المحتوى الرئيسى

مازن عبد الرازق يكتب: ماذا عن أصل الإنسان في القرآن الكريم؟ (نقد فكرة التطور الموجه)  جـ1 | ساسة بوست

06/12 17:17

منذ 11 دقيقة، 12 يونيو,2016

مقدمة قصيرة جدًا حول الإنسان

كيف تفسر لي …؟ أخ لك لم تلده أمك، بائع يضع حمار عربته فوقها ويجرها بنفسه، امرأة عجوز بلا مأوى تقتسم لُقمتها مع قطة ضالة، فتاة تتبرع بكُليتها لصديقتها، زوجة جميلة بالغة الرِّقة تقتل زوجها وتقطعه وتضعه في أكياس «بلاستيكية»، طفل يقف بشجاعة أمام دبابة العدو، بينما يخاف الصغار من شوارب الصراصير، رغبة البعض في البكاء وقت الَفرْح والتستر على الضحك في صالات العزاء، صور وخيالات تمر على أذهاننا في لحظات، ثم نراها في الواقع، هتافات مجهول تخترق أحلامنا فتهدينا لتغيير حياتنا، وكأنها رسائل من نبي مُرسل، نظرة شخص لك بالدونية قد تؤثر فيك لدرجة أنها تعطل بعض أعضائك عن الحركة، بالرغم من سلامتها، شخصًا يجد في السادية أو التذلل متعة وقدرًا من السعادة، انجذاب الناس لأحدايث الجن والجنس، الحب من أول نظرة، وكأن روحينا التقتا من قبل، وما شابه ذلك من الغرائب التي تنتابنا؟

دعني أنوه بأن تلك الصور مما نشعر به أو نقوم به في حياتنا، لا أقصد من سردها أن أقول إنه ليس لها تفسير؛ فربما لبعضها تفسير، والآخر لم يزل غامضًا، إنما أريد من هذه المقدمة القصيرة عن الإنسان المعقد أن أقول إنه ليس من السهل فهم هذا الكائن؛ لأنه مكوَّن من مزيج من المشاعر والخيالات، والأفكار الغامضة، والضمائراليقظة، والمبادئ القوية، والقناعات الغريبة، والعادات المتوارثة، والطاقات العظيمة، وغيرها وغيرها، وإن أية محاولة لحبس ذلك المارد العظيم في مصباح صغير (أي تفسير الإنسان من جانب واحد) كفيلة بالقضاء على محاولة فهم تنوع الكيان الإنساني وثرائه. ولعلنا نجد ذلك في بعض (وليس كل) نظريات العلم التي تحاول حجز الإنسان في معاملها، كفأر تجارب أو كجزع شجرة، فتفسر الإنسان ككائن أو شيء غير مميز بالروح أو الضمير أو المشاعر، وربما تضفي عليه شيئًا من تلك الأشياء التي لن تظهر تحت عدساتها (مثل الروح) على سبيل التقاط الصورة كاملة، ولكن دون تفسير. والآن دعنا نناقش ذلك في قضية يطرحها المقال الذي تفضلت بالبدء في قراءته.

الخطاب القرآني وعلاقة الإنسان بالكائنات الأخرى

قد يكون كل واحد منا يغني على ليلاه، ولكننا جميعًا مضطرون للاعتراف بأننا لا نملك الحقيقة الكاملة؛ لأن الادعاء بامتلاكها، إنما هو غرور وتهور، لكننا بالرغم من ذلك نجتهد لنصل إلى أقرب نقطة من تلك الحقيقة، من خلال ما منحنا الله من عقل، وما بيَّن لنا من الآيات في كتابيه: المسطور والمنظور. يقول أنصار التطور الموجه[1] إن الإنسان الحالي هو نتيجة لتطور عدة كائنات، بدءًا من خلية واحدة، وصولًا لأعلى كائن في الثدييات، وهو الإنسان. وإذا سألناهم كيف يكون ذلك الإنسان خليفة الله في الأرض؟ قالوا: الإنسان نوعان: إنسان الطين، وإنسان الروح: فقد ميز الله الإنسان بالروح ليفصله عن أقرانه من الكائنات، وليكون خليفته في الأرض. وسنجد كيف يحاول أصحاب «التطور الموجه» إثبات ذلك في القرآن الكريم، وأقول لهم بصوت منخفض: إن محاولتكم هذه لم تكن موفقة، وأن الإنسان الأول هو «آدم عليه السلام». والآن دعنا نوضح ذلك من خلال الإبحار في كتاب الله قدر ما أمكن.

دعنا أولًا نطرح تساؤلًا حول خطاب الله للإنسان بشأن تلك الكائنات التي خرج منها، لنوضح أولًا أن الخطاب فيه تذكير الله للإنسان، بأنه تعالى قد سخر له ما في البر والبحر والسماء؛ خدمةً له وتسهيلًا لحياته، فيقول تعالى:

«وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)» ]النحل[ و«وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ (66(»  ]النحل[ و «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71 ) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73)» [يس] و «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)» [الأنعام] و«وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»  [النحل] و«وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ  (81)» [النحل].

وفي الآيات السابقة وغيرها من الآيات، نجد أن تلك الكائنات قد خلقها الله وسخرها لنا، سواء كانت خُلقت قبلنا، أو معنا، أو تشابهنا معها في التكوين «البيولوجي»، فإن الله يركز خطابه على أنها خلقت تسخيرًا لنا؛ لنأكل من لحومها، ولنشرب من لبنها، ولنتهدي بنورها في ظلمات البر والبحر. والآن دعنا نسأل هل يوجد في هذا الخطاب أية علامة بأن الإنسان قد خرج من تلك الكائنات أو تطور عنها؟

قد يتفق معنا أصحاب التطور الموجه أن الإنسان منزه عن تلك الكائنات؛ بفضل الروح التي وهبه الله إياها، ولكنهم يصرون على أن الإنسان قد تطور عنها؛ ليصبح في صورته المثلى. أقول لك مرة أخرى إن هذا الخطاب الموجه إلى الإنسان يحدد وضع الكائنات بالنسبة له، لاحظ تحديدًا قوله تعالى «أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون»، لم يقل تعالى خلقنا معهم، فضلًا عن أنه لم يقل خلقناهم من الأنعام أو ما شابه، بل قال «خلقنا لهم» أي من أجلهم، فكيف أخرج من شيء خلق لي؟ إن العلاقة بين الإنسان وبقية الخلق «أو معظمهم»، إنما هي علاقة توازٍ، وليست تداخلًا.

ولكن تلك الكائنات ليست عبيدًا مطْلَقًا لنا، ولكن لها عالمها وحياتها، وأن لها دورًا في حياتنا؛ إذ تدلنا على عظمة خلق الله وقدرته، يقول تعالى «وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم»، إنها أمم أمثالنا، ولكننا لسنا أمة واحدة، ولأنها أمم مختلفة عنا، فقد أخبرنا الله عن حياتها بتفصيل يخلو من ذكر الإنسان ضمن تلك الحياة، فيقول تعالى عن حياه النحل «وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» ]النحل[، وفي وصف  ما تثمر الأرض «وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)» ]الأنعام[، إذن تلك الكائنات مذكورة في القرآن بشكل منفصل، ولا أثر لتطور بعضها من بعض أو حتى تداخلها ببعضها.

والآن دعنا ننتقل إلى خلق الإنسان ذاته، فنجد في القرآن الكريم الخطاب موجه للإنسان، إما بخلقه من تراب، أو القول بخلقه من نطفة، فكيف ينظر «التطوريون» لذلك؟ أما عن التراب أو الطين، فيقول أنصار التطور الموجه أنها تعني الخلية الواحدة التي تتكاثر «لا جنسيًا»، ويجدون ذلك في قوله تعالى «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ»­­­­، ثم يدخل الإنسان في طور النطفة، وهي كائنات تضع بويضاتها في أعماق الإناث «ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ»، وبعدها يدخل ضمن الكائنات التي تمر بمراحل «ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا» وهي الثدييات، وأعلاها الإنسان الطين، أي الإنسان، ولكن بلا روح، وأخيرًا يخرج الإنسان الكامل المميز بالروح «ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ». وكذلك يفسرون قوله تعالى «وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ» ]الأعراف[، فتدل «وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ»، أي بداية الكائنات الحية، (ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ) أي التطور في الكائنات، وصولًا لإنسان الطين، «ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ»، وفيها اكتمال الإنسان البشر، والذي بدأ بآدم.

وتبعًا للخطاب القرآني المذكور حول الإنسان وعلاقته (الموازية) بتلك الكائنات، فإننا بإزاء خلط غريب في الأدوار؛ فحينما يتحدث الله عن خلق الإنسان، نجد أنفسنا جزءًا من حياة طائر. ومن المؤسف أنأتتااتتأن أقول إننا أمام حالة لَيِّ عنق النص؛ ليرتدي رداء غير مناسب له، فقد استغل التطوريون وجه الشبه بين مراحل خلق الإنسان، واختلاف خلق الكائنات الأخرى، فرتبوها بما يتماشى من مراحل خلق الإنسان نفسه.

أما عن مراحل خلق الإنسان في سورة «المؤمنون»، فهي مراحل خاصة بالإنسان وحده، وليست تدل على أي تطور يضم الإنسان والكائنات في سلسلة واحدة، بل عملية الخلق كلها تتم داخل بطن الأم، بعد أن بدأت في الأصل من آدم الإنسان الأول، فيقول تعالى «يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ »، والظلمات الثلاث هي: ظلمة البطن، وظلمة المشيمة، وظلمة الرحم، في أغلب التفاسير. وقد احتج التطوريون بموضع «ثم» بين آيات «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)» ]المؤمنون[ بأنها تفيد التراخي، فبين كل مرحلة من مراحل الخلق، تراخي أي مئات أو ملايين السنين، وفيها يحدث التطور، أقول لك انظر وضع «ثم» في قوله تعالى «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»  ]غافر[ فإنها تأتي مع نفس المراحل تقريبًا التي ذُكرت في سورة المؤمنون، ولكنها لا تدل على التطور، بل التغير الطارئ على الإنسان مع تقدم عمره، وهو تغير ثابت تمامًا في كل البشر.

إذن مراحل تغير الإنسان المذكورة في الآية تدل على أنها تخص الإنسان وحده، فليس هناك فصل بين المرحلة الأولى، وهي التراب «بزعم أنها لخلية»، وبين المراحل التي قبل الولادة أي النطفة والعلقة «بزعم أنها تشير إلى الزواحف والطيور وغيرها»، وبين المراحل التي بعدها، وهي الطفل فالرجل فالشيخ «والتي تخص الإنسان الروح».

ولست بحاجة للتذكير بأن الخطاب موجه لكم ، لبني آدم، فكيف أخصص مراحل للبطاريق أو الثعالب وأخرى للإنسان؟ وهذا يجعل تفسير التطوريين لقوله تعالى في سورة المؤمنون «ثم أنشأناه خلقًا آخر» بأن الفصل بين الإنسان الطين والإنسان البشر تفسيرًا ضعيفًا. وأقول لك بشأن هذا التفسير إنه ـ ربما ـ يكون الخلق الآخر، الذي تتحدث عنه الآية، هو حياة الإنسان في الدنيا، أي بعد الولادة، بدليل أن هذه الآية جاءت «بعد» مراحل خلق الإنسان في رحم أمه و«قبل» قوله تعالى «ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16)» [المؤمنون]، أي بعد مرحلة الولادة، وقبل الموت.

وعن تصوير الإنسان، فإنه ليس مرحلة من مراحل التطور، كما قيل؛ بل إنه أيضًا يتم داخل بطن الأم فيقول تعالى «هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » [آل عمران].  ويبدو، بدون لبس، من مجمل الآيات الواردة في هذا المقام، أن الله يخاطب الإنسان بعينه، كما تقدم في قوله «ثم إنكم يوم القيامة تبعثون»، وقوله تعالى «ولقد خلقناكم ثم صورناكم»، وقوله «هو الذي يصوركم»، وقوله «ويخلقكم في بطون أمهاتكم»، وقوله «ولعلكم تعقلون»، فالخطاب موجه لكم أنتم، فلم تقحمون دخلاء آخرين في قصتكم؟

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل