي يكون بلا ألم وهذا من رحمة الله بالحيوان بل إن من اشتراطات الذبح الشرعي ألا يرى الحيوان السكين التي سوف يذبح بها، ورأى أحد الصحابة رجلا يسن سكينه أمام ذبيحته وهي تعلي صوتها فقال لصاحب الذبيحة يا رجل لقد أمتها قبل أن تذبحها! لستِ ارحم من الله بخلقة وإن بدت لكِ معاناتهم.

لكن أليس أولى بإنسانيتك أن تدافعي بقلمك عن أولئك المحروقون وهم أحياء في بورما أو الذين يموتون جوعى في شتى بقاع العالم فيما تنعمين أنتِ بطبق السلطة الخاص بك؟!

أليس أجدر بإنسانيتك أن تنتقد قتل الآلاف من البشر في سوريا والعراق؟! أليس أجدر بإنسانيتك أن تشعر ببعض الشهداء بوطنك، كلا إنها ليست الإنسانية يا سيدة بل الصلف والكبر مغلفان بثوب الأدب.

وكما ادعت وزيرة الثقافة الجزائرية في الماضي أن وضعية الصلاة اختراع مذل خرجت ناعوت لتقول لنا إن الءضحية مذبحة كلتاهما ترغب أن تشكل الدين على هواها الأولى في الصلاة والثانية في الأضحية ولا ينم هذا عن شيء سوى الجهل بالدين وإن تجمل بلفظ لغوي صحيح.

وكما تنفرين بلغتك الأدبية من سنة الأضحية سيخرج علينا من ينفر بأدبياته من السعي بين الصفا والمروة مثلا بحجة إرهاق المسنين أو أي حجة أخرى أو يخرج علينا من يرى أن الطواف بالكعبة جهل وتخلف ورجعية لأنها مجموعة أحجار مرصوصة في بناء قديم أو غير ذلك من بعض الفكر الناقص.

أما عن اعتذارك فقد كساه الاستعلاء والهجوم على منتقدي مقالك ومدحا في سيرتك الفكرية وبحثك في الشرائع والديانات، غير تكرارك لمعارضتك الشرع فأمر مثل القصاص ورفضك القتل على إطلاقه رغم ثبوت النص في القرآن «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب» غير محاولتك اجتذاب فريق تارة وتارة أخرى فريق آخر والذم بعض الوقت هنا وبعض الوقت هنا كأنك في موضع وسطي بين الفريقين لكسب المختلفين عنهم وهم كثر.

فأنتِ من وجهة نظري لا تختلفين كثيرا عن داعش هؤلاء يشوهون الدين بحملهم السلاح والقتل بغير حق وأنتِ تشوهين الدين بالكتابة والاستهزاء بمعتقداتنا، بل ربما لا تختلفين كثيرا عن هؤلاء الذين هاجموك ببذاءات القول غير أنهم يفتقدون أدبيات التعبير وأنت تمتلكين بعضا منها وتشوهينها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل