المحتوى الرئيسى

شاب فلسطيني يجمع سبع حضارات في منزله

06/08 13:30

لكل شخص هواية يسعى إلى ممارستها على الدوام وتنميتها، لكن هواية الشاب براء السوسي (19 عاماً)، الذي بدأت معه منذ صغره، من نوع آخر. هذا الشاب الغزاوي، يبحث ويجمع، ما يتوفر من قطع أثرية ونقود ورقية ومعدنية، لمعظم دول العالم والحضارات القديمة، التي مرت على فلسطين والدول المجاورة.

يقول براء: "بدأت هذه الهواية عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي، في يوم ما، رأيت مع صديقي قطعة نقدية قديمة تعود إلى العهد البيزنطي. من هنا تولدت لدي الرغبة في جمع كل ما يتعلق بالآثار".

ويضيف: "خصصت غرفة من المنزل لمثل هذه الأشياء القديمة، وتحول جمع العملات والآثار إلى هواية أمارسها بكل سعادة وسرور. ولم يقتصر شغفي على جمعها فقط، بل صرت أشتري ما يتوفر مع الآخرين من عملات نقدية وقطع أثرية وطوابع بريدية من مالي الخاص".

يعتبر السوسي جمع القطع النقدية والأثرية القديمة، التي تعود لعدة حضارات قديمة، هواية في منتهى الروعة، يسعى من خلالها للحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي، الذي كانت تفتخر به مدينة غزة. ويقول: "كل ما أجمعه يبرز الأهمية الكبيرة لقطاع غزة والحضارات العظيمة التي مرت عليها".

ويعتبر أن ما يقوم به من جمع لهذه الموروثات القديمة، هو تعبير واضح عن غيرته على وطنه. يوضح: "كنت أرى الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتدمير وتخريب وسرقة هذا التراث، وللأسف لم أرَ أي اهتمام من الجهات الرسمية، التي تعنى بهذه الآثار والقطع القديمة، فقررت إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الإرث الحضاري والتاريخي للشعب الفلسطيني العظيم".

يشرح السوسي عن متحفه: "متحفي يضم 200 قطعة ورقية من مختلف دول العالم الأجنبية والعربية. العملة الألمانية التي تعود إلى حقبة الحرب العالمة الأولى (1920)، عملة النمسا والمجر، التي تعود إلى عام 1902". ويتابع: "في ما يخص العملات النقدية جمعت الآلاف منها ومعظمها يعود إلى عصور قديمة كالبيزنطية والرومانية واليونانية. كما حصلت على قطع نقدية من العصر اليوناني، تعود إلى 1500 سنة قبل الميلاد".

كما يملك هذا الشاب عملات ونقوداً روسية من القرن الثامن عشر، تعد أكبر شكل ورقي للعملات على مر التاريخ. ويشير إلى أنه حصل على هذه العملات من مختلف المصادر، من أشخاص يهتمون باقتناء هذه الأشياء القديمة، ومن الصيادين الذين يعملون في البحر، لأن هناك الكثير من النقود المعدنية التي تم التقاطها من شبكات صيادي الأسماك.

يقول السوسي: "لدي نحو 4 آلاف طابع بريدي من تلك التي كانت تستخدم في المراسلات البريدية القديمة، التي تعود إلى ما قبل 100 عام. إضافة إلى مجموعة كبيرة تخص العديد من الدول العربية والأوروبية، والتي استخدمت في الكثير من المعاملات الخاصة بالبريد". ويلفت إلى أنه حصل على هذه الطوابع من أشخاص كانت لديهم هواية الاحتفاظ بها كما أنه اشترى بعضها.

ويضيف براء:"أحتفظ في متحفي بالكثير من الوثائق القديمة، مثل فواتير للمزارعين والأراضي التي تحمل دمغات الحكومة الفلسطينية، وشهادات مطاحن فلسطينية كبرى، كانت في مدينة حيفا قبل النكبة. هذه المستندات التاريخية الفلسطينية خطت بأكثر من لون، وقد حصلت عليها من أشخاص عاشوا تلك الحقبة من الزمن واحتفظوا بها".

يشير إلى أن ما يملكه من أوانٍ فخارية، يعود إلى عدة حضارات، منها اليونانية قبل 100 عام، والرومانية والبيزنطية، التي استخدمت بشكل كبير في حياة المواطنين اليومية. هناك أوانٍ للاحتفاظ بماء الشرب والعطور أيضاً، كذلك ما ينتج من الزيوت.

يتوقف السوسي عند قطعة مثيرة للاهتمام في مجموعته، هي المكواة التي كانت تستعمل قبل 100 عام، تحديداً في العصر العثماني، والتي تعتمد على النار في آلية عملها. إذ يتم تعريضها للنار بشكل مباشر لتأخذ قدراً مناسباً من الحرارة، وتكون جاهزة لكي الملابس. ومكواة أخرى تعمل على الفحم، وأخرى تعمل على الطاقة الكهربائية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل