المحتوى الرئيسى

أنا وأسامة أنور عكاشة حوار قديم يتجدد «2»

06/06 23:10

.. وصرخ إسماعيل عبدالحافظ: جاهزين؟... أكشن

ذهبت إلى أسامة أنور عكاشة، أثناء تصوير «ليالى الحلمية» مرتين: الأولى فى معسكر التصوير باستوديو الأهرام، والثانية فى منزله المطل، أيضاً، على منطقة الأهرامات. وفى المرة الثالثة.. تحاورنا. فى معسكر التصوير، لم تخلُ أجواء البلاتوه من بعض التوتر. إذ بينما تذاع الحلقة العاشرة من المسلسل، كان أكثر من نصف عدد الحلقات حبراً على ورق (أى لم يتم الانتهاء من تصويرها)، مما كان يهدد بالتوقف وتأجيل إذاعة باقى الحلقات لحين الانتهاء من تصويرها، وهو حل غير موضوعى وغير جماهيرى أيضاً.. «هكذا قال لى أسامة».

أى نعم.. سارت الأمور فيما بعد على ما يرام، بفضل «بسالة» طاقم العاملين فى المسلسل على حد قوله، غير أن مشكلة شهر رمضان الذى يأتى كل عام (فجأة) ليدق أبواب التليفزيون المصرى بلا سابق إنذار.. ما زالت قائمة. إلى ذلك «يضيف أسامة»: هناك «دلع» الممثلين الشبان، وانشغال بعضهم بأمور ليست بالضرورة وثيقة الصلة بفنهم أو حتى بتأمين أنفسهم ضد غوائل الزمن. قيل لى مثلاً إن آثار الحكيم مشغولة بالتفكير فى إنجاب طفل ثان!. فى المقابل، يقدم يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وصفية العمرى وسيد عبدالكريم ومحسنة توفيق وزيزى البدراوى وغيرهم من كبار الممثلين، درساً فى الالتزام وتقدير المسئولية. بعضهم -يحيى الفخرانى مثلاً- ألزم نفسه بالذهاب إلى البلاتوه كل يوم، سواء بـ«أوردر» أو من دون «أوردر» تصوير. وقبل أن نترك البلاتوه كان الفخرانى -الباشا «سليم البدرى» على سن ورمح- قد أعاد تصوير أحد المشاهد ربما أكثر من عشرين مرة، واستهلك نصف علبة سيجار تقريباً. وبصوت هامس قال لى أسامة إن يحيى من النوع الذى يؤدى المشهد مرة واحدة فقط. فإذا تعثر أداؤه فى المرة الأولى تأثر تركيزه بعض الشىء، لكنه فى النهاية «غول تمثيل». وعندما انتهى من أداء المشهد عابثه شوقى شامخ قائلاً بخفة ظل: «طول ما انت مشغول بالستات مش هتعرف تركّز فى التمثيل». فضحك سليم البدرى ضحكته التى نعرفها، وبوغت بذراعَى لوسى تحاولان الإحاطة -دون جدوى- بقفصه الصدرى، وجاءت «البرنسيسة نورهان» -سمية الألفى- لتحية أسامة، فوجدت ابنه -هشام عكاشة- واقفاً إلى جواره، فسألت عن أمر «خطوبتهما»، فرد هشام: «لسه شوية»!. وتدخّل أسامة قائلاً: «عامل حساب لأبوه». وضحك الجميع بقلب خالص قبل أن يصرخ إسماعيل عبدالحافظ: «جاهزين؟».. ويتكهرب الجو من جديد.

فى إحدى الغرف المخصصة لطاقم عمل المسلسل، سيطرت على الحديث أصداء معركة «الأنون وسيادته»، المسرحية التى كتبها أسامة واشترى جلال الشرقاوى عنوانها ليقدم تحته نصاً مسرحياً من بنات أفكاره، ويتهم أسامة (الذى أعلن براءته من المسرحية) بأنه يختلق معارك للترويج لاسمه على صفحات الصحف، ولكى يضع نفسه موضع النجوم!.

وبدخول المنتج السينمائى «سلطان الكاشف» توقف الحديث لحظة، قبل أن تطلب منه زوجته لوسى (التى لعبت دور الراقصة «حمدية») أن يقص على الجالسين آخر إشاعات «حزب» مصطفى إسماعيل، اللص المدّعى فى قضية مسلسل «الراية البيضا»، فقال «سلطان» إن الوسط الفنى يثرثر الآن بالحديث عن «ورشة» لكتابة السيناريو يديرها أسامة أنور عكاشة من الإسكندرية!. ضحك أسامة وقال بهدوء وثقة: «بعض الناس ما زالوا غير مصدقين أننى لا أفعل شيئاً فى حياتى إلا الكتابة». ثم أضاف مؤكداً: «هذا أمر طبيعى لا يزعجنى، أما غير الطبيعى فهو أن تكون مميزاً ويتركك الآخرون لحال سبيلك».

وفى شقته الجديدة، قرب منطقة الأهرامات، التقينا ثانية. كان أسامة يجلس وراء مكتب ضخم، فوقه مجموعة أقلام «فلوماستر» متعددة الألوان، وورق كثير بأحجام مختلفة، ودوسيهات، وتحف، وصحف، وغليون، وكيس تبغ، وحلقة من مسلسل «ما زال النيل يجرى» الذى سيخرجه محمد فاضل. وعلى أحد الجدران شهادة تقدير من التليفزيون المصرى والمركز الكاثوليكى، ولا أذكر أننى رأيت صورة واحدة لجمال عبدالناصر، ورغم ذلك لم يُثر الأمر اهتمامى، أو دهشتى.

قلت لأسامة ضاحكاً: رحم الله أيام شقة الجيزة. فقال متأسياً بعض الشىء: نفسى أرجع أكتب قصة. قلت: ألم تكن تفكر فى تحويل بعض أو كل أعمالك إلى أدب مقروء؟ قال: جمال الغيطانى أخذ منى حلقات الجزء الأول من «ليالى الحلمية» على أمل أن تطبعها «مؤسسة الأخبار» فى كتاب، ولا أدرى ماذا حدث.

انتقل أسامة إلى مقعد قريب من جهاز التليفزيون، حيث أطل رأفت الهجان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل