المحتوى الرئيسى

أراضى كفر الشيخ " صائمة " قبل رمضان

06/05 14:44

- الجفاف يضرب الزرع فى "دسوق".. والفلاحون ينتظرون موت المحاصيل

جولة: عمر سالم وأحمد عوض

مركز دسوق الذى يطلق عليه عروس النيل، ويتبع محافظة كفر الشيخ، يعانى حاليًّا من أزمة نقص مياه تهدد زراعاته بالكامل، وصفها البعض بأن أراضي المحافظة "صائمة" قبل رمضان.

ويوجد فى مدينة دسوق نحو 11 وحدة محلية يتبعها 288 تجمعًا قرويًّا، ويتعدى سكان المدينة التى تشتهر بزراعة الأرز، نصف مليون نسمة، وتعد "دسوق" مركز التقاء لـ 4 محافظات هى: كفر الشيخ، والإسكندرية، والغربية، والبحيرة، وتشتهر بزراعة الأرز.

"المال" قامت، الأربعاء الماضى، بجولة للمدينة شملت أكثر من 8 قرى تابعة لـ"دسوق" مثل النوايجة، وأبومندور، وأبطو، وشباس الملح، ومحرم، ومندورة، وعزبة عدس، والزوامل، ولاصيفر البلد، والتقت رئيس مجلس مركز ومدينة دسوق، ووكيل وزارة الرى بمحافظة كفر الشيخ، وعددًا من الفلاحين لمعرفة آخر تطورات أزمة نقص المياه، وتداعياتها على المحاصيل.

وأظهرت جولة "المال" النقص الملحوظ فى المياه فى العديد من الترع والمصارف بتلك القرى، وانخفاض منسوبها فى بعض فروع النيل، ومعاناة العديد من الفلاحين من موت المحاصيل الخاصة بهم، متهمين المسئولين بالعجز عن حل الأزمة، وأن ما يحدث خراب لبيوتهم ويهدد حياتهم.

وعلمت "المال" خلال الجولة أن زراعة الأرز تحتل المرتبة الأولى بين المحاصيل التى يتم زراعتها فى "دسوق"، يليها محاصيل أخرى مثل القطن ولب البطيخ والذرة.

فيما أكد المسئولون فى "دسوق" أن سبب أزمة نقص المياه تكالب العديد من الفلاحين على زراعة الأرز، مع فتح باب تصدير الأرز خلال الفترة الماضية، مما تسبب فى ارتفاع سعره، واتجاه المزارعين إلى زراعته للحصول على أعلى عائد من وراء تصدير محاصيلهم.

"المال" ترصد آلام المزارعين بسبب نقص المياه فى قرى كفر الشيخ

هيثم إبراهيم: الخسائر تلاحق 4 أسر تعيش على محصول نصف فدان

مصطفى محمد: استغاثات للمحافظ دون جدوى.. و 250 ألف فدان مهددة بالبوار

جمال أبوعوض: المشكلة أكثر شدة هذا العام .. وعدم حلها دمار للمحاصيل وخراب بيوت للفلاحين

محمود سعد: مياه الصرف الصحى البديل أمامنا للخروج من الأزمة

محمد عبد الرحمن : مهددون بالسجن بعد توقيعنا شيكات على بياض مقابل البذور

"زرعنا الأرض بالمحصول، وكان من المفترض القيام بريها منذ أسبوع ، لكن عدم وجود المياه منعنا من ذلك، وسنخسر 4 آلاف جنيه قيمة التقاوى وتكلفة تسوية الأرض ومجهود شهرين هيضيع، ويوجد فلاحين عليهم ديون، مما يعرضهم للسجن حال عدم السداد"، بهذه الكلمات لخص هيثم إبراهيم شاب فى العشرينيات من عمره حاصل على دبلوم بقرية كفر عدس التابعة لمركز دسوق فى كفر الشيخ، أزمة نقص المياه التى أصابت الأراضى فى المحافظة.

"ويعمل هيثم بالزراعة، ويمتلك هو واثنين من الأخوات ووالده، قطعة أرض مساحتها نصف فدان يقومون بزراعتها.

وقال هيثم: نحن 4 أسر نزرع الأرض وننتظر المحصول والعوائد من وراء البيع لكى نستطيع الحياة.

وأوضح أنه من المفترض القيام برى الأرض مرة أسبوعيا، وتابع:" عندما أحاول رى الأرض يقوم المهندس التابع لوزارة الرى بعمل محضر ومخالفة لنا، بدعوى أنه يجب أن يقوم الفلاحون الذين تقع أراضيهم فى آخر الترعة بريها أولاً، ثم أروى أرضى، ونحن لن نستطيع مواجهة الحياة بهذا الشكل.

وأضاف أن الفلاح يواجه الموت قبل أرضه، وأن أغلب الأراضى معرضة للبوار، مؤكداً تقصير المسئولين فى هذه الأزمة، قائلا:"محدش بيسأل فينا، واللى ليه ضهر فى البلد دى ما ينضربش على قفاه"، مضيفًا في دعابة تعبر عن حال الأراضي: "إن الأراضي أصبحت صائمة حتى قبل أن يحل رمضان".

وقال إنه لو استطاع تقديم رشوى لإنقاذ  أرضه من البوار سيفعل ذلك، موضحاً أن أغلب العاملين الذين يعملون باليومية فى الأراضى لا يعملون حالياً، وأن هناك العديد من المواطنين يواجهون الموت، وأيضا أكثر من 200 أسرة نتيجة تعرض أرضهم للبوار لعدم وجود مياه.

وقال إن كل الفلاحين عليهم ديون، وأن البعض يفتح المياه المخصصة للشرب لرى الأرض الخاصة بهم،  قائلاً: أنقذونا من الموت، موضحا أن تكلفة البذور فقط تصل لنحو 500 جنيه ومهددون بخسارة المحصول والحكومة لا تفعل شيئا من أجلنا.

من جانبه، أكد مصطفى محمد أحد الفلاحين بقرية كفر عدس، أن مشكلة نقص مياه الرى بدأت منذ 15 يوماً ومازالت مستمرة حتى الآن.

ولفت محمد الى أن المزارع يعانى خلال الفترة الحالية نقص المياه مما تسببت فى منعه من زراعة الأرز فى القريه، فضلا عن انخفاض أسعار المحاصيل الأخرى مثل القطن، بالإضافة إلى عدم القدرة على تسويق إنتاج المحصول الذى يزرع، خصوصا المعاملة السيئة التى يتعامل بها الفلاح من مالك الأرض.

وانتقد عدم حصول الفلاح على كامل حقوقه المادية خلال أوقات العمل الخاصة به وتدنى تلك المبالغ المالية، مشيراً إلى أن الجفاف يهدد 250 ألف فدان بقرى مركز كفر الشيخ بالبوار بسبب النقص الحاد فى مياه الرى وانسداد الترع وتجمع النفايات أمام مداخل القرى.

وأكد أن الفلاحين أرسلوا أكثر من استغاثة إلى اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ لمخاطبة المسئولين بوزارة الرى أو الزراعة لإنقاذ موسم الأرز من البوار والهلاك، ولكن دون جدوى حتى الآن، قائلا: ملناش غير ربنا نشتكى ليه.

وعلى مشارف عزبة محرم التابعة لقرية أبومندور التقينا مزارعا فى العقد السادس من عمره يدعى الحاج جمال أبوعوض، الذى وصف الأزمة بأنها خراب على الجميع وتعميق لجراح الفلاح المصرى.

وأوضح لـ "المـال" أن الأزمة تحدث سنوياً فى نفس التوقيت ولكن العام الحالى اشتدت بشكل أكبر لدرجة أننا لا نرى المياه لمدة تتعدى الأسبوع مما يهدد محاصيلنا بالدمار ومنازل الفلاحين بالخراب.

وأشار إلى أن المسئولين لم يسألوا فى الفلاحين ولم يتم التنبيه عليهم بعدم زراعته أو غيره، كما أننا نفتقد التنسيق أو مراعاة المسئولين فى الفلاحين، والعمل على حلها وأن الفلاح مظلوم فى ذلك البلد ولا يوجد من يسعى لحل أزماته والوقوف بجواره من أجل نهضة مصر لاسيما أننا دولة زراعية ولكن حالياً تدهور حال الزراعة بشكل كبير.

وقال إنه لا توجد مياه للرى نهائياً خلال تلك الأيام، مما يهدد بقية المحاصيل المزروعة بخلاف الأرز، كما أنه كلما كان المزارع مبتعدا عن الترع أو أحد فروع النيل كانت نسبة وصول المياه له ضعيفة.

وأوضح أن الفلاح لا يستطيع إطعام المواشى والثروة الحيوانية التى يمتلكها إلا من خلال الأرض التى يزرعها وعندما يفشل فى زراعة أرضه فإن كل المواشى قد تموت، لافتاً إلى أنه يسعى لزراعة المحاصيل التى لا تستهلك مياها بشكل كبير، وأن مركز دسوق يعانى بشكل كبير نقص المياه دون غيره.

وأضاف أبو عوض أنه محاصر بالديون من جميع الاتجاهات أبرزها ديون البنوك مثل التنمية الزراعى بالإضافة إلى الفوائد، كما أنه يعانى ارتفاع أسعار الأسمدة وعدم توافرها ولجوئه إلى السوق السوداء لتوفير الأسمدة وغيرها من البذور لصالح أرضه، كما أن الفلاح بعد الانتهاء من زراعة محاصيله لا يجد من يشترى المحصول ويقع تحت رحمة الحكومة.

وفى إحدى قرى مركز دسوق أثناء الجولة وجدنا بعض الماكينات تروى الأراضى من الصرف الزراعى المختلطة بالصرف الصحى والصناعى.

وكشف محمود سعد مزارع بقرية أبو مندور، عن استخدامه مياه الصرف الصحى فى رى محصول الأرز نتيجة نقص مياه الرى بالقرية فى فترة تصل لنحو 15 يوما، مؤكدًا أن تلك الأزمة تتكرر سنويًا فى نفس الفترة بالتزامن مع زراعة الأرز.

وقال إن المياه المحددة فى فترة المناوبة لا تكفى  لزراعة المحصول، ومن هنا يتم الاعتماد على الصرف الصحى لتعويض الفاقد من المياه، بالإضافة الى اعتماد المزارع على الأرز فى مأكله مقارنة بالمحاصيل الأخرى، مشيرا إلى أن تكلفة الفدان بعد زراعته تتعدى الألف جنيه.

بينما تصاعدت أزمة نقص مياه الرى فى قرية الزعاولة بمركز دسوق، حيث أكد محمد حسن أحد المزارعين أن انقطاع المياه مستمر منذ 25 يوما حتى الآن؛ موضحًا أنه لم تتم فترة مناوبة خلال الفترة الماضية؛ مما أدى الى هلاك بعض المحاصيل وأبرزها مشاتل الأرز.

وبمجرد سؤاله عن الأزمة، قال رضا النجاشى أحد مزارعى قرية أبو مندورة بمدينة دسوق، انتوا مع السيسى ولا مرسى، وسريعاً ما قال إن الأهم هو مصلحة البلد، لافتاً إلى أن الفلاحين يعانون ولا يوجد ما يهتم بهم أو يعبر عنهم.

وأكد بدء استخدامه لمياه الصرف الصحى فى رى أرضه، بالتزامن مع أزمة نقص المياه التى استغرقت 12 يوما.

وأشار الى أن خسائر الفدان من مشكلة المياه تصل الى 900 جنيه فضلا عن تكلفة الإيجار الخاصة بالأرض والتى تبلغ 7 آلاف جنيه سنوياً ولا نستطيع تسديدها.

وأكد أنه لم يتم الرد على شكاوى المزارعين المقدمة لممثلى وزارة الزراعة، وأن الأزمة تكرر سنويًا، موضحًا أن بعض المزارعين قاموا ببعض المخالفات الزراعية لتفادى خسائر هلاك المحاصيل، موضحًا أن تكلفه المخالفة تتراوح بين ألف إلى 4 آلاف جنيه.

وقال جودة إبراهيم من قرية الزوامل التابعه لمدينة دسوق، إن أكثر من 12 ألف فدان حرمت من مياه الرى منذ شهر، مما أدى لجفافها وتلاف الزراعات فيها، وأن معظم القرى المجاورة، خاصة الجزيرة الخضراء محرومة من المياه، وضرب الجفاف الأراضى الموجودة هناك وجفت الترع، وأصبحت الحياة سوداء فى عيون المزارعين .

وأوضح أن كفر الشيخ كانت تحتل المرتبة الأولى فى زراعة الأرز، لافتاً إلى أن محاصيل كثيرة ماتت وتدمرت نتيجة الجفاف وهو ما يؤكد أن المحافظة لن تحتل المرتبة التى كانت عليها من قبل، لأن معظم الأراضى بارت والشتلات تلفت، وبعد نكسة القطن جاءت نكسات الأرز، وبوار الأراضى ، كما أن العديد من الفلاحين منتظرين الموت فى منازلهم.

وقال صابر عوض أحد المزارعين بقرية لاصيفر البلد التابعة بمركز ومدينه دسوق، إن القرية تشهد نقصا بمياه الرى فى فترة زمنية استغرقت نحو 15 يوما، مما أدى الى هلاك بعض المحاصيل بها أبرزها الأرز والقطن.  

وأوضح أن الأزمة تسببت فى قيام بعض المزارعين  بإزالة محصول الأرز وإعادة زرع آخر لفقدهم المياه .

وأشار إلى أن وزارة الرى ومسئولى مركز دسوق تجاهلوا تلك الأزمة، بعدم مقابلة المزارعين والرد على شكاوى المتضررين. 

وقال عوض معروف أحد مزارعى عزبة العتايسة التابعة لقرية لاصيفر البلد "حسبى الله ونعم الوكيل " فى كل من تسبب فى أزمة نقص مياه الرى فى فترة تصل الى 20 يوما حتى الآن"؛ مما أدى الى هلاك بعض المحاصيل الزراعية أبرزها الأرز والقطن والذرة.

وقال معروف إن اجمالى الأراضى الزراعية التى زرعت حاليًا بالقرية تبلغ 200 فدان " مهددة بالهلاك " على حد وصفه، لافتا إلى أن مسئولى المحافظه تجاهلوا أزمة نقص المياه وعدم الرد على شكاوى المزارعين خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى عدم متابعة تداعيات تلك الأزمة على الثروة الحيوانية نتيجة فقد المياه.

وطالب معروف بسرعة حل الأزمة الراهنة؛ لأنه بالتزامن مع استمرار نقص المياه خلال أسبوع سيتسبب فى هلاك محصول القطن، بالإضافة إلى عدم قدرة المزارع على تحمل خسائر زراعة المحاصيل المهددة بالهلاك بسبب ندرة المياه.

وأشار إلى أن قطاع الزراعة هو المصدر الرئيسى الذى يعتمد عليه الفلاحون للبقاء على قيد الحياة وتدبير أمورهم اليومية من ملبس ومأكل لعدم امتلاكهم أى مصادر دخل أخرى بخلاف المحصول، لافتًا الى أنه لم يتم إبلاغ المزارعين عن أزمة المياه ، للحد من زراعة الأرز خلال العام الحالى.

وانتقد معروف وزارة الرى فى تنفيذ محاضر مخالفات ضد المزارعين نتيجة رى محصولى الأرز والقطن  بالتزامن مع نقص المياه، موضحًا أنه تم تحرير 6 محاضر للمزارعين خلال الأيام الثلاثة الماضية .

وكشف عن حل أزمة تحرير محاضر المخالفات للمزارعين، من خلال إعطاء بعض النفقات المالية " رشاوى " لمهندسى الرى حتى يتم احتواء تلك المخالفات. 

وعن أبرز القرى تضرراً من أزمة نقص المياه، قال إن الفارمون والنوايجه وأبطو من الأشد تضررًا؛ حيث قام مزارعوها بإزالة محصول الأرز بعد زراعتهم له.

وأشار إلى أن نقص مياه الرى بالعتايسة يحرم 200 فدان من زراعة الأرز سنوياً، مؤكدًا أن الأزمة تكرر بشكل دائم فى نفس الفترة من كل عام ، مما أدى الى زراعة القطن والذرة بدلا من الأرز.

قال محمد عبد الرحمن فلاح بقرية كفر عدس التابعة لمركز دسوق، إنه يمتلك قطعة أرض مساحتها 2 فدان مزروعة بالذرة والأرز.

وأوضح أنه وقع شيكات على بياض لصالح الشركات التى تورد بذور الذرة والقطن له، والعديد من الفلاحين قاموا بتلك الخطوة مما يهددهم بالسجن فى حالة فشل المحصول وعدم وجود مياه، قائلاً: "ياعالم نسدد قيمة المحصول إزاى والفلاح تحت التراب".

ونفى قيام أى مسئول من الحكومة أو موظفى الرى أو الزراعة بالتنبيه أو تحديد المحاصيل التى تتم زراعتها، متابعا: "لو كنا نعرف إن الأزمة دى هتحصل كنا زرعنا الأرض قطن أحسن بدل الخسارة دى".

وأشار إلى ان الأرض التى تم زراعتها بالذرة تعانى نقص المياه مما بور المحاصيل، لافتاً إلى أن القطن يحتاج للرى كل شهر، بخلاف الذرة الذى يحتاج للشرب كل 10 أيام ولم تر المياه منذ 15 يوماً.

وأضاف أن الترعة المجاورة لأرضه لم تمر بها المياه منذ 13 يوماً، ولا يوجد أى تنسيق أو متابعة من مسئولى الحكومة مع الفلاحين لمعرفة مواعيد المياه لرى الأراضى وتركوهم فى واد والمسئولون بواد آخر، موضحاً أن الأزمة لم تتفاقم لهذا الشكل من قبل، وإن ما كان يحدث هو نقص المياه لمدة أسبوع وتحل على الفور.

وقال إن الأزمة حدثت من قبل منذ سنوات ولكنها العام الحالى أشد من الأعوام الماضية، مؤكداً أنه يتحدى أى مسئول يثبت أنه قام بالتنبيه عليهم بعدم زراعة محصول من عدمه قبل استفحال تلك المشكلة.

وشدد على أنه فى حالة لم يتم توفير مياه لرى القطن خلال أسبوع فسيموت المحصول بالكامل ،وستضيع كل التكاليف التى تم إنفاقها.

اللواء أحمد بسيونى مساعد محافظ كفر الشيخ:

انخفاض مرتقب فى مساحات الأرز المزروعة

- الأزمة تتكرر سنويًّا والفلاح يتحمل جزءًا كبيرًا منها

- سلوكيات المزارعين الخاطئة سبب استفحال المشكلة

- 12 مليون جنيه حجم ميزانية لتطوير 11 وحدة محلية العام الحالى

- 3 قرى تتمتع فقط بالصرف الصحى من إجمالى 11 

"أزمة المياه تتكرر سنويًا والفلاح يتحمل جزءا منها، ونعانى من السلوكيات التى تسهم فى تفاقم الأزمة، ويجب منع زراعة الأرز لأنه السبب الرئيسى فى تلك الأزمة سنويًا"، بتلك الكلمات بدأ اللواء أحمد بسيونى زيد مساعد محافظ كفر الشيخ لمنطقة غرب ورئيس مركز ومدينة دسوق حواره لـ "المـال" حول أزمة نقص المياه بقرى مركز ومدينه دسوق.

وتوقع زيد انخفاض المساحات المخصصة لزراعة محصول الأرز بالتزامن مع بدء تخزين المياه خلف سد النهضة الإثيوبى خلال الفترة المقبلة، فضلا عن سوء استهلاك مياه الرى من قبل المزارعين.

وأشار إلى أن أزمة ندرة مياه الرى وبوار الأراضى الزراعية بمحافظة كفر الشيخ ظاهرة متكرره سنويًا، وتحدث فى نفس الفترة من كل عام، لاسيما أن المحافظة تقع فى نهاية فرع النيل برشيد بالتزامن مع زراعة محصول الأرز والقطن والذرة، بينما تفاقمت أزمة مياه الرى منذ شهر مارس حتى مايو الجارى، بالتزامن مع الإقبال المتزايد على زراعة محصول الأرز من قبل المزارعين نتيجة ارتفاع سعره بالسوق المحلية والسماح بتصديره للخارج.

وأوضح زيد أنه تم زيادة المساحات الزراعية من محصول الأرز بالمحافظة، حيث تجاوزت نحو 150 ألف فدان مقارنة عن المستهدفة، حيث ارتفعت المساحة المزروعة لأكثر من 400 ألف فدان بمحافظة كفر الشيخ ككل بدلا من 275 ألف فدان "المساحة المفترضة"، مما أدى إلى تفاقم أزمة نقص مياه الرى، مؤكدًا أنه تم تحرير محاضر لتلك المخالفات الزراعية بمحافظة كفر الشيخ.

ولفت رئيس مدينة دسوق إلى أن وزارة الزراعة قامت بإزالة 70 مشتلا من محصول الأرز بمدينة دسوق خلال الفترة الماضية لمخالفتها للدورة الزراعية، وتم التعامل معها عبر رش بالمبيدات التى تقوم بقتل المحصول منعًا لزراعته، كما يتم تحرير محاضر ومخالفات لأصحابها.

وأضاف أن معدل استهلاك زراعة فدان اللأرز من مياه الرى تتراوح بين 4 و 5 أضعاف فدان القطن، مما يؤدى إلى ارتفاع معدلات استهلاك المياه المخصصة بالمحافظة، فى وقت يقوم به بعض المزارعين بتخزين مياه الرى بمحصول الأرز بمنسوب مياه يتراوح ما بين 20 و 30 سم؛ وهى أحد أبرز السلوكيات الخاطئة من الفلاحين، والتى نعانى منها منذ فترة.

وأكد زيد أن وزارة الرى والموارد المائية، قامت بضخ كميات إضافية من مياه الرى عبر فتح بوابات المياه بالسد العالى؛ للتغلب على أزمة نقص مياه الرى فى بعض المحافظات أبرزها كفر الشيخ، فضلا عن إعادة تدوير مياه الصرف الزراعى وخلطها بالمياه الرى الصالحة بواسطة وحدات رفع واستخدامها فى رى المحاصيل.

وأشار إلى قيام وزارة الرى والموارد المائية بتنظيم الدورة المائية من خلال تقسيم فترة المناوبة وتحديد موعد وصول المياه للأراضى المزروعة عبر التحكم فى فتح وإغلاق بوابات المياه بالترع والمصارف الفرعية؛ لفترة تصل نحو 3 أيام لكل منطقة؛ حتى يتسنى لجميع الأراضى المزروعة للرى. 

واستطرد حديثه بموعد انتهاء أزمة نقص المياه بقرى المحافظة، قائلًا: إن الفترة الزمنية التى تستغرقها المياه فى الوصول من السد العالى إلى القناطر الخيرية تستغرق نحو 14 يوما، موضحا أنه من المتوقع أن تصل مياه الرى خلال 3 أيام كحد أقصى، موضحًا أن محافظة كفر الشيخ تقع فى مصب نهر النيل، مما يزيد من طول فترة وصول المياه بها.

وأما عن أبرز المحاصيل التى تشتهر بها المدينة، قال مساعد المحافظ ورئيس مدينة دسوق: إن محصول الأرز الأعلى إنتاجًا مقارنة بالمحاصيل الأخرى، مؤكدًا أن إجمالى الأراضى المستهدفة من زراعة محصول الأرز بمدينة دسوق وحدها خلال العام تصل إلى 28 ألفًا و 885 فدانًا.

وكشف زيد أن إجمالى ميزانية مركز ومدينة دسوق خلال العام المالى الحالى 2015 /2016 ، تبلغ نحو 12 مليون جنيه، موضحًا أن حجم الميزانية لا يكفي- للتوسع فى شبكات البنية التحتية والخدمات.

وأوضح أن مدينة ومركز دسوق تضم نحو 11 قرية "وحدة محلية"، ويتم توزيع تلك المخصصات المالية بنسب متفاوتة من كل قرية عن الأخرى؛ من حيث عدد السكان والمساحة والتى يصل سكانها أكثر من نصف مليون نسمة.

وأوضح زيد أن المدينة تنتقص لبعض الخدمات أبرزها الصرف الصحى، مؤكدًا أن إجمالى المدن التى تحرم من الصرف الصحى تبلغ نحو 8 مدن، مطالبًا بزيادة إجمالى النفقات المخصصة لكل قرية بالمدينة، لافتًا إلى أن إجمالى القرى التى تتمتع بالصرف الصحى تبلغ 3 قرى، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبى بصدد تمويل 17 مشروع صرف صحى فى المدينة.

وأما عن استعداد مركز ومدينة دسوق بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان، أوضح أنه تم التسيق مع ممثلى وزارة الأوقاف والصحة والثقافة والغرف التجارية؛ للوقوف على تقديم كل الخدمات المقدمة للمواطين أبرزها تخفيض أسعار السلع الغذائية واستعدادات المساجد من صيانتها.

وعلى صعيد آليات المحافظة لمواجهة أزمات ارتفاع أسعار السلع الغذائية بالتزامن مع ارتفاع أسعار العملة الأجنبية "الدولار" قال إنه يتم تقديم السلع الغذائية للمواطنين بأسعار منخفضة من خلال المعارض الثابتة والتى تبلغ 5 منافذ، مقارنة بالقطاع الخاص والسلاسل التجارية.

وقال إنه تم التوسع فى المنافذ الاستهلاكية؛ حيث تم افتتاح منفذى سلع استهلاكى بالتعاون مع الغرفة التجارية خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أنه جارٍ التنسيق مع القوات المسلحة لافتتاح منفذين سلع غذائية خلال شهر رمضان.

المهندس سعيد هميسة وكيل وزارة الرى بمحافظة بكفر الشيخ لـ"المال":

الفلاح "مفترى" فى الرى.. وانتهاء الأزمة منتصف يونيو

• مطلوب وضع إستراتيجية لزراعة محاصيل بدلًا للأرز

• "الزراعة" مسئولة عما حدث بسبب تأخرها في تسليم بذور القطن

• 125 ألف فدان بالمحافظة تمت زراعتها بالمخالفة للقانون.. ويجب وضع عقوبات رادعة

• الأرز يستهلك نصف حصتنا من مياه الرى.. والفدان يلتهم 5 أضعاف محاصيل أخرى

• هناك أزمة فى تطهير المساقى الخاصة.. وورد النيل يتكاثر بطريقة رهيبة

عمر سالم - أحمد عوض

قال المهندس سعيد هميسة، وكيل وزارة الرى بمحافظة كفر الشيخ، إن بعض الفلاحين مسرفون فى استخدام المياه، واصفا إياهم بأنهم "مفترون"، موضحا أن الفلاح عندما يعلم أن هناك نقصًا فى المياه –حتى إن كان ذلك شائعة- يقوم بغمر الأرض زيادة عن حاجته، وقد يصل منسوب المياه بالأرض لنحو 20 - 30 سنتيمترًا، مما يتسبب فى نقص المياه عن غيره من المزارعين.

وطالب هميسة الحكومة بضرورة وضع إستراتيجية لزراعة محاصيل أخرى بدلًا من الأرز، وتقديم الحوافز للفلاحين من أجل زراعتها، على أن يكون أبرز تلك المحاصيل هى القطن والذرة.

وأكد، فى حواره لـ"المال"، أنه تم تحديد مساحات لزراعة الأرز فى محافظة كفر الشيخ بنحو 275 ألف فدان، لكن إجمالى المساحات المزروعة به بلغ حالياً أكثر من 400 ألف فدان، مما يوضح وجود مخالفات بأكثر من 125 ألف فدان، ورغم ذلك تعد كفر الشيخ أولى المحافظات فى زراعة الأرز، ما اعتبره هميسة إنجازاً برغم نقص المياه.

وأشار إلى أن زراعة المحاصيل الأخرى ستسهم فى الحفاظ على مياه النيل، مطالباً بضرورة قيام وزارة الزراعة بتحديد المخالفين وإبلاغ الجهات المختصة عنهم، ووضع عقوبات رادعة وتغليظ العقوبة لمنعهم من زراعة الأرز.

وأوضح وكيل وزارة الرى أن السبب الأول والأساسى لأزمة المياه هو السماح بتصدير الأرز فى مما تسبب فى قيام المزارعين بتغيير الدورة الزراعية لأراضيهم لزراعته، بدلاً من القطن أو الذرة.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل