لا خائن بيننا

منذ الصغر نشأنا ونحن نردد "حصنتك باسم الله يا وطن" في صباح كل يوم في الطابور المدرسي نقف رافعين رؤوسنا بعز وشموخ نردد "النشيد الوطني"

«عيشي بلادي .. عاش اتحاد إماراتنا» حتى أصبحت هذه الكلمات محفورة في قلوبنا، وطني الإمارات أي عشق ذاك الذي لا ينتهي وأي نبض ذاك الذي لا يرونك يا أغلى وطن، هي ليست كلمات عابرة تذهب بهبوب الرياح.. وطني هو الدم في عروقي هو الهواء المتنفس به يحيا الانسان.

كلمة "خيانة" مرت علينا في كتب المدرسة من بين آلاف الكلمات ولكن لم نعرها اهتماما، فـ الخيانة هي خيانة للأمانة أو لميثاق أو لعهد التي تنتج من علاقات بين الأفراد أو المنظمات، أما عن الخيانة العظمى وهي أعلى مراتب الخيانة هي #خيانة_وطن والمجتمع، لكن جماعة ما يعرف بـ«الإخوان المسلمين» كان هذا منهجهم وطريقهم لمحاولة اختراق الصف الإماراتي، عجبناً لما نراه كيف لهم أن يفعلوا ما فعلوه! خانوا أنفسهم أولاً قبل وطنهم وأسرهم بأي وجه فعلوا فعلتهم، بوجه الكذب أم الغدر أم الرياء أم بوجه مستعار يستخدمه لمآرب أخرى!

بأمانة لم يخطر ببالي يوما من الأيام أن هناك من يضمر في قلبه ذرة بغض أو حقد أو كراهية ضد وطني لا من قريب ولا من بعيد، هذا الوطن الذي احتضنهم منذ الصغر أكرمهم وكساهم وأطعمهم ودرسهم وعالجهم وفجأة تكتشف أن هناك في الخفاء وخلف عباءة الدين من يعاديه!

هو نفسه الوطن الذي وفر للمواطن والمقيم على أرضه كل مقومات الحياة الهانئة السعيدة وكفل للجميع حقوقه وحفظ حرياتهم في مجتمع يسوده الأمن والشعور بالأمان والعدل والمساواة.

برز في الساحة مؤخراً أول مسلسل وطني سياسي في عالم الدراما الإماراتية «خيانة وطن» عن رواية (ريتاج) للكاتب الإماراتي الدكتور حمد الحمادي، تلك الرواية التي تحولت من كلمات في كتاب على الأرفف إلى مسلسل على أرض الواقع، الرواية تحكي قصة الفتاة ريتاج، التي شاءت الأقدار أن يكون اسمها رهينة أول اجتماع لوالدها مع مرشده رئيس التنظيم السري، يروي الكاتب معاناة ريتاج مع والدها الذي استغلها في خدمة أجندات هذه الجماعة السرية التي ينتمي إليها، بل وجعلها غطاء لأعماله القذرة والخبيثة لصالح هذه الجماعة متخفيا خلفها عن أنظار الأجهزة الأمنية، وللقارئ مشاهدة باقي تكملة الرواية على مدار هذا الشهر المبارك عبر مسلسل خيانة وطن من إنتاج شركة أبوظبي للإعلام.

مسلسل خيانة وطن منذ الحلقات الأولى.. طرح تساؤلات كثيرة حول هذا التنظيم تناقلها الشارع الإماراتي وآخرون غردوا بصور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم #خيانة_وطن الذي لاقى تفاعلاً واسعاً ولم يهدأ الوسم حتى اللحظة محققاً بذلك نسبة مشاهدات تجاوزت الـ٢٣٣ مليون مشاهدة حول العالم.

عمل وطني بهذه الجرأة لفت أنظار الجميع واستحوذ على اهتمام البعيد والقريب، فأصبح على كل لسان صغير وكبير، كشف الخبايا وأزال الستار عن حقائق التنظيم السري للإخوان المسلمين في دولة الإمارات منذ بدايتهم وحتى يومهم الأسود الاخير، انقشعت سحابتهم بعد أن كانوا يبدلون جلودهم ويغيرون لونهم كل يوم في شكل وهيئة جديدة، اليوم بات المجتمع على دراية كاملة بفعلتهم وعن مخططاتهم وأجنداتهم السوداء، شكرا للعيون الساهرة رجال أمننا فهم كانو لهم بالمرصاد وأسقطوا ذلك التنظيم الذي كان يستهدف أمننا واستقرارنا وأرادو بالوطن سوءا.