المحتوى الرئيسى

اعتراف أمريكا باستهداف معتدليها في سوريا.. رسائل لصيف ساخن!!

06/12 18:18

لم يكن اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، باستهداف إحدى مجموعات ميليشيا لواء المعتصم ولو من باب الخطأ، إلا إقراراً بشقين، الأول اعتراف أمريكي واضح بعشوائية عمليات التحالف الأمريكي في سوريا والعراق بحجة محاربة “داعش”، والثاني أن واشنطن أقرت علناً بدعمها فصيل سيرتبط علناً بتنظيم “جبهة النصرة”، ما يؤكد مجدداً على لقب “معتدلة” الذي تطلقه الولايات المتحدة الأمريكية على بعض الميليشيات، إنما هو محاولة لتبرير وشرعنة الوجود المسلح في سوريا.

وفي تأكيد على عشوائية عمليات التحالف التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية بشكل مستمر، أكدت مصادر خاصة اليوم، أن 10 أشخاص من عائلة واحد قضوا مساء الأمس، بعد استهداف طيران التحالف لأحد المنازل في قرية “الخطاف” بريف منبج.

وفي السياق ذاته، طائرات التحالف استهدفت عصر الأمس أيضاً، ريف مدينة البوكمال شرقي محافظة دير الزور بغارتين، الأولى على محيط حقل الورد النفطي ومحطة الكهرباء، والثانية بجانب حقل التيم النفطي، وذلك عقب تحليق مكثف للطائرات “بدون طيار” الاستطلاعية.

وهذا يذكر أن الولايات المتحدة وبرغم الأخطاء التي بدأت منذ الأيام الأولى لعملياتها في سوريا، والتي تمثلت بأكثر من 16 شهيداً خلال الشهر الأول فقط من العمليات التي بدأت في سوريا يوم 10 أيلول من العام 2015, وذلك في كل من إدلب ومدينتي “الشدادي والهول” التابعتين لمحافظة الحسكة، كما أن الدولة السورية كانت قد وثقت أكثر من مرة استهداف طيران التحالف الأمريكي للبنى التحتية في سوريا، كالمحطة الحرارية في حلب، خلال عمليات الجيش لفك الطوق عن مطار كويرس خلال شهر تشرين الثاني من العام 2015، وربما كان السبب في ذلك الخطأ المتعمد من قبل أمريكا، عرقلة فك حصار المطار، إلا أن هذا الحصار أسقط، وعلاوة على ذلك توسعت القوات السورية في المنطقة بشكل كبير.

إلا أن هذا لا يعكس عشوائية متعمدة من الولايات المتحدة وحسب، بل يعكس فارق في المقدرة على إدارة العمليات القتالية بين الولايات المتحدة وروسيا، فالأخيرة وباعتراف عدوها قبل الصديق استطاعت أن تدمر البنية الأساسية لتمول داعش، وقطعت العديد من طرق إمداده الحيوية في حين أسهمت في منجزات عسكرية سورية ضخمة، لم تكن عملية تحرير تدمر أولها، ولن تكون آخرها.

في المقلب الآخر، تذكر آمريكا بوجود “المعتدلين”، الذين تتبناهم كميليشيا ” لواء المعتصم”، وعلى الرغم من آن الاعتدال الآمريكي كذبة فضفاضة على ميليشيا كهذه لكونها مرتبطة بشكل وثيق بتنظيم جبهة النصرة المفترض تصنيفه على أنه تنظيم إرهابي، ولكن مثل هذا الاعتراف يحمل في طياته عدة رسائل أمريكية مباشرة لعدد من الأطراف، وأهم هذه الرسائل هي التالي:

1- تحاول أمريكا تذكير موسكو بوجود ميليشيات تحظى بالرعاية الأمريكية، بعد أن أعلنت الحكومة الروسية الأسبوع الماضي أن الميليشيات التي كانت مطالبة بفك ارتباطها مع النصرة لضمان عدم استهدافها روسيا، استنفذت كل الوقت الكافي، وهذا يعني أن واشنطن تحاول حماية معتدليها.

2- تؤكد واشنطن على عدم تخليها عن مشروعها “الإسلامي” في سوريا، وتحاول الرد على اتهام بعض الميليشيات لها بتعمد تركهم وحيدين من قبل واشنطن أمام تقدم داعش، من خلال تأكيدها على استمرارية دعمها لميليشيا كلواء المعتصم، حتى وإن جاء هذا التأكيد من خلال الاعتراف بالاستهداف الخطأ.

3- تؤكد واشنطن لحلفائها الاقليميين، وأولهم تركيا، على أن الأكراد ليسوا مشروعها الوحيد في سوريا، ولن تحصر دعمها للمسلحين في شمال البلاد بقوات سوريا الديمقراطية، وأن مشروع تقسيم سوريا على أسس عرقية ودينية مازال قائماً، وهنا تتلقف “اسرائيل” الرسالة بشكل جيد أيضاً.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل