المحتوى الرئيسى

«المصري اليوم» تستطلع آراء خبراء حول الانتخابات ومصر | المصري اليوم

06/08 22:50

استطلعت «المصرى اليوم» آراء عدد من المحللين السياسيين والخبراء المصريين والأجانب بشأن تأثير الانتخابات التمهيدية الأمريكية على مصر ومستقبل المعونة الأمريكية، ودور ومستقبل قوات حفظ السلام الأمريكية فى سيناء، وجاءت الإجابات على هذا النحو:

فيما يتعلق بالاختلافات بين اتجاهات الجمهوريين والديمقراطيين حول دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكد دان تشيرجى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أنه لايرى أى اختلاف كبير بين الحزبين، فالجانبان ليسا متحمسين للنظام الحالى فى مصر، ومن الواضح أنهما مستعدان لدعمه لقناعة مشتركة بأن الاستقرار السياسى لمصر من المهم الحفاظ عليه على ضوء مستقبل المصالح الواسعة للولايات المتحدة فى المنطقة، وبعد عزل الإخوان وتولى السيسى الحكم، عادت واشنطن إلى سياسة الحياد، واتفقت معه فى الرأى مروى مزيد، الباحثة فى العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط والعلاقات المدنية العسكرية بجامعة واشنطن، حيث ترى أن ثمة استراتيجيات أمريكية واضحة تجاه مصر لكنها لاتختلف كثيرا باختلاف المرشحين، والحديث عن احتمال تحسن علاقة مصر بواشنطن حال فوز أحد المرشحين الجمهوريين ليس صائبا، ورغم أن تجربة الديمقراطيين مع مصر لم تكن على مايرام فى عهد الرئيس الحالى بارك أوباما، فضلا عن تصريحات هيلارى كلينتون المعارضة للنظام الحالى ولعزل الرئيس السابق محمد مرسى، إلا أن هذا لا يعنى أن الجمهوريين هم الأفضل لمصر، فالجمهوريون يمكن أن يتعاملوا مع الإسلاميين لطمس القومية العربية مثل العراق حاليا التى أصبحت تميل إلى إيران أكثر منها إلى العرب.

ومن جانبه، أعرب جوشوا مورافيشك، أستاذ العلوم السياسية فى معهد إنتربرايز الأمريكى عن اعتقاده بأن من سيحصل على الترشح من الحزب الجمهورى سيكون الأقرب لدعم السيسى، بينما «هيلارى» حال فوزها فمن المتوقع أن توجه المزيد من الانتقادات للرئيس المصرى، بينما اختلف بيرى كماك زميل معهد «كارنيجى»، والموظف السابق بفريق وضع سياسات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية تحت إدارة جون كيرى: مع ما سبق، معتبرا أن هيلارى معروفة للقيادات المصرية، لذلك توقع أنها فى حال فوزها ستسعى لتحقيق التوازن بين الجوانب الاستراتيجية والأمن فى العلاقات الأمريكية- المصرية، موضحا أن ترامب لديه خبرة محدودة جدا فى السياسة الخارجية، وقال «لست متأكدا أنه هو نفسه قد فكر بشكل مفصل بتفاصيل التعامل مع مصر».

أكد أحمد فتحى أبو الخير سفير مصر الدائم بالأمم المتحدة السابق أن «هيلارى» المرشحة الأقدر للفوز، متوقعا أن الأمر سيختلف عندما تتولى الحكم، فالسياسة الأمريكية لا تدار وفقا للأهواء الشخصية، لكن وفق سياسات واستراتيجيات موضوعة ومحددة.

وبدوره، أكد السفير عبدالرؤوف الريدى أن بعض الغموض والضبابية يسيطر على مشهد الانتخابات الأمريكية، معربا عن اعتقاده بأن «هيلارى» هى الأقرب لدعم السيسى، رغم أنها وجهت له انتقادات سلبية لكن كان ذلك قبل اكتمال خارطة الطريق، وإذا فازت، ستحاول كسب مصر لصفها لأنها أصبحت السند الأقوى فى المنطقة التى تشهد توترات خطيرة، بما يؤثر سلبا على الولايات المتحدة وأوروبا.

وحول موقف أمريكا من خطوات مصر لتنويع مصادر السلاح، رأى تشيرجى أن جميع الأطراف فى الولايات المتحدة يراقبون الوضع بارتياب، وهو ما أكدته مزيد بأن مصر تلعب بورقة خطيرة قد توصلنا إلى نكسة 1967، عندما تحالف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مع السوفييت، فيما أكد مورافيشك أن أوباما لا يهتم، على عكس الجمهوريين الذين يخشون مخطط روسيا لتأسيس وجود إمبريالى فى الشرق الأوسط.

وبدوره، قال أبوالخير إن الولايات المتحدة لا تستطيع منع دول أخرى من إمداد مصر بالسلاح، ويمكنها التأثير على دول الاتحاد الأوروبى، وهذا يعيد للأذهان ما فعله عبدالناصر مع تشيكوسلوفاكيا عندما تعاقد معها لشراء السلاح الروسى، والإدارة الأمريكية الحالية أو أى رئيس مقبل لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا تجاه هذا الأمر.

ومن جانبه، أكد الريدى أن مسألة تنويع مصادر السلاح أصبحت أمرا واقعا، وهو تحذير للأمريكيين وهم فهموا الرسالة واستوعبوها جيدا، ويوجد تقبل فى الإدارة الأمريكية لفكرة شراء مصر أسلحة من روسيا والصين، خاصة أن أوباما لم يكن متمسكا بضرورة أن تكون الولايات المتحدة هى القوة العظمى فى العالم، كما أن واشنطن تدرك أن مصر تواجه حربا على الإرهاب فى سيناء وعلى حدودها مع ليبيا، ومن مصلحتها أن تبذل مصر أقصى ما يمكن لمحاربة الإرهاب.

وحول مستقبل المعونة العسكرية والاقتصادية لمصر، رأت «مزيد» أن المعونة التى تقدر بحوالى 1.3 مليار دولار سنويا، لاتساوى شيئا فى الموازنة العامة للولايات المتحدة، لذلك فالمعونة أداة بسيطة للعلاقات الدولية بين مصر وواشنطن، وما هى إلا دعم من الدولة الأمريكية لشركات تصنيع السلاح الأمريكية لخلق سوق لها فى مصر، ولاأعتقد أنه سيكون هناك تغيير بشأنها خاصة أنها جزء من معاهدة السلام ولا يمكن المساس بها.

واتفق أبوالخير مع «مزيد» فى الرأى بأنه لن يكون هناك جديد فيما يتعلق بالمعونة، وورقة التحول الديمقراطى وحقوق الإنسان هى ورقة دائمة فى يد الإدارة الأمريكية تتخذها وسيلة للهجوم أو شن حملة ضد نظام معين ولن تقلع عنها السياسة الأمريكية، بينما أعرب الريدى عن اعتقاده بأنه حال فوز أى مرشح «ديمقراطى» سيبقى الوضع أقرب لما كان هو عليه، لكن يمكن أن يحدث تغيير حال صعود الجمهوريين.

وكان لبيرى رأى مخالف، «بصراحة، شهدت السنوات منذ عام 2011 توترا فى العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، وأظن أنها ستستمر لبعض الوقت، ويرى كلا الجانبين أهمية العلاقة، ولكن يشعر الجانبان بالإحباط من الشراكة»، مضيفا أن هناك كثيرين فى واشنطن قلقون من أن ارتفاع مستوى القمع فى مصر سيؤثر على المدى الطويل، سلبا على النمو الاقتصادى والاستقرار السياسى.

وتردد مؤخرا أن واشنطن تبحث عن دور لمصر لإرسال قوات برية لمحاربة تنظيم «داعش» فى ليبيا، وحول هذه النقطة أكد تشيرجى أن هذا غير مطروح فى الوقت الحاضر ولكن الاحتمالية قائمة ولا يجب تجاهلها، فيما أعرب أبو الخير عن عدم اعتقاده بأن مصر سترسل قوات برية لأى دولة إلا للدفاع عن أراضيها، إلا أنه لم يستبعد أن تدفع واشنطن القاهرة فى هذا الاتجاه.

وبدوره، أكد الريدى أن هذا الأمر سابق لأوانه لكنه غير مستبعد، مشيرا إلى أن مصر ستحرص على عدم الانجرار فى الحرب فى ليبيا، غير أن «مزيد» رأت أن الجيش الأمريكى مستقل عن السياسة الأمريكية، وجنرالاته يقدرون العسكريين المصريين بشكل واضح، وهم على تواصل دائم، وتوجد بينهم حالة من التفاهم والتقارب.

وعما إذا كانت العلاقات بين الجيشين المصرى والأمريكى مستقلة عن السياسة، ترى «مزيد» أنها مستقلة إلى حد كبير، وقالت إن جنرالات الجيش الأمريكى يقدرون العسكريين المصريين، وهم على تواصل دائم، وتوجد بينهم حالة من التفاهم والتقارب. وهو ما أيده «مورافيشك»، معتبرا أن السياسة لا تؤثر على علاقات الجيشين لأنها بعيدة عن عيون الإعلام.

لكن «أبوالخير» كان له رأى مخالف، قائلا: «العلاقات بين الجيشين المصرى والأمريكى ليست مستقلة عن السياسة، والسياسة تحركها الإدارة الأمريكية وفق الاستراتيجية الموضوعة التى تفرض عدم تدخل الجيش المصرى فى الحكم أو السياسة، لكن طالما أن الجيش المصرى تدخل وحمى 30 يونيو وتقلد أحد العسكريين الحكم الآن فى مصر، فهذا يعنى استمرار الشد والجذب بين البلدين». واتفق معه «الريدى» قائلا: «لا أرى أنها مستقلة، لكن بشكل عام توجد علاقة تقارب بين العسكريين الأمريكيين والمصريين، فالأمريكيون يقدرون العسكريين المصريين، ويجمعهما تاريخ مشترك من المناورات والتدريبات والحروب، كما أن الجيش المصرى يقدر المعونة الأمريكية ويعتبرها مهمة جدا».

وحول مستقبل قوات حفظ السلام فى سيناء من حيث رفع التسليح والعدد، أكدت «مزيد» أنها لاتعتقد بحدوث تغيير ملموس، فالولايات المتحدة لن تدفع بمزيد من القوات البرية لأى منطقة فى العالم، وهو ما اتفق معه مورافيشك مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لاتريد أن تتورط فى قضايا الإرهاب والتهريب لأنها ليست من مهامها.

ومن جانبه، رأى الريدى أنه من الممكن أن نرى رفعا فى التسليح وزيادة فى أعداد أفراد قوات حفظ السلام فى سيناء، خاصة فى ظل تدهور وتفاقم الأوضاع فى المنطقة، لكن سيكون بدرجة بسيطة، لأن هذا الأمر تحدده معاهدة السلام، لا فوز أى من مرشحى الديمقراطيين أو الجمهوريين.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل