المحتوى الرئيسى

من هنا وهناك

06/13 01:07

تحررت عضو البرلمان الفلسطيني، خالدة جرار، يوم الجمعة بعد 14 شهرا في السجن الاسرائيلي. وكانت جرار معتقلة سياسيا، واعتقالها كان اعتقالا سياسيا: في البداية قالت اسرائيل انها ستحبسها بلا محاكمة، وفقط بعد احتجاج دولي قرر جهاز القضاء العسكري تقديمها الى المحاكمة في سلسلة من المخالفات معظمها ان لم تكن كلها سخيفة وغبية: زيارة لمعرض كتب، زيارة عزاء في بيت شهيد فلسطيني وما شابه. كما ان حقيقة ان جرار هي مشرعة منتخبة، يفترض أن تتمتع بحصانة ما، لم يعتد بها على الإطلاق في نظر جهاز القضاء العسكري، فثمة اعضاء برلمان آخرون يوجدون الآن في السجن الاسرائيلي.

النائب مايكل اورن (كلنا) سفير اسرائيل في الولايات المتحدة سابقا، يدّعي بأن روسيا تملأ الفراغ الذي خلفته أميركا في الشرق الاوسط. ويقول «لقد وقع انسحاب اميركي استراتيجي ديبلوماسي من المنطقة، مقابل ارتفاع واضح لتدخل روسيا ديبلوماسيا وعسكريا في المنطقة. وليس نتنياهو وحده يزور بوتين عدة مرات سنويا. الرئيس المصري وزعماء آخرون يزورونه ايضا. أشك بأن نرى تغييرا في هذه السياسة حتى بعد الانتخابات الاميركية. لقد اجتاز الاميركيون حروبا منهكة في منطقتنا، وملوا الشرق الاوسط. استثمروا تريليون دولار في العراق ولم يروا سنتا واحدا بالمقابل. الشعب الاميركي لا يريد التدخل في الشرق الاوسط، ونــشأ فراغ. المؤتمر الفرنسي هو جزء من محاولة ملء الفـــراغ. بوتيــن ينجح في ملء الفراغ بينما يرفض اوباما حاليا أن يستخدم قدراته في سوريا».

الأمور بسيطة حتى الالم: فالمؤتمر الدولي لوزراء الخارجية انتهى في نهاية الاسبوع الماضي في باريس بدقيقة صمت. شيء لم يخرج او لن يخرج منه. الفشل الاخير في باريس لم ينتج هتافات نصر في القدس، واحد من بين رؤساء الدول لم يخرج في رقصة عاصفة. في القدس يفهمون جيدا الى أن تتجه دول العالم، بقيادة الولايات المتحدة، ربما ابتداء من الاشهر التالية. الميل واضح. العالم، كله تقريبا، مل الانشغال بالشرق الاوسط، الذي يبدو في نظره ككومة جمر نسوا اطفاءها وكل هبة ريح صغيرة تشعلها. كما ان العالم يئس على ما يبدو من المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. والان ـ وثمة مؤشرات على ذلك تبدو منذ الان في مؤتمر باريس الفاشل ـ قرر العالم محاولة حل وجع الرأس الدائم هذا دون اللاعبين الرئيسيين. مثابة صيغة جديدة للعالم كله ضدنا. او بكلمات قديمة ومعروفة: حل مفروض، لاسفنا لن يكون ابدا مقبولا من اسرائيل.

عملية اطلاق النار في قلب منطقة الترفيه الصاخب في تل أبيب هي ضربة؛ فهي لا يفترض ان تقع. ولكنها وقعت، وذكرتنا بان الشائعات عن خبو الانتفاضة الحالية كانت سابقة لاوانها. فالبندقية المصنوعة محليا حلت محل سكين المطبخ؛ لابسو البدلات حلوا محل فتيان المدارس، ولكن الارهاب لا يزال هنا فتاكا كما كان دوما. لا توجد لدى حكومتنا طريقة لتصفية موجة الارهاب هذه. فحقيقة ان الجيش والمخابرات الاسرائيلية تحبط بعضا من العمليات في مرحلة التخطيط وتردع بعضا من المتمردين، ولكن سيكون دوما من ينجح في التسلل والتنفيذ. اذا كان اعتقد احد ما بان دخول افيغدور ليبرمان الى وزارة الدفاع سيجلب معه فعل سحر يحل المشكلة، فيجمل به أن يعيد التفكير. شيء واحد فقط تغير في الطقوس التي ترافق كل عملية: هذه المرة لن نسمع ليبرمان يتهم الحكومة بالعجز والاستسلام للارهاب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل