المحتوى الرئيسى

محلل ليبي: أعداد داعش في سرت لا تتعدى المئات

06/13 10:54

يحل شهر رمضان على ليبيا في أجواء هي الأسوأ على الليبيين في ظل تدهور اقتصادي وسياسي واجتماعي، وسط تمزق الدولة بين أربع جهات حكومة وفاق تحظى بالدعم والاعتراف الدولي، وبرلمان طبرق وقوات اللواء خليفة حفتر تسيطر على الشرق وترفض التسليم لحكومة الوفاق، والمؤتمر العام ويناصره قوات فجر ليبيا وترفض الاعتراف أيضا بحكومة الوفاق، وميليشيا داعش تسيطر على مدينة سرت.

الغموض أصبح سيد الموقف في ليبيا فقوات تابعة لحكومة الوفاق أصبحت تقاتل داعش في سرت دون أن يعلم أحد من هي هذه القوات، وتقارير غربية تتحدث عن وجود قوات أجنبية في ليبيا دون تحديد أي دور لها ... إلى آخره.

"مصر العربية" أجرت حوارا مع المحلل السياسي الليبي عبدالباسط هامل للوقوف على إجابات لأبرز الأسئلة التي تشغل بال الشارع العربي فيما يخص الوضع في ليبيا.

هل هدأت الاضطرابات قليلا في شهر رمضان أم لم تختلف كثيرا؟

لم تهدأ الأوضاع في ليبيا بتاتا حتى هذه اللحظة فالمعارك ضد الجماعات الإرهابية في سرت وبني غازني ومدينة درنة مستمرة، بجانب الجرائم التي تكرتبها الميليشيات المسلحة  طوال شهر رمضان التي لم تجعلنا ننعم بالهدوء أو الاستقرار وكان آخرها قتل أكثر من 12 من المساجين بدم بارد في طرابلس بعد أن صدر بحقهم قرار إفراج عنهم فخرجت عليهم جماعة مسلحة وقتلتهم بلا رحمة، وهذه إحدى الحوادث المتكررة دائما في ليبيا.

لا خلاف على أن حكومة الوفاق تحظى باعتراف ودعم دولي واسع النطاق، ولكن ماذا عن موقفها داخل ليبيا، هل تحظى بدعم القطاع الأكبر من الشعب أم لا؟

حكومة الوفاق الليبية مرفوضة شعبيا لأنها مستمدة شرعيتها من الخارج وأي جسم يأتي بشرعية خارجية يجد جحودا كبيرا من الشارع، وهي لا توفر رغبات أغلب فئات الشعب الليبي و لا تعبر عن كل الأطياف لذلك ستظل حبيسة التجانس الدولي والاتفاق الخارجي حول ملفات عديدة منها الملف الداخلي وحتى تركيبة المنطقة وإعادة ضبط الإيقاع في المنطقة من جديد الذي يتسارع بشدة.

 والدليل على عدم وجود أي توافق شعبي حول  حكومة الوفاق الليبية بأن الشرق بأكمله  خارج تغطية حكومة الوفاق، ولو تحدثنا عن غرب ليبيا حيث وجود حكومة الوفاق  في وسط طرابلس سنجد أنها لا تسيطر عن كامل الأراضي هناك ولا تملك السيطرة حتى على العاصمة طرابلس بالكامل، ولا نفوذ لها في مدن الجنوب بأكملها.

 كنا نأمل تشكيل حكومة وفاق تعبر عن كل الليبيين حقيقة، ولكن الواقع يقول إنها لا تمثلهم ولا تغطي بقعة جغرافية كبيرة لممارسة دورها.

أعلن أن قوات موالية لحكومة الوفاق سيطرت على ميناء سرت من قبضة داعش، فمن القوات الموالية لحكومة الوفاق؟

الميليشيات أصبحت جزءا من حكومة الوفاق فالعديد من الميليشيات أصبحت التكوين الرئيسي في حكومة الوفاق الليبية، لذلك أعلن تشكيل ما يسمى الحرس الرئاسي لتعمل تحت مظلته وهو كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معاني، مع أن المتفق عليه كان الابتعاد عن الميليشيات وتسليم السلاح وهو ما لم يحدث.

من يقاتل مع حكومة الوفاق مجموعة من اليمليشيات المسلحة التي كانت مكون رئيسي لميليشيا فجر ليبيا ميليشيات الحلبوص ولواء المحجوب ومجموعات ملسحة أخرى ولم تغير قياداتها ولا مسمياتها ولا أفرادها ولكن تغيرت شرعيتها بالعمل تحت لواء الحكومة الوفاق والحرس الرئاسي وهي القوى التي تهاجم داعش مع أنها للأسف من أوجدت داعش وأنصار الشريعة والجماعات الإرهابية لأن هذه الميليشيات التي خلفت الفوضى العارمة ومن ثم ظهر الإرهاب.

 وحكومة الوفاق ليس لها قدرة التحكم على الميليشيات أو تغيير قيادتها أو سحب  الأسلحة منها وهذه المصيبة الأكبر.

وهل يقبل المجتمع الدولي  بعمل الميليشيات تحت لواء حكومة الوفاق وهو يدعمها بالأساس لكبح جماح الميليشياوية في ليبيا؟

يبدو أن هذه التكوينات في حكومة الوفاق الظاهرة تلقى قبولا من المجتمع الدولي لذلك لا يوجد  أي كلام عن كيفية حل الميليشيات أو إبعادها عن المشهد.

المفترض أن قوات حفتر تقاتل داعش والآن حكومة الوفاق انضمت للقتال ضد التنظيم، وللآن لم نشهد تغييرا كبيرا في مناطق نفوذ وسيطرة التنظيم بسرت .. فما سر قوة التنظيم؟

ليس هناك قوة لداعش هناك هالة إعلامية حقيقية وتصريحات من وزراء خارجية دول قدموا داعش على أن عناصره في ليبيا ما بين 5- 6 آلاف مقاتل ولكن عندما تحدثنا مع الأهالي هناك نفوا هذه التصريحات وأكدوا أن أعداد التنظيم لا تزيد عن بضع مئات في سرت وتسليحهم متوسط وليس عالٍ.

إذا كانت أعدادهم كما تقول فكيف نجح التنظيم في السيطرة على سرت طوال هذه المدة؟

ولم يسيطروا عليها  ولكن سرت تركت لأن هناك قوة مسلحة انسحبت منها ولم يدخل عناصر داخش في مواجهات حقيقية للسيطرة على البلدة، ففي نهاية 2014 القوة التي كانت تسيطر على سرت الكتيبة 166 وانسحبت وتركت المدينة والسكان يلاقون مصيرهم وعناصر إرهابية كانوا موجوين بالمدينة.

 كان بإمكان تلك تلك الكتيبة العودة وحسم  أمر داعش الإرهابي في الحال ولكن  ولكن هذا لم يحدث.

تقارير تتحددث عن وجود قوات فرنسية وإمريكية وإيطالية في ليبيا.. فما صحة ذلك؟ وماذا تفعل؟

هذه التقارير نصفها صحيح ونصفها غير صحيح، وما يرجح صحة بعض ما تضمنته هي دقة الأهداف التي تستهدف عناصر داعش  بالاتفاق مع بعض القناصة الأجانب، وتعرض التنظيم لبعض الهجمات الجوية بعد ان أصبحت ليبيا بلا سلاح جوي عقب تدمير الحلف الأطلسي له، كما أن هناك أسلحة  تستخدم في المعارك حديثة جدا وليست بيد داعش والميليشيات صاحبة الأسلحة المتوسطة.

لماذا يرفض المجتمع الدولي رفع حظر التسليح عن جيش ليبيا؟

عندنا مشكلة حتى لو تم رفع الحظر وهي "من هو الجيش الليبي"، مبعوث الأمم المتحدة لليبيا كوبلر يقول إن الجيش الليبي هو الذي ينضوي تحت حكومة الوفاق من ميليشيات وهذه كارثة، فستعامل الميليشيات على أنها جيش وهي ميليشيات في النهاية.

عاد الحديث عن إمكانية تقسيم ليبيا لثلاث دويلات إن استمر الصراع أكثر.. فما مدى واقعيته؟

التقسيم في ليبيا يدفع باتجاهه أطراف خارجية أكثر من داخلية، وهذه الأطراف تفعل ذلك بدعمها قوة سياسية وعسكرية بعينها وهو ما يستنفر الأطراف الأخرى  ويدفعهم لمواجهة هذا.

نشر قطع عسكرية بحرية أوروبية في البحر المتوسط لمنع الهجرة غير الشرعية هل يجني برأيك ثمارا؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل