المحتوى الرئيسى

المسلمون فى الليمون

06/08 21:01

الأسبوع الماضى رحل عن عالمنا الملاكم «محمد على كلاى»، الذى حام كالفراشة ولدغ كالنحلة. وجاءت المقاربة الشعبية لتأبينه من مدخل أنه «مسلم». بينما الأصل أنه الرياضى الأول فى القرن العشرين، وأحد أعظم رياضيى التاريخ البشرى، ليس لإنجازه الرياضى فحسب (الملاكم «إيفاندر هوليفيلد» عَادَل إنجازه)، بل للظروف الموضوعية التى صنعت أسطورته.. جاءت المباهاة بإسلام «على» بعد أسابيع من التفاخُر بعمدة لندن المسلم (شيعى مؤيد لإيران، ومناصر لحقوق المثليين، وتم تكفيره وهدر دمه فى باكستان).

بالمعايير الدينية، فإن إسلام معظم مشاهير الغرب، ومنهم المواطن الأمريكى «كاسيوس كلاى»، ليس مدعاة للفخر، بل هو خاضع فقط لنظرية «العدد فى الليمون»، فالناس تفرح بكلمة مسلم، فيما قد يقتل هؤلاء الناس أنفسهم هذا الشخص ذاته إذا عرفوا ما يؤمن به.

إسلام «محمد على كلاى» هو عبارة عن انضمامه إلى جماعة «أمة الإسلام» العنصرية المتطرّفة، التى تتلخص عقائدها فى أن الملائكة سود، والشيطان أبيض اللون». وهم يصلون عبر قراءة الفاتحة باتجاه مدينة مكة. ويعتقدون كذلك أن «الإيجا محمد»، خليفة «فارد»، هو المهدى المنتظر، وقد فرض عليهم صوم شهر الكريسماس، ديسمبر، من كل عام، كما ألزم أتباع الحركة بدفع 10% من كل ما يكسبونه لصالحها. وهى المعتقدات التى انشق عنها «مالكوم إكس» لاحقاً، فقتلوه.

إسلام «على» لا يدعو إلى الفخر، بل يفرض علينا الشعور بالخزى من عدم تقبُّلنا الآخر، فى حين أن المجتمع الأمريكى العلمانى الكافر قد تقبّله وكرّمه طوال حياته (سحب لقب إحدى بطولاته كان بسبب رفضه الالتحاق بالجيش، وقد استردها لاحقاً، وهذا صنع أسطورته). هذه شعوب قامت على التنوّع فنجحت (فى بلادنا يُحرّضون على من يأكل فى نهار رمضان).

الرواج لا يعكس بالضرورة القيمة، والانتشار لا يفيد دوماً التأثير؛ ابحث حضرتك عن المردود الحضارى الحالى لـ180 مليون مسلم فى باكستان، و170 مليوناً فى نيجيريا، و160 مليوناً فى بنجلاديش، و150 مليوناً فى الصين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل