المحتوى الرئيسى

تفاصيل الخريطة الجديدة للإعلام

06/04 16:31

حماية رجال الأعمال مقابل تنفيذ تعليمات الدولة.. وخبراء: التكتل الإعلامي بديل «ماسبيرو».

"لازم يكون ليك أذرع, والذراع على بال ما بيتعمل على مستوى الدولة بياخد وقت وجهد وطويل, ولا يمكن عمله من خلال فريق عمل من الموجودين باختلاف مهاراتهم, أنت بتحتاج وقت طويل على بال ما تمتلك حصة مناسبة في التأثير إعلاميًا, إحنا شغالين في ده؟ أكيد.. بنحقق نتائج؟ أفضل, لكن اللي إحنا عايزينه لسه موصلنا لهوش".. بهذه الكلمات صرح الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اجتماع  مسجل بالفيديو، مع ضباط القوات المسلحة، تم تسريبه عندما كان وزيرًا للدفاع آنذاك.

وعلى ما يبدو فقد قطعت الدولة شوطًا كبيرًا في السيطرة على الفضاء الإعلامي، بعد أن شهدت الفترة الأخيرة تغيرات جذرية في خريطة الإعلام المصري؛ بدخول ملاك جدد قنوات فضائية, وإصدار صحف جديدة مملوكة لشخصيات بارزة في نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتحول بعض الإصدارات إلى مؤسسات إعلامية متكاملة بإصدارات متنوعة.

وأعلنت شبكتا تلفزيون "النهار" و"سى بى سى"، ويمتلكهما محمد الأمين بشكل شبه كامل في الأولى، وبشكل تام في الأخيرة؛ اندماجهما ليصبحا شبكة واحدة, في الوقت الذي دخل فيه رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، رئيس مجلس إدارة حديد المصريين؛ ليشتري كامل أسهم قناة "أون تي في" الفضائية، ويعلن تغيير سياستها التحريرية، بعد أن ساهم بالنصيب الأكبر بالتمويل في إنشاء مؤسسة "اليوم السابع"، والتي أطلقت العديد من المواقع التابعة لها في الآونة الأخيرة.

وأطلقت إلهام شرشر، زوجة وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، الذي كان أحد أهم أسباب اندلاع ثورة 25يناير, صحيفة أسبوعية وموقعًا إلكترونيًا، وقناة تلفزيونية منتظرة بمساندة نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد.

 فيما بدأ الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، خطوات تنفيذية؛ لإطلاق المشروع الإعلامي الجديد، الذي يضم مواقع إلكترونية، وصحيفة يومية مطبوعة، ومركز تدريب ووكالة أنباء, وتشمل هذه التجربة ضم كلٍ من  بوابة "مصراوي، وفيتو، ويلا كورة، ووكالة أونا الإخبارية، ومركز تدريب أونا أكاديمي"، تحت مظلة واحدة هي مجموعة "أونا"، التي يمتلكها رجل الأعمال نجيب ساويرس، مع عزمه تأسيس عدة مواقع إلكترونية أخرى قبل نهاية العام الجاري، فضلًا عن إصدار صحيفة يومية باسم "مصراوي".

وتتردد أنباء عن وجود مفاوضات مكثفة تجرى حاليًا بين مستثمرين إماراتيين؛ للاستحواذ على شبكة قنوات "الحياة" المملوكة لرجل الأعمال، ورئيس حزب "الوفد" سيد البدوي, في الوقت الذي تشهد فيه القناة اضطرابات وتوقفًا عن العمل، وإغلاقًا للاستوديوهات؛ بسبب عدم صرف رواتب العاملين بها.

وقال الدكتور حسن علي، رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا, إن تغيير الخريطة الإعلامية والسياسية التي تدار بها القنوات الفضائية والصحف أصبح أمرًا ضروريًا بعد أن أعطت الدولة الضوء الأخضر لذلك؛ من أجل تنفيذ سياساتها لتواكب متطلبات المرحلة الجديدة.

وأضاف لـ"المصريون"، أن "الفضاء الإعلامي شهد تدفقات مالية ساخنة أوشكت على النفاد"، مشيرًا إلى أن "الاندماجات في الأصل تكوّن تكتلات هدفها مواجهة خسائر وتخفيف أعباء التكلفة المرتفعة, وتحسين جودة المشهد العام للقنوات؛ للحصول على الإعلانات وتغطي نفقاتها وتحقق أرباحًا مرتفعة".

واعتبر أن ما يحدث هو العكس بحيث يسيطر رجال الأعمال على القنوات الفضائية والصحف؛ لحماية استثماراتهم، وهو ما فعله رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة؛ بضخ استثمارات تقدر بنحو 400 مليون جنيه.

وقال إنه لا يوجد أي رجل أعمال في الدول الكبرى؛ يستطيع السيطرة على أكثر من 10% من أي قناة إعلامية؛ بعكس ما يحدث في مصر من سيطرة رجال الأعمال على أكثر من قناة تليفزيونية وبنسبة 100%.

وتوقع الخبير الإعلامي, أن يكون من ضمن أهداف اندماج القنوات هو الاستحواذ على "كعكة" الإعلانات الرمضانية، ومحاولة ضرب التلفزيون المصري؛ الذي يسعى للتعافي بعد التغييرات الأخيرة، ومنع عودة الحياة إلى "ماسبيرو" وضربه اقتصاديًا.

ورأى أن الملاك الجدد يتواءمون مع مرحلة جديدة تتواكب مع التحولات الجديدة السياسية.

فيما رأى مجدي حمدان، عضو جبهة الإنقاذ السابق, أن "ما يحدث من تغيير خريطة ملاك الإعلام في مصر هو جزء من مخطط السيطرة على الفكر المصري من قبل النظام السياسي الحالي عبر أذرعه الإعلامية، التي ذكرها السيسي في تسريبات قديمة قبل توليه الحكم".

وأضاف حمدان لـ"المصريون"، أن "القائمين على تنفيذ هذه السياسة معروفون للجميع, فهم رجال الدولة وصناعتها, ووكلت إليهم مهمة تغييب وعي المواطن وتجهيزه لعدة أمور أهمها, وتهيئة المواطن لفكرة أن الرئيس هو المنقذ، والإله الذي من دونه تسقط الدولة وتنهار, ولتقبل التفريط في أي أرض أخرى من الوطن".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل