فنار صور يستعيد نوره البرتقالي

بين صور وفنارها حكاية عشق عمرها ما يزيد على ثمانية عقود، وعلى الرغم من توقف ضوءيه البرتقالي والأحمر قبل أكثر من 30 عاما فقد بقي الفنار الذي صار القسم الغربي من الحارة الشمالية القديمة يحمل اسمه، وصار مقصدا لمحترفي وهواة التصوير ، علامة فارقة يعتليه مشعلا على الشاطيء الصوري .

بعد اسابيع قليلة  يستعيد فنار صور هذا الضوء ورونقه الخارجي بفضل مشروع "ميدفار" الممول من الاتحاد الاوروبي و يشمل ايضا ترميم منارات في دول حوض البحر الابيض المتوسط (تونس- ايطاليا- وفرنسا ) والذي فازت فيه بلدية صور من بين مئات مشاريع  المدن الساحلية .

و فنار صور الذي أنشأه الفرنسيون في أوخر ثلاثينيات القرن الماضي، شكل معلما ودليلا تهتدي من خلاله المراكب والبواخر إلى المرفأ والميناء، ويبشر بحلول الفرج بعد وقت طويل من المسير البحري الخالي من أي ضوء سوى أنوار البواخر والمراكب القادمة من فلسطين ، التي كانت تمخر عباب البحر.

ويحافظ الفنار على بنائه المتماسك، برغم الأمواج التي تلاطمه ليل نهار، فيما يفتقد منذ أكثر من ثلاثين عاماً إلى ضوئه المميز، الذي يستذكره البحارة من كبار ومتوسطي السنّ.

ويشارك في حفل انتهاء اشغال واعمال ترميم الفنار، التي تحافظ على نمطه المعماري القديم وفد من أوروبي من الدول المستهدفة في مشروع "ميدفار" يعرض كيفية ترميم المنارات في تلك الدول.

وتلفت المشرفة على تنفيذ المشروع من جانب بلدية صور سارة السوقي الانتباه إلى أن المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج التعاون عبر الحدود والذي يشمل ثلاث منارات في كل من ايطاليا، تونس وفرنسا، بالإضافة الى منارة صور التي تبلغ الميزانية المقررة لها حوالي  300 الف يورو .

وقالت إن  منارة صور هي عنصر مميز للمدينة، فهي مبنية على برج صليبي ولها قيمتها التاريخية وإن لم تكن بناءً قديماً أو تراثياً.. عدا عن كونها الدليل الأبرز للصيادين ولها قيمتها الاجتماعية والسياحية والتراثية .

ويوضح رئيس بلدية صور حسن دبوق ان فنار صور مبني فوق منارة قديمة العهد