المحتوى الرئيسى

نصيحة العالم

06/11 22:01

ما زلنا مع معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه.. فحكاياته التاريخية لا تنتهى.. والجدل حول تفسير كل منها ربما يحتاج إلى أكثر من هذه السلسلة بكثير!

والواقع أن الجدل حول معاوية رضى الله عنه تحديداً لم يتوقف أبداً.. فقد اختلف المؤرخون حول توقيت إسلامه نفسه.. فقيل إنه أسلم هو وأبوه وأمه وأخوه يزيد يوم فتح مكة.. وقيل إنه أسلم قبل الفتح وبقى يخفى إسلامه حتى عام الفتح، فقد قال الذهبى: «أسلم قبل أبيه فى عمرة القضاء، وبقى يخاف من الخروج إلى النبى صلى الله عليه وسلم، من أبيه»، وروى عن معاوية أنه قال: «لما كان عام الحديبية صدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام فى قلبى، فذكرت ذلك لأمى هند بنت عتبة فقالت: إياك أن تخالف أباك، أو أن تقطع أمراً دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبى يومئذ غائباً فى سوق حباشة قال: فأسلمت وأخفيت إسلامى، فوالله لقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إنى مصدق به، وأنا على ذلك أكتمه من أبى سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعلم أبوسفيان بإسلامى فقال لى يوماً: لكن أخوك خير منك، فهو على دينى، قلت: لم آل نفسى خيراً. وقال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح فأظهرت إسلامى ولقيته فرحب بى».

ومن حكايات معاوية أن أبا مسلم الخولانى، رحمه الله؛ قد دخل على معاوية بن أبى سفيان -رضى الله عنهما- وقال: السلام عليك أيها الأجير! فقال الناس: الأمير يا أبا مسلم! ثم قال: السلام عليك أيها الأجير! فقال الناس: الأمير! فقال معاوية: دعوا أبا مسلم هو أعلم بما يقول.

قال أبومسلم: (إنما مثلك مثل رجل استأجر أجيراً فولاه ماشيته، وجعل له الأجر على أن يُحسِن الرعية، ويوفر جزازها وألبانها، فإن هو أحسن رعيتها ووفر جزازها وألبانها حتى تلحق الصغيرة، وتسمن العجفاء؛ أعطاه أجره وزاد من قِبَله زيادة، وإن هو لم يُحسِن رعيتها، وأضاعها حتى تهلك العجفاء، وتعجف السمينة، ولم يوفر جزازها وألبانها؛ غضب عليه صاحب الأجر، فعاقبه ولم يعطه الأجر).

لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ««ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة»

فما كان من معاوية إلا أنه قال: صدقت يا أبا عبدالله.. والله لأن مثلك الذى يجعلنا نستفيق من متاع الدنيا.

لم يغضب معاوية رضى الله عنه من أحد رعيته حين نعته بالأجير.. وإنما شكره أن ذكّره بما هو فيه من مسئولية جسيمة تجاه رعيته.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل