المحتوى الرئيسى

«إحنا اللى ملناش ضهر» ..البداية ترصد حكايات الـ 10 المنسيين في قضية رابعة: 3 سنوات بلا محاكمة لأنهم مروا بجوار الميدانقوات الأمن  ألقت القبض على تامر وحطمت نصبته الصغيرة رغم أنه استخدم الممرات الآمنة للخروج.محمد طه "سريح" كان يجمع قمامة اعتصام رابعة لي...

06/09 23:43

قوات الأمن  ألقت القبض على تامر وحطمت نصبته الصغيرة رغم أنه استخدم الممرات الآمنة للخروج.

محمد طه "سريح" كان يجمع قمامة اعتصام رابعة ليطعم أولاده.. وألقت قوات الأمن القبض عليه بتهمة الانضمام للجماعة

أحمد على شاب من العريش كان يزور خطيبته بالقاهرة وكان ينتظر سيارة العودة فظهرت عربة الترحيلات

أحد المحبوسين: رأيت محتجزين بالإستاد يأكلون أوراق الشجر ويشربون مياه رش"النجيلة" حتى يتمكنوا من الهروب.

فى جلسة 17 مايو  2016 من القضية المعروفة إعلاميًا بـ"فض اعتصام رابعة" تقدم عضو الدفاع عن مجموعة أطلقت على نفسها اسم "مجموعة العشرة" برسالة إلى القاضي حسن فريد أثناء الجلسة مفادها أن الموقعين أدناه وهم 10 متهمين يطلبون أن تلتفت إليهم هيئة المحكمة وأن يراهم الإعلام بعد تجاهلهم الذي استمر نحو 3 سنوات.

لم يطالبوا بالإفراج ولا بالحكم ببراءتهم فيما هو منسوب لهم، هم فقط يرون أنه من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم.

خرج ضياء عبد الرحمن من القفص أحد الـ 10 المنسيين متحدثاً عنهم لأول مرة منذ اعتقالهم في 14 أغسطس 2013 وأوضح أن ما يحدث أثناء الجلسة من شغب وهتافات مناهضة، ليست لهم علاقة به، وأنهم لا ينتمون إلى جماعة الإخوان أو غيرها، ولم يكونوا معتصمين في ميدان رابعة ، ويثقون في المحكمة.

وفى جلسة 1 يونيو رفع مجموعة الـ 10لافته دُون عليها "يا صحافة أحنا الـ10 ملناش ضهر"، داخل قفص الاتهام، وهو الظهور الأوضح لهم ، كان ذلك قبل بدأ الجلسة الثالثة لفض الأحراز، والتي قررت محكمة جنايات القاهرة، تأجيل النظر لها لجلسة 28 يونيو لاستكمالها بعد عامين ونصف من الحبس الاحتياطي على ذمة القضية.

رسالة موقعة من مجموعة العشرة تلقاها  محامو الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وكانوا قد تجاوزوا  فترة الحبس الاحتياطي المنصوص عليها بموجب قانون الإجراءات الجنائية وسقوط أمر الحبس الاحتياطي الصادر في حقهم،  أعلنوا خلالها رفضهم للمواقف الجماعية التي يمارسها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم في قفص الاتهام وفى سير القضية بوجه عام، مشيرين إلى أن ضباط الأمن الوطني أكدوا لهم في تحقيقاتهم مراراً وتكراراً عدم وجود تحريات سلبية على أياً منهم وتأكدهم بأنهم ليس لهم علاقة بأية جماعة أو تيار أو فكر متطرف.

اقرأ أيضاً : استغاثة من 10 شباب في قضية فض رابعة: التحريات أثبتت عدم علاقتنا بالإخوان .. يكفينا 970 يوما من الموت البطيء

"استغاثة من بضع أرواح لا يهتم لأمرها أحد " عنوان رسالتهم  التي نشرتها  "البداية" تقريراً عنها مارس الماضي بعد مرور ما يقرب من ألف يوم على اعتقالهم، ضمن مئات المحبوسين منذ ١٤ أغسطس ٢٠١٣ أوضحوا خلالها أنهم فقدوا  ألف يوم -قابلين للزيادة- من أرصدتهم في بنك الحياة، في عام سماه الرئيس "عام الشباب".

 وأضافوا: قصتنا بدأت مع  تصادف وجود كل واحد فينا في مناطق بحي مدينة نصر كان يوجد به اعتصام جماعة الإخوان وأتباعها في رابعة العدوية، تواجدنا إما لغرض العمل أو المرور العابر، أو حتى لمشاهدة فض أفراد الجيش والشرطة لهذا الاعتصام في هذا اليوم الذي لم نتوقع أن يكون بداية لسجن آمالنا في الحياة والزواج والعمل، وببطء قاتل يدهسنا قطار الزمان في مقابر طرة".

وأضافوا في رسالتهم: في عام الشباب كما نادى الرئيس، فقد كلا منا عاما ثالثا من عمره القصير برغم أن ضباط الأمن الوطني أكدوا لنا في تحقيقاتهم مرارا وتكرارا عدم وجود أي تحريات سلبية عن أي منا وتأكدهم بأننا ليس لنا علاقة بأي جماعة أو تيار أو فكر متطرف، ومع ذلك مازلنا نموت بالبطئ كل يوم ..

وتضم القضية ٧٣٩ متهمًا من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، والمؤيدين لها وآخرون " اتاخدوا في الرجلين". حيث اتسع الميدان للجميع ، الباحث عن شرعية الرئيس والساعي خلف لقمة العيش التي تحمل معها واقعاً مؤلماً لفئة بقيت بعيدة عن أنظار الدولة المصرية طويلاً .

على مدار 3 أشهر جمعت البداية قصص عدد منهم ولم تستطع الحصول عليها جميعا، القاسم المشترك للعشرة المنسيين أنهم حقا بلا ظهر، تفاصيل إنسانية مختلفة جمعتهم في سجن وقضية واحدة بالصدفة، حكايات يمكن أن تتحول إلى عمل درامي يشرح كيف كانت العشوائية واللانظام والقمع هم سمة الضبط والتحقيق والإصرار على الحبس.

في التفاصيل التي حصلت عليها البداية من أهالي المحبوسين كشفت عن من مر بالصدفة أو بجوار الاعتصام أو كان في طريقه لشراء مستلزمات عمله أو حتى من كان يجمع قمامة الاعتصام ليبيعها.. كشفت الحكايات عن احتجاز المتهمين بإستاد القاهرة وكيف هربوا من التعذيب داخله بالاختباء في الحمامات يأكلون أوراق الشجر ليعيشوا.

الطريق للزنزانة .. ربما يكون حلم .. ونصبة شاي

يقول محمود درويش "قف على ناصية الحلم وقاتل".. وقف تامر خميس جمعة على ناصية ميدان رابعة العدوية على "نصبة شاي" منضدة صغيرة عليها أكواب، وأكياس سكر وشاي، وعدة ملاعق، وسخاناً كهربائياً يغلى فيه الماء، ولأن "الرزق يحب الخفية" لم يتوقف "تامر" عن الحركة ذهاباً وأياباً بين منضدته وبين المعتصمين في الميدان من أنصار جماعة الأخوان، كان يلاحق طموحاته لتوفير احتياجات أسرته الصغيرة، على الرغم من أنه مريض بالكبد اضطر لإزالة فص من كبده في حادثة سير.

بعد دقائق من بدء فض الميدان لملم محمد نصبته وأخذ في الهرب بها من الأزقة والمنافذ التي أعلن القائمين على فض الميدان أنها السبيل لـ "الخروج الآمن" إلا أن قوات الأمن  ألقت القبض عليه وقامت بتحطيم نصبته الصغيرة والتعدي عليه بالضرب، رغم أنه استخدم أحد الممرات الآمنة للخروج.

في إحدى رسائله يقول تامر : مش قلقان غير من وقفة أمي في معهد القلب ومرمطة أبويا اللي بيغسل كلى وديون للناس من بعدي. وأختي لوحدها من غير راجل بعد طلاقها.. هو أنا محبوس ليه؟

3 سنوات لم تُسلب حريته فقط، بل حُرم رؤية طفليه "كريم و ريم" ، فنتيجة للضغوط التي تعرضت لها زوجته من أهلها ، كان لزاماً أن تختار إما أن تتحمل عبء محمد أو عبء مسئولية طفليه في بيت والدها. تم طلاقهما بعد أن عجزت عن سد ديونه وتحمل عبء زيارته.

يصارع تامر المرض في زنزانة تفتقر لأدنى الظروف المعيشية والصحية السليمة، ما تسبب في تدهور حالته الصحية كونه استئصل "فص من الكبد" في حادث سير سابق.

بأمر النظام .."سريح" أفنى عمره فى صناديق القمامة .. والسجن

وجد "محمد طه " ضالته في اعتصام ميدان رابعة وما يخلفه المعتصمون من نفايات. يبدأ عمله عند السادسة من صباح كل يوم، وينتهي بالتأكد من أنه جمع الوزن المطلوب من الكراتين وعلب "الكانز الفارغة" واللافتات القماش البالية، التي تضمن له الحصول على قوت يومه عند بيعها للمستفيدين من بيع النفايات وتصنيعها.

كان محمد من هؤلاء الذين يهرعون من بيوتهم المتهالكة كل صباح، بحثاً عن "أي شيء" يشعرهم أنهم باقون على قيد الحياة ، محمد بيشتغل "سريح" تقولها والدته، وتكمل: ربنا كرمني وبنزل كل يوم على فرشة خضار علشان أسد مكانه .. مابقدرش أروح له الزيارة كل أسبوع .. بس بروح له كل  شهر ما أنا مش هرمي ضنايا". الأم ترعى أخت محمد وأخيه الكفيف في غيابه. هكذا ختمت حديثها.

ألقت قوات الأمن ألقت القبض عليه في محيط الميدان قبل أن يفر بعمره والخيام التي خلفها المعتصمون . في كل الأحوال لم يكن ليقتتات منها، قد أغرقتها الدماء.ربما يجيب محمد سؤال الله يوم القيامة عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه بقوله : في صناديق القمامة و زنزانة توصف بـ "مقابر الأحياء" .

والد صنايعي الاليموتال لم يراه منذ سنة لعجزه عن تكاليف الزيارة والديون تلاحقه

"لقمة العيش صعبة".. قالها عم رزق والد المعتقل أحمد رزق ويستطرد: محمد مالوش في أي حاجه ده صنايعى اليموتال .. بيعمل تجهيزات واجهات وشبابيك في قصر الحاج حماد فى العامرية ، ده قصر كبير هناك ، ممكن تسألوا الحج حماد أن أبنى كان واخد الشغلانة دي هو وشريكه ونازل يشتري "اللوازم" علشان تكلفتها أقل في القاهرة.

أًلقي القبض على أحمد رزق في كمين بالقرب من ميدان رابعة، لأن محل إقامته في البطاقة الشخصية كان "الإسكندرية" وهو ما أثار شكوك أفراد الكمين حول أسباب تواجده اعتقاداً منهم أنه جاء لاعتصام الميدان، على الرغم من أنه لم يشارك في أي حراك سياسي لم يدلي بصوته في أي انتخابات رئاسية أو مجلس نواب.

يقول والده "أبني حاكماه لقمة عيشه .. بعت اللي ورايا واللى قدامي علشان أسدد المقدمات اللى كان واخدها" وصفينا الورشة بخسارة. هو اللي كان بيصرف عليا أنا وأخواته. أنا بقالي سنه ما شفتهوش مش لاقى حق الزيارة بس ولاد الحلال بيطمنوني عليه". يختتم حديثه.

كان محمد العائل الوحيد لأسرة مكونة من 3 أخوه أصغرهم في المرحلة الإعدادية وأوسطهم يؤدي الخدمة العسكرية بالجيش، والدته مريضة بالقلب وعم رزق الأب الذي يعجز عن سداد إيجار الشقة للشهر السادس .

 زيارة خطيبته كلفته 3 سنوات في الزنزانة..الحب يقودنا للسجن أحياناً

الشحوب يكسو وجه العروس التي كان محدد لزواجها العيد الكبير الذي تلا فض رابعة بشهرين  .. تقول سارة محمد خطيبة أحمد علي : أخر مرة كلمت ماما "حماتي يعني " فضلنا نعيط سوا .. كان نفسنا أحمد يقضي معانا رمضان ده كان نفسها تقدر تشوفه أكتر من كده بس هما عندهم حظر تجوال في العريش، بيخافوا يطلعوا ينضربوا بالنار وأنا ممنوعة من زيارته لأن مفيش صلة قرابة بينا .. أنا عايزه احمد يرجع لي، و كل اللى نفسي فيه مانتخدش فى الرجلين.

تروي سارة تفاصيل ما حدث بآسى" كنا بعد العيد بكام يوم أحمد جالي من العريش وخدني عزمنى على السينما أنا وأخواتى .. اتعشينا بره وروحنا السينما حفلة 12 وخلصت الساعة 3 .. أخويا قال لمحمد يروح يبات معاه فى البيت علشان الوقت اتأخر.. بس هو رفض وقاله "مايصحش". بعد شويه كلمنى وقالي انه هيقعد على قهوة لان مفيش مواصلات لكن لما بدأت المواصلات تشتغل كان بدأ الفض.

اقتادت قوات الأمن المسؤلة عن فض الميدان أحمد علي والعشرات ممن ألقى القبض عليهم عشوائيا بالقرب من مول سيتى ستار على أطراف ميدان رابعة العدوية وتوجهوا الى قسم ثان مدينة نصر.

حاول أحمد معرفة سبب القبض عليه دون جدوى ثم بدأ ترحيلهم للإستاد القاهرة مع تزايد الأعداد في القسم. واستمر احتجازهم في الإستاد ليومين وعاقبت قوات الأمن كافة المحتجزين بالوقوف على أطراف أصابعهم وقاموا بـ "تذنيبهم" والاعتداء بالضرب على كل من يختل توازنه ويسقط خاصة مع وجود كبار السن بين المحتجزين، بحسب رواية أحمد لسارة .

 ينقضي عمر أحمد الابن الوحيد لوالدته في زنزانة موحشة ضمن بضعة شباب لم ينالوا فرصة العرض المباشر على قاضي تحقيق أو محكمة للنظر في حالتهم  أو في أوراقهم ، رغم أن الأوراق لا تدين أيا منهم، لا تستطيع والدة أحمد على الانتظام فى زيارته لا لكبر سنها ومرضها إنما بسبب قرار حظر التجوال في مدينة العريش.

زنزانة "الدواعي الأمنية" هرباً من التكفير

اختار ضياء عبد الرحمن أن يبقى وحيداً في أحد زنازين"الدواعي الأمنية" التي لا يزيد مساحتها عن مساحة السرير في غرفة النوم ، كان اختياره لأكثر من 21 شهراً تحاشيا لحصار ما يصفه بـ الفكر المتطرف والتحكم داخل الزنازين .

 الصدفة وحدها قادته إلى الميدان. كان عائداً من عمله في مدينة نصر عندما تلقى مكالمة من إحدى صديقاته - وتعمل صحفية بموقع الشروق - أخبرته أن عدد من المعتصمين أصروا على أخذ الكاميرا الخاصة بها وطلبوا منها الرحيل .. أسرع إليها محاولاً تهدئة الموقف فأعاد لها الكاميرا وأقنع المعتصمين أنها صحفية تؤدى عملها وأن وجودها ضمانة لهم.

"خلال ساعات تم الإعلان عن الفض وتقدمت القوات نحو الميدان من جهة طيبه مول. والمنافذ التي وفرتها قوات الأمن كانت من اتجاه المنصة ونادي السكة.. ولم يتم تأمين باقي الميدان بأية منافذ للخروج، اختبأ "ضياء" ومعه العشرات  في مبنى إدارة المرور على مقربة من طيبة مول، العشرات من الأطفال والنساء سقطوا جراء إلقاء قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف وعشوائي .

أطفال لا تستطيع التنفس وعشرات الرجال فقدت أولادها ولم تقوى على الخروج من المبنى لمعاودة البحث عنهم". يروي ضياء الذي تم إلقاء القبض عليه من داخل المبنى ومعه العشرات وتم حبسه احتياطياً بدون أسباب مُعلنة.

اقتيد ومن معه إلى قسم الخليفة بالأزبكية الوايلي ثم إلى إستاد القاهرة مع آخرين من أقسام أخرى وتعرض ضياء ومن معه للضرب المبرح والتعذيب دون ذنب أو سبب.

يقول ضياء هناك أشخاص هربوا من التعذيب بالبقاء في الحمامات وزوايا "الإستاد " لـ 3 أيام لا يأكلون إلا أورق الشجر ويشربون مياه رش"النجيلة" حتى تمكنوا من الهروب.

 في الثامنة من صباح اليوم الثالث لاحتجازهم تم ترحيلهم من القسم إلى سجن أبو زعبل وهى الرحلة التي انتهت في الرابعة عصراُ على أبواب السجن بمقتل العشرات في الحادث الأكثر وحشية والمعروف بعربية ترحيلات أبو زعبل عندما ألقت قوات الأمن قنبلة غاز داخل عربة الترحيلات مما أدى لاختناق السجناء وموتهم.

شوكان .. صحفي حر مش مجرم

ظهر محمود أبو زيد شوكان المصور الصحفي الأشهر في تاريخ تجاوزات الدولة المصرية في حق الصحفيين المصريين مع مجموعة العشرة رافعاً معهم اللافتة التي دونوا عليها "أحنا العشرة اللى مالناش ضهر"، وعلى الرغم من أنهم عانوا من التجاهل قرابة الـ 3 سنوات على عكس الزخم الإعلامى حول شوكان إلا أنهم مازالوا يواجهون سويا نفس المصير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل