المحتوى الرئيسى

يعالج القرحة والجدري ويحسن الخصوبة.. فوائد الصيام الطبية

06/11 09:52

ذيل الله آيات فرض الصيام بقوله عز وجل "وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون"، فكان في الصيام مصلحة روحية وسلوكية وبدنية، فهو يهذب الروح، ويساهم في تحسين أخلاق العباد لالتزامهم بأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: " من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

لكن مع الخير والثواب الكبير، كان هناك خير آخر للصيام يقوم فيه بدور الطبيب المعالج لعدد من الأمراض التى تصيب الإنسان.

المستشار الإعلامي للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، الدكتور عبدالجواد الصاوي، أصدر بحثا بعنوان "الصيام.. والشفاء"، نشره الأزهر الشريف في كتيب وزعه مع عدد صحيفته "صوت الأزهر"، هذا الأسبوع، ذكر فيه عدد من الفوائد الطبية للصيام، نعرض بعضها:

بعد انتشار الإسلام وممارسة الصيام، تبين فضل هذا الصيام وفوائده ، فوصف الطبيب المسلم ابن سينا الصوم لمعالجة جميع الأمراض المزمنة، ووصف الأطباء المسلمون في القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي صوم ثلاثة أسابيع للشفاء من الجدري، ومرض الداء الإفرنجي (السيفلس) ، وخلال احتلال نابليون لمصر جرى تطبيق الصوم في المستشفيات للمعالجة من الأمراض التناسلية.

يعدل الصيام الإسلامي ارتفاع حموضية المعدة، وبالتالي يساعد في التئام قرحة المعدة مع العلاج المناسب.  

عالج الصيام عدداً من الأمراض الناتجة عن السمنة : كمرض تصلب الشرايين ، وضغط الدم ، وبعض أمراض القلب.

كما يساعد في علاج بعض أمراض الدورة الدموية الطرفية، فهناك أمراض عديدة تصيب الأوعية الدموية الطرفية، والتي تبدو أن لها علاقة بنشاط الجهاز العصبي الودي ( لسمبثاوي ) الزائد في نهايات الشرايين الدموية ( Arterioles ) ، ويعتبر مرض الرينود (Raynoud's Disease) أحد هذه الأمراض، حيث تنقبض فيه عضلات جدر الشرايين الدقيقة انقباضا ذاتيا شديدا، مسببة آلاما مبرحة، وتهجم هذه الآلام عند التعرض للبرد، أو الضغط العصبي، ولو استمر المرض لعدة سنوات فقد يؤدي إلى فقدان الأطراف، ولعلاج هذا المرض يمنع التعرض للبرد ما أمكن، ويتحاشى التدخين ، ويعطى المريض بعض الأدوية كموسعات للأوعية الدموية ، كما يستأصل العصب السمبثاوي الموضعي المغذي للأطراف ، ويتحاشى التعرض للضغوط العصبية والنفسية.

 وهناك مرض آخر (Buerger's Disease) من نفس هذا النوع ، يؤثر على الشرايين والأوردة الطرفية ، والتدخين ينشط هذا المرض ويزيده سوءا، وعند منع التدخين يتحسن المريض تحسنا ملحوظا ، وقد يحتاج بعض المرضى إلى استئصال العصب الودي (السمبثاوي) المغذي للأطراف ، وأحيانا يحتاج هذا المريض إلى بتر أطرافه لو استمر في التدخين.

 فالصيام يؤدي دورا هاما في علاج أمراض الأوعية الدموية الدقيقة، ولخص هذا الدور في النقطتين التاليتين: تحريم التدخين أثناء ساعات الصيام ، يقدم خدمة جليلة في علاج المرض، ولا يشكل الصيام أي مشقة أو ضغط على الجسم بل على العكس ، يعتبر عاملا مهدئا ، حيث تزداد العوامل المنشطة للإيمان في الصلاة والذكر وقراءة القرآن .

كان وما زال الأطباء يعتقدون أن الصيام يؤثر على مرض المسالك البولية، وخصوصا الذين يعانون من تكون الحصيات ، أو الذين يعانون من فشل كلوي ، فينصحون مرضاهم بالفطر، وتناول كميات كبيرة من السوائل .

وقد ثبت خلاف ذلك ، إذ ربما كان الصيام سببا في عدم تكون بعض الحصيات ، وإذابة بعض الأملاح، ولم يؤثر الصيام مطلقا حتى على من يعانون من أخطر أمراض الجهاز البولي، وهو مرض الفشل الكلوي مع الغسيل المتكرر.

أجريت تجارب مخبرية بالولايات المتحدة الأمريكية على متطوعين أثناء صيام شهر رمضان، وأجريت لهم تحليلات الدم قبل بداية الصيام، وأثناء الشهر، وبعد انتهاء الصيام، وشملت الفحوص التحليلات الكيميائية للدم، بما في ذلك تحديد نسبة البروتينات الشحمية (Lipoproteins) إضافة إلى فحوص متخصصة لتقويم كفاءة جهاز المناعة في الجسم، وقد شملت الفحوصات تحديد عدد الخلايا الليمفاوية في الدم (Lymphocytes)، ونسبة أنواعها المختلفة بعضها إلي بعض ، ومدى حسن أداء كل منها، هذا إضافة إلي قياس نسبة الأجسام المضادة في الدم (Antibodies)، وقد أظهرت هذه التجارب أثرا إيجابيا واضحا للصيام على جهاز المناعة في الجسم، حيث تحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية عشرة أضعاف ، وبالرغم من أن العدد الكلي للخلايا اللمفاوية لم يتغير، إلا أن نسبة النوع المسئول عن مقاومة الأمراض خلايا (ت)، ازداد كثيرا بالنسبة إلى الأنواع الأخرى، هذا بالإضافة إلى ارتفاع محدود في أحد فصائل البروتين في الدم (IGE)، وهو أحد أعضاء مجموعة البروتينات المكونة للأجسام المضادة في الدم، وكانت التغيرات التي طرأت على البروتين الدهني، على شكل زيادة في النوع منخفض الكثافة (LDL)، دون أي زيادة في النوع عالي الكثافة (HDL) ، وهذا نمط له تأثير منشط على الردود المناعية.

يحسن الصيام خصوبة المرأة والرجل على السواء، فقد أجرى الدكتور سمير عباس والدكتور عبد الله باسلامة ، بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز، (1986) دراسة على واحد وعشرين شخصا، ثمانية منهم أصحاء، وعشرة يعانون من نقص المنويات (oIigospermia)، وثلاثة ليست لديهم منويات، وأخذت منهم عينات من الدم، والمني، في خلال شهر شعبان، ورمضان، وشوال، لتحليل المني.

وقد أظهرت نتائج البحث ، أن هناك تغيرات حيوية بين الأشخاص الطبيعيين ، حيث يتحسن أداء هرمون الذكورة (Testosterone) ، لكن لم يحصل في مستواه أي ارتفاع حيوي خلال الأشهر الثلاثة من البحث، كما أن حجم المني ، والعدد الكلي للمنويات، ازداد ازديادا ملحوظا أثناء شهر الصيام، ولاحظ الباحثان من إحصائيات المستشفى الجامعي ، أن عدد حالات الحمل تصل إلى معدل كبير في شهر شوال ، كما وجد أن هناك تحسنا في نسبة المنويات الحية، وانخفاضا في نسبة المنويات الميتة أثناء شهر الصيام .

أجرى بحث حول تأثير صيام رمضان على مستوي البرجستيرون والبرولاكتين في مصل الدم، لنساء صحيحات، تتراوح أعمارهن بين 22 - 25 عاما ، لتحديد مدى تأثير صيام رمضان على فسيولوجيا الخصوبة عند المرأة، وقد أظهرت النتائج أن ثمانين بالمائة قد نقص عندهن مستوي البرولاكتين في المصل، ولم يتغير مستوي البرجستيرون، وقد نصح الباحثان المرضعات بالإفطار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل