المحتوى الرئيسى

السير والمذكرات بالسودان من منظور نقدي

06/11 19:40

ويضيف أن السيرة الذاتية تسعى في أصفى نماذجها إلى السرد المتماسك والمنطقي لحياة الكاتب مع التركيز على الانطباعات والتأملات في فترة زمنية ممتدة، أي التركيز على الجوانب الذاتية للمؤلف، بينما يهتم كاتب المذكرات بتصوير الوقائع والأحداث ومدى تأثيره فيها.

ويستخلص الصاوي من بحثه نماذج للسيرة الذاتية متتبعا في دراسة عميقة ومتأنية وعي الكاتب بذاته عبر فحص ومعالجة السرد في سيرته سواء القصصي أو الروائي ليقف على محاذير كتابة السير من محاولة تزييف أو نسيان أو تناس، وتبرير وتعديل وإسقاط وإضافة وحذف وانتقاء، في صرامة أكاديمية للنماذج التي اختارها.

ووقف الصاوي طويلا أمام سير ذاتية لسودانيين مارسوا أقصى درجات الصراحة في مجتمع عرف بالمحافظة أمثال الشيخ بابكر بدري وأيضا مذكرات خضر حمد، والدريديري أحمد عثمان وشهادتهم على عصرهم.

ويتناول الكاتب أنماط أدب السيرة للتمييز بينها كالمذكرات والذكريات واليوميات والاعترافات والسير الروائية، ويعمد إلى مقاربتها من منظور أدبي عبر التركيز على صورة الذات وتجلياتها، ومدى حضورها في النص كأداة لإثراء المحكيات، كما درس البعد اللغوي والخصائص الأسلوبية في تلك النصوص.

وخصص الناقد السوداني فصلا من الكتاب لمعالجة البناء الفنى للمذكرات، مركزا على أشكال البنية السردية ووظائفها، ويذكر بأنه في ظل تداخل الأجناس الأدبية يصعب الحديث عن جنس أدبي صاف، وهو ما يؤدي لتداخل الرواية والسيرة ويتضح ذلك جليا في رواية أمير تاج السر "مرايا ساحلية" التي تعتبر سيرة مبكرة يتداخل فيها الذاتي والمتخيل السردي، ويخص فيها تاج السر الطفولة بقدر وافر من اهتمامه.

ويقول الناقد عامر محمد أحمد أن الصاوي بحسه النقدي وأكاديميته الصارمة قرأ المذكرات والسيرة الذاتية لكتاب سودانيين بروح المنقب عن الجوهر الفرد من أجل قراءة متمهلة لمضمون النص وفك مغاليق سير ذاتية ومذكرات عديدة تحتاج لمعرفة الراوي العليم من الراوي المحتجب".

بينما يرى الناقد عز الدين ميرغني أن الكاتب استفاد من التاريخ الحديث لبعض الشخصيات السودانية التي كتبت سيرتها الذاتية بنفسها أو التي كتب عنها الغير أو ما يسمى بالسيرة الغيرية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل