المحتوى الرئيسى

"الشيخ" إمام أول سجين غناء في تاريخ الثقافة العربية

06/07 15:27

من أجل قضيته قضى الشيخ إمام أحمد عيسى، جزءا كبيرا من حياته فى السجون من عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى السادات ليغني ويصبح أول سجين غناء في تاريخ الثقافة العربية، هو السجين المتمرد بصوته على سجانه.

ولد الشيخ إمام في أسرة فقيرة بقرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة عام 1918، وأصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، ولكنة امتلك بصيرة جعلته يرى ما لا يراه البصراء.

كان أول من يعيش لأسرته من الأولاد حيث مات منهم قبله سبعة ثم تلاه أخ وأخت، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه قضى طفولته في حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية بابى النمرس التي كان يدرس بها.

ذاكرته القوية جعلته حاملا للقرآن الكريم في عمر صغير، لكنه بدأ تمرده مبكرا حتى فصل من الجمعية الشرعية؛ لأنه كان مستمعا قويا للشيخ محمد رفعت، وكان الاستماع للإذاعة من ممنوعات الجمعية لكونه بدعة.

ونمت بداخلة روح الوطنية، لأنه ولد في عصر الاحتلال البريطاني وعاش يفكر في الاستقلال، ثم بدأ عهد جمال عبد الناصر، وجمعته الصدفة بزميل مشوار كفاحه الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، وحلموا حلما واحدا وهو "الحرية"، ليصبحا صوت الغلابة الذي تمرد على السجان.

وفي عام 1962 كَّونا ثنائيا كان الأكثر تعبيرًا عن قضايا النضال الوطنى الديمقراطى، فتبنى الشيخ إمام ظاهرة فريدة مازالت الأجيال تتغنى بها حتى الآن بعد 21عاما من رحيله، وهي إنشاد الاغاني الوطنية التي تبرز جمال العقول المصرية وإصرارها على بلوغ الحرية.

 فكانت أغنياته هى صوت الحالمين بمصر الحرة الأبية التي تخلو من القهر والظلم، وتتسع لكل أبنائها بمختلف اتجاهاتهم ومستوياتهم، بعد الفساد الاجتماعي الذي هو طبيعة الدولة.

وفى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، هاجم نجم وإمام السياسات الاقتصادية آنذاك التى سمحت بتشكيل طبقة جديدة من المنتفعين سريعى الثراء وانحازت بشكل واضح حسب ما اعتقدوا ضد عامة الشعب فغنوا "بوتيكات".

ولقت أغنيته السياسية التى كتبها نجم "شيلنى وأشيلك" نجاحا كبيرا، وبعدها "يعيش أهل بلدى وغيرهم مفيش"، وباقي أغنياته واحدة تلو الأخرى؛ مما كان له أثر في نفوس المصريين.

واتسعت علاقاته فضمت عازف الإيقاع محمد على، فكان ثالث ثلاثة كونوا فرقة للتأليف والتلحين والغناء ساهم فيها العديد من الشعراء فغنت لمجموعة من شعراء عصرها أمثال: فؤاد قاعود، ,و سيد حجاب ونجيب سرور، وتوفيق زياد، وزين العابدين فؤاد، وآدم فتحى، وفرغلى العربي، وغيرهم.

وتعتبر نكسة 1967 نقلة نوعية في تشكيل طريق الشيخ إمام فقد كانت أغانية السياسية تبث الحماسة في نفوس ملايين المصريين التي من ضمنها "مصر يامه يا أبيه"، و"يا خواجة يا ويكا"و"فلسطينا"، لتتسرب حتى تجاوزت حدود مصر وصلت للكثير من البلدان العربية المحاصرة باحتلال أجنبي.

انتشرت قصائد نجم التي لحنها وغناها الشيخ إمام كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر، فكثر عليها الكلام واختلف حولها الناس بين مؤيدين ومعارضين، لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التي برأت المسئولين عن هزيمة 1967.

وقبض عليه هو ونجم ليحاكما بتهمة تعاطي الحشيش سنة 1969 وأطلق القاضي سراحهما، لكن الأمن ظل يلاحقهما حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل