المحتوى الرئيسى

جيوب من الغضب الشعبى

06/09 10:59

رصد موقع إنترناشيونال بيزنس تايمز، بنسخته البريطانية، تقريرًا حول الأوضاع فى الدولة العربية الأكثر تعدادًا سكانيًا ملقيًا الضوء على احتمالية انطلاق ثورة ثانية مصرية بالرغم من زيادة وتيرة الغضب بسبب الفساد ووحشية الشرطة.

ونقل الموقع البريطانى عن محللين ونشطاء رؤيتهم بإمكانية تكرار ثورة 25 يناير، فى تقرير بعنوان "ليس من المرجح انطلاق ثورة ثانية مصرية بالرغم من زيادة وتيرة الغضب بسبب الفساد ووحشية الشرطة" حيث رأى مايكل وحيد حنا الباحث بمؤسسة Century أن: "العنف المجنون غير المبرر للشرطة أسفر عن جيوب من غضب شعبي".

 وأضاف مايكل وحيد حنا: "لكن لا يمكن وصف ذلك الغضب الشعبى بأنه احتشاد واسع النطاق"، موضحًا: "على المدى القريب، لا يبدو احتمال حدوث اضطرابات ثورية مرجحا، لكنه ليس بالمستحيل".

وتابع مايكل: "السياسة فى مصر تتسم بالتشرذم الشديد. ثمة انقسام بين الإسلاميين وغير الإسلاميين" مشيرا إلى إن القمع يثبت فاعليته أحيانا.

ومن جانبها رأت الكاتبة أهداف سويف، والدة المدون علاء عبد الفتاح، الذى يقبع فى السجن حاليًا أنه من الصعوبة بمكان توقع المسار السياسى للبلاد.

وزادت بقولها: "السيناريو الأكثر شيوعا هو حدوث ثورة لكنها ستكون عنيفة ولن تعتمد على التمييز. أما السيناريو الثانى هو أن يحبط النظام ذلك من خلال إعادة الظهور بوجه جديد".

واتفق هشام هيلر على إمكانية حدوث اضطراب مدنى فى مصر، عازيا ذلك إلى أن عوامل الاضطراب ما زالت كما هى فيما يتعلق بالوضع الاقتصادى والحقوق الأساسية.

وحذر قائلا: "إذا حدث ذلك الاضطراب، يحتمل أن يتسم بالفوضى وعدم الاستقرار، على نحو يختلف عن 2011".

ولخص التقرير إلى أن الاضطرابات الثورية فى ثورة 2011 تبدو بعيدة المنال وبأن الأمر سيستغرق وقتا قبل أن يكتسب عدد كاف من الشعب الطاقة والشجاعة الكافية لتشكيل تحد حقيقى على النظام.

مر أكثر من 5 سنوات منذ أن انتفض المصريون ضد الديكتاتور حسنى مبارك، وأزاحوه من مصبه بعد مظاهرات حاشدة دامت 18 يوما.

واعتقد العديد من المصريين أن الثورة ستجلب لهم تغييرا حقيقيا ودائما، حتى مع عملهم بصعوبة تلك العملية.

لكن بالرغم من ذلك، ما زالت معظم المظالم التى أججت ثورة 25 يناير كما هي، فمعدل البطالة مرتفع، والفساد مزمن، وما زالت معاناة الاقتصاد مستمرة، ووحشية الشرطة متفشية، كما تزايدت وتيرة التمرد الإسلامى الذى قتل مئات من الجنود ورجال الشرطة بما تسبب فى تدمير قطاع السياحة.

الاستياء العام تجاه حكومة الرئيس السيسى الذى أطاح بالإخوانى محمد مرسى فى "انقلاب عسكري" – بحسب وصف الموقع البريطانى- فى أعقاب احتجاجات حاشدة عام 2013 يبدو متزايدا.

وفى مقابلة مع شبكة سى إن إن، قال الناشط الحقوقى حسام بهجت: “إذا جئت إلى القاهرة ستشعر بغضب واضح، لا سيما بين الشباب".

بهجت هو أحد حالات متزايدة من نشطاء المجتمع المدنى والإعلام الذين يواجهون الملاحقة القضائية فى مصر بسبب عملهم، وفقا لإنترناشيونال بيزنس تايمز.

من جانبه، قال الصحفى المستقل وائل إسكندر : "إنه القمع الأسوأ الذى يستهدف المجتمع المدنى والأصوات المعارضة فى التاريخ المصرى المعاصر، بما يتجاوز حتى حقبة مبارك. الخوف أصبح فى كل مكان، حتى أن عبارة مثل "الجزيرتان مصريتان" قد تزج بك فى السجن".

وفى خطوة مثيرة للجدل، قررت مصر نقل السيادة على جزيرتى تيران وصنافير إلى السعودية وهو ما أشعل أكبر مظاهرات غير إسلامية منذ "الانقلاب" ضد مرسى قبل ثلاث سنوات.

آلاف المصريين الذين شاركوا فى الاحتجاجات الأخيرة رددوا هتافات "عيش حرية الجزر مصرية"، اشتقاقا من شعار ثورة 2011 الشهير.

الحملة القمعية البوليسية أدت إلى اعتقال الآلاف، بحسب جبهة الدفاع عن المحتجين المصريين، كما طالت أحكام السجن المئات.

هشام هيلر، الباحث بمركز "أتلانتك كاونسل" علق قائلا: "النخبة الحاكمة المصرية مقتنعة بأن الاحتجاج "رفاهية" لا يمكن تحملها، زاعمين أن الهدف هو إسقاط الدولة برمتها".

لكن بالرغم من القمع، ما زال الغضب العام يغلى على فترات متقطعة.

وفى الشهور السابقة للاحتجاجات ضد تسليم الجزيرتين أثارت حالات تتعلق بوحشية الشرطة احتجاجات واشتباكات فى القاهرة تضمنت إطلاق النار على ثلاثة أشخاص بسبب كوب شاي، علاوة على ضرب أطباء داخل مستشفى.

بيد أن الاحتجاجات المتقطعة ضد الحكومة لم تتجسد حتى الآن إلى انتفاضة شاملة.

ويشكك محللون ونشطاء فى إمكانية تكرار ثورة 25 يناير على الأقل فى الوقت الحالي.

مايكل وحيد حنا الباحث بمؤسسة Century رأى أن: "العنف المجنون غير المبرر للشرطة أسفر عن جيوب من غضب شعبي، لكن لا يمكن وصف ذلك بأنه احتشاد واسع النطاق"، واستطرد: “على المدى القريب، لا يبدو احتمال حدوث اضطرابات ثورية مرجحا، لكنه ليس بالمستحيل".

الكاتبة أهداف سويف، والدة المدون علاء عبد الفتاح، الذى يقبع فى السجن حاليا رأت أنه من الصعوبة بمكان توقع المسار السياسى للبلاد.

وزادت بقولها:"السيناريو الأكثر شيوعا هو حدوث ثورة لكنها ستكون عنيفة ولن تعتمد على التمييز. أما السيناريو الثانى هو أن يحبط النظام ذلك من خلال إعادة الظهور بوجه جديد".

هشام هيلر اتفق على إمكانية حدوث اضطراب مدنى فى مصر، عازيا ذلك إلى أن عوامل الاضطراب ما زالت كما هى فيما يتعلق بالوضع الاقتصادى والحقوق الأساسية.

وحذر قائلا: "إذا حدث ذلك الاضطراب، يحتمل أن يتسم بالفوضى وعدم الاستقرار، على نحو يختلف عن 2011".

جزء من نجاح ثورة 2011 تمثل فى التعاون بين مجموعات ذات توجهات سياسية شديدة التباين، بينهم يساريون، وليبراليون، وإسلاميين، لكن الآن فإن المجتمع المستقطب لا يحتمل أن يتحد معا ضد النظام.

مايكل حنا زاد بقوله: "السياسة فى مصر تتسم بالتشرذم الشديد. ثمة انقسام بين الإسلاميين وغير الإسلاميين".

المعسكر الثورى المصرى وأنصار الإخوان المسلمين قد يشتركون فى مناهضتهم لحكومة السيسى لكن الاختلافات السياسية وعدم الثقة تبدو عميقة الجذور.

وأشار وائل إسكندر إلى أن المصريين مستهلكون بعد 5 سنوات من عدم الاستقرار، والعنف والصعوبات الاقتصادية، متوقعا عدم تكرار ثورة 25 يناير.

الخوف أحد الاختلافات الهامة الأخرى، حيث تسببت الحروب الأهلية التى اكتسحت العالم العربى خلال السنوات الخمس الماضية، وصعود جماعات متطرفة مثل داعش فى زعزعة صخب محتمل يدعو للتغيير.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل