المحتوى الرئيسى

كباراً بدأنا.. على ما قُسم نستمر

06/08 21:49

فى شهر يوليو من عام 2010 وفى ذكرى احتفالات التليفزيون بعيد تأسيسه الأربعين، قرر المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقتها، تخصيص قناة أطلق عليها اسم «قناة التليفزيون العربى» لعرض كل إنتاج التليفزيون المصرى منذ تأسيسه، وبخاصة برامج ومسلسلات وأفلام الستينات والسبعينات. كان شعار القناة يأتيك بصوت الرائعة «سناء منصور» تردد: «كباراً بدأنا وكباراً نستمر» يومها ومن حزنى على مستوى ما يُقدم من نجوم الإعلان وزعامات الفضائيات الوهمية، كتبت مقالاً فى «المصرى اليوم» كان عنوانه «كباراً بدأنا على ما قُسم نستمر». دون أن أدرى أنه ما زال فى جعبة الإعلام المزيد من التدهور. ومع إعادة بث تلك القناة التى تغير اسمها ليصبح «ماسبيرو زمان» أجدنى فى حاجة لإعادة نشر المقال مجدداً علنا ندرك مأساة ما وصلنا له.

أى عبقرية تلك التى منحت رواد العمل التليفزيونى كل تلك الأفكار والإبداعات بما توافر لهم من إمكانيات بات يتوافر لأحفادهم أضعاف أضعافها؟ وأى حرج بات فيه صناع الفن التليفزيونى اليوم وهم يرون إقبال الجماهير، الشيوخ والشباب على حد سواء، على تراث عصر مضى عاقدين المقارنة بينه وبين ما تهديه لنا قرائحهم اليوم ويصيبنا بما يصيبنا به؟ أشاهدتم حلقة السيدة ليلى رستم مع فنان الشعب يوسف وهبى فى برنامجها «القمم»؟ أرأيتم كيف تنقلت به من ديكور لآخر تسأله فى كل واحد منه أسئلة تناسب الجو العام للمكان؟ ألاحظتم جهدها هى والمعد معها، الكاتب الصحفى مفيد فوزى، الذى أثرى الإعداد التليفزيونى بروائع الأعمال؟ أشاهدتم تسجيلها لمقدمات حوارها مع يوسف وهبى فى أماكن عدة خارج الاستديو؟ أسمعتم عمق الحوار بين السائل والمجيب؟ وليست وحدها..

أشاهدتم برنامج المذيع القدير طارق حبيب «الحكم بعد المداولة» وضيوف شرفه فى البرنامج من أمثال أنيس منصور، وحسن إمام عمر، وكمال الملاخ، وأحمد رجب، ومصطفى حسين، الذين حاكموا نجوم الفن والثقافة؟ أرأيتم ديكور الحلقات على هيئة قاعة محكمة يتوسطها القضاة وعلى يمينهم النائب العام الذى قام بدوره طارق حبيب، وأمامهم المتهم فى الفن أو الثقافة الذى تجرى وقائع محاكمته على أعماله وما يوجه له من نقد؟

أشاهدتم حلقة منى جبر وطارق حبيب من برنامجها «2 على الهوا» وهما يستضيفان سامية جمال وتحية كاريوكا، وحديث راق فى الحياة والفن والرقص؟ قد يقول قائل إن ما يُعرض علينا فى قناة التليفزيون العربى لا يعبر إلا عن عصره بهدوئه وفنه ورقيه وأحاديث الناس وفكرهم فيه، وقد يرى آخر أن انجذابنا لمشاهدة تلك المواد ما هو إلا حنين لكل الماضى وذكرياته وناسه الذين فارقناهم وفارقونا، وكلها أسباب مقبولة وتوضع فى الاعتبار ولكن فى رأيى أن سبباً ثالثاً يضاف لما سقناه، وهو عنصر المقارنة الذى بات ظالماً لما يُتحفنا به الجاثمون على المبنى ممن يطلقون على أنفسهم «نجومه». كشفتهم قناة التليفزيون العربى وما تقدمه، فلا هم نجوم ولا هم مبدعون، هم فقط مؤدون يلعبون أدوار النجوم فى دنيا الإعلانات، تتحدد أجورهم بما يحققونه من مبيعات وما يدرونه على خزينة المعلنين، ليس لديهم قدرة على التجديد، أو تقديم أفكار جريئة، لا يملكون عمق الحوار، وجدية البحث.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل