المحتوى الرئيسى

سعد بن أبى وقاص.. أول من رمى بسهم في سبيل الله.. وفداه الرسول بأبيه وأمه في بدر

06/09 09:55

سعد بن أبي وقاص من المسلمين الأوائل، حيث أسلم في السابعة عشر من عمره, ولم يسبقه في الإسلام إلا أبي بكر وعلي وزيد بن ثابت (رضي الله عنهم) وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة الذين توفى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنهم راض.

وكان سعد رضى الله عنه - مجاب الدعوة وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان فارساً شجاعاً من أمراء الرسول (صلى الله عليه وسلم) وشهد بدراً وما بعدها.

هو سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو إسحاق من بني زهرة أهل آمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم.

سعد بن أبي وقاص دخل الإسلام وهو ابن سبع عشرة سنة، وكان إسلامه مبكرا، ويتحدث عن نفسه فيقول: "ولقد أتى عليّ يوم, واني لثلث الإسلام"» ، يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا إلى الإسلام، وقد أعلن إسلامه مع الذين أعلنوه بإقناع أبي بكر الصديق إياهم، وهم عثمان ابن عفان، والزبير ابن العوّام، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله.

ويعتبر أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم أحد: « ارم سعد فداك أبي وأمي»، ويقول علي ابن أبي طالب:« "ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه الا سعدا، فإني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد.. فداك أبي وأمي"»، وكان سعد يعدّ من أشجع فرسان العرب والمسلمين, وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه، وكان مجاهداً في معركتي بدر.

أخفقت جميع محاولات رد سعد بن أبى وقاص وصده عن الإسلام، فلجأت أمه إلى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمه إلى وثنية أهله وذويه، ولقد أعلنت أمه صومها عن الطعام والشراب حتى يعود سعد إلى دين آبائه وقومه, ومضت في تصميم مستميت تواصل إضرابها عن الطعام والشراب حتى أوشكت على الهلاك، وحين كانت تشرف على الموت, أخذه بعض أهله إليها ليلقي عليها نظرة وداع مؤملين أن يرق قلبه حين يراها في سكرة الموت، وذهب سعد ورأى مشهد أمه وهي تتعذب ولكن إيمانه بالله ورسوله كان قد تفوّق على كل شىء, وقال لها: « تعلمين والله يا أمّه.. لو كانت لك مائة نفس, فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء، فكلي ان شئت أو لا تأكلي»، وعدلت أمه عن صومها ، ونزل الوحي يحيي موقف سعد, ويؤيده فيقول:"وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".

وفى معركة القادسية خرج سعد في 30 ألف مقاتل ولقاء الفرس المجتمعين في أكثر من 100 ألف من المقاتلين المدربين، المدججين بأنواع متطورة من عتاد وسلاح ويتولى قيادة الفرس رستم، وقبل المعركة كانت الرسائل بين سعد و أمير المؤمنين الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب ومنها: «يا سعد بن وهيب لا يغرّنّك من الله, أن قيل: خال رسول الله وصاحبه, فإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا بطاعته.. والناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء الله ربهم, وهم عباده يتفاضلون بالعافية, ويدركون ما عند الله بالطاعة، فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا عليه, فألزمه, فانه الأمر، " ثم يقول له: " اكتب اليّ بجميع أحوالكم، وكيف تنزلون،؟ وأين يكون عدوّكم منكم، واجعلني بكتبك إلي كأني أنظر إليكم!! ».

ويكتب سعد إلى أمير المؤمنين فيصف له كل شيء حتى انه ليكاد يحدد له موقف كل جندي ومكانه، وقد أوصى عمر سعد بدعوتهم إلى الإسلام، وينفذ سعد وصية عمر, فيرسل إلى رستم قائد الفرس نفرا من صحابه يدعونه إلى الله والى الاسلام.

وقاد معركة القادسية واستطاع جيش سعد هزيمة الفرس وقائدها رستم ووصل الجيش إلى المدائن، وكانت موقعة المدائن, بعد موقعة القادسية بقرابة عامين, جرت خلالهما مناوشات مستمرة بين الفرس والمسلمين, وقد استطاع سعد هزيمة الفرس بقيادة الجيش لعبور نهر دجلة و جهز كتيبتين ، الأولى اسمها كتيبة الأهوال وأمّر سعد عليها عاصم بن عمر والثانية: اسمها الكتيبة الخرساء وأمّر عليها القعقاع بن عمرو وقد نجحا في العبور وهزيمة الفرس، وبنى مدينة "الكوفة" بالعراق.

ولى عمر بن الخطاب على إمارة العراق سعد بن أبي وقاص فأرسى قواعد الإسلام فيها، وحين اعتدى أبو لؤلؤة المجوسي على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه اختار عمر للخلافة ستة مات رسول الله وهو عنهم راض ، وكان من بينهم سعد بن أبي وقاص.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل