المحتوى الرئيسى

مصر تفطر بـ30 مليار جنيه في رمضان.. والعلماء: حرام شرعا والصوم يعلم الزهد والإقبال على الطاعات وليس المأكولات

06/07 06:46

الصيام يعلم الزهد.. والإسراف في الأطعمة حرام

الإسراف حرام شرعا ويسبب أزمات مالية للأسرة

ارتباط رمضان بالأطعمة ميل عن الطريق الصحيح

رمضان شهر الطاعات والعبادات والقرآن، ولكنْ المصريون أضافوا إلى ذلك الإسراف والتبذير في الأطعمة، حيث كشف تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء، عن أن الأسرة المصرية تنفق 44.9% من إجمالى ميزانيتها على الطعام سنويًا بمقدار 200 مليار جنيه، ويستحوذ شهر رمضان على 15% من حجم الإنفاق بمقدار 30 مليار جنيه أى فى اليوم الواحد مليار جنيه.

واستنكر علماء الدين لـ«صدى البلد» كثرة الإسراف في الأطعمة في رمضان، مشددين على أن هذه العادة السيئة لا يحبها الله نهالى ونهانا عن فعلها كما ورد في القرآن الكريم، ناصحين بالتزود بقراءة القرآن والعبادات والطاعات في الشهر المبارك.

وأوصى الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بعدم الإسراف في الطعام في رمضان بحجة تعويض الصيام طيلة اليوم، مناشدًا إخراج النفقة الزائدة للفقراء والمساكين.

وقال «هاشم» لـ«صدى البلد»، إن الصيام يعلم الزهد وعدم الإسراف والتبذير، ويعود الإنسان على عادة كريمة وهي البذل والعطاء للفقراء والمساكين، منوهًا بأنه جرت عادة الناس، بأن الحلويات والأطعمة المعينة تكون في رمضان، ويتعلل الإنسان بذلك بأنه صائم، محذرًا من الإسراف أمر حرمه الله تعالى.

وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن بعض الناس تشترى الأطعمة بكثرة عن حاجتها وتلقي بها في سلات القمامة، وهناك فقراء ومساكين في أحوج الحاجة إليها، منوهًا بأن شهر رمضان متفرد وله خصوصية وأفضلية، ولذا على المسلمين أن يستعدوا جيدًا له بالتخلى ثم التحلى ثم التجلي.

وأوضح العالم الأزهري، أن التخلي يكون بالتخلى عن الرذائل، والتحلى بالفضائل، والتجلي من الله سبحانه وتعالى على من تحلو بهذه الفضائل، فعلينا أن نبدأ من الآن بالتخلى عن الرذائل، والتوبة النصوحة، والتصالح بين المتخاصمين، ويبدأ صلة الرحم المقطوعة، وننقي أنفسنا من الاحقاد، ونغرس مايجب أن نتحلى به خلال رمضان.

الإسراف في الطعام حرام شرعا:

من جانبه، أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الإسراف والتبذير في الطعام حرام شرعا، مضيفا أن الإسراف والتبذير غير جائزين مصداقا لقول الله تعالى: «وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ» ويقول سبحانه: «وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا»، موضحا أن الإسراف: الزيادة في الأكل على وجه يضر الآكل أو يحصل منه إضاعة المال بغير وجه.

ونوه المفكر الإسلامي، بأن التبذير صرف الأموال في غير وجهها والزيادة في هذا بغير حاجة، مشددًا على أن الواجب على المؤمن في أكله وشربه وصنعه الطعام أن لا يكون مسرفاً يصنع الطعام الذي يحتاج إليه وإذا بقى شيء صرفه في جهات الخير أعطاه الفقراء والمساكين، ولا يضيع.

وتابع: وأما التبذير هو تبذيره في غير وجه، صرفه في اللعب في القمار في الغناء والمعاصي كل هذا من التبذير فالواجب أن يصان المال، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم- نهى عن إضاعة المال، والمال له شأن، فالواجب أن يصان عن الإضاعة ولا يبذر المؤمن ولا يسرف فيه بل يصونه ويصرفه في وجوه الخير في الصدقة في إكرام الضيف في إعانة المعسر، في تعمير المساجد والمدارس وفي تعليم القرآن والسنة.. إلى غير هذا المال يصرف في وجوه الخير.

وشدد على ضرورة التغيير من عاداتنا من الإسراف في الطعام والشراب الذي أحيانا يدخل الأسر في أزمات مالية، قائلًا: "إنه شهر العبادات والروحانيات وأن الله عزوجل نهانا عن الإسراف".

ولفت عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن شهر رمضان الكريم له خصوصية دينية تمد المسلم بطاقة إيجابية وصحة نفسية، وأنه يعيد هيكلة سلوكياتنا وعاداتنا وأخلاقياتنا، مضيفًا أن السلام الروحاني في رمضان ينعكس على الناس وأفراد المجتمع وعلى السلوكيات الشخصية.

بدورها، أكدت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الإسراف في كل شيء مذموم ومنهي عنه، لا سيما في الطعام والشراب، مستشهدة بقول الله تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» الأعراف/31.

وألمحت «شاهين» إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَات يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» رواه الترمذي (2380) وابن ماجه (3349).

ونبهت على أن والإسراف في الطعام والشراب فيه مفاسد كثيرة: منها: أن الإنسان كلما تنعم بالطيبات في الدنيا قَلَّ نصيبه في الآخرة، فقد روى الحاكم عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَكْثَرُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ». ورواه ابن أبي الدنيا وزاد: «فما أكل أبو جحيفة ملءَ بطنه حتى فارق الدنيا»

وتابعت: وقال عمر رضي الله تعالى عنه: والله إني لو شئت لكنت من ألينكم لباسا، وأطيبكم طعاما، وأرَقِّكُم عيشا، ولكني سمعت الله عز وجل عَيَّرَ قوما بأمر فعلوه فقال: «أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ» الأحقاف / 20.

واستطردت: ومنها: أن الإنسان ينشغل بذلك عن كثير من الطاعات، كقراءة القرآن الكريم، والتي ينبغي أن تكون هي الشغل الشاغل للمسلم في هذا الشهر الكريم، كما كانت عادة السلف، مضيفة: فتجد المرأة تقضي جزءاً كبيرا من النهار في إعداد الطعام، وجزءًا كبيرًا من الليل في إعداد الحلويات والمشروبات.

واستكملت: ومنها أن الإنسان إذا أكل كثيراً أصابه الكسل، ونام كثيرا ، فيضيع على نفسه الأوقات، قال سفيان الثوري رحمه الله: إذا أردت أن يصح جسمك ويقل نومك أقلل من طعامك. ومنها: أن كثرة الأكل تورث غفلة القلب، قيل للإمام أحمد رحمه الله: هل يجد الرجل من قلبه رِقَّةً وهو شَبع؟ قال: ما أرى. أي: ما أرى ذلك

وحذرت أستاذ العقيدة، من ارتباط رمضان بالأطعمة أو الأشربة أو الولائم أو السهرات أو المسلسلات، أو الخيم الرمضانية فيميل بالمؤمن عن الطريق الصحيح، ويأخذه إلى طريق الملذات والشهوات، ورمضان إنما جاء ليهذب هذه الرغبات والشهوات، لا ليتمادى فيها المؤمن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل