المحتوى الرئيسى

توفيق حميد يكتب: اليمن.. حكاية الصورة (1-2) | ساسة بوست

06/04 13:08

منذ 1 دقيقة، 4 يونيو,2016

تحكي لنا الصورة القادمة عبر الفضاء الاجتماعي من اليمن عن حجم الكارثة التي حلت باليمن السعيد خلال عام من انقلاب الجماعات الحوثية المسلحة على كل شيء في اليمن السعيد؛ الدولة والقيم والمعاني.

– منذ البداية والحوثية الجماعة المسلحة تحفر في الوعي وتستهدف الشخصية اليمنية لتقتل فيها روح التمرد الثوري  ومعاني الإبداع الحضاري من  خلال استهداف مؤسسات صناعة الوعي والمعرفة، مؤسسات التعليم العامة والخاصة من صعدة حتى الجنوب.

– لقد كانت جماعة الحوثي المسلحة واعية في انتقاء واختيار خصومها الذين تستفرد بهم وتوجه حرابًا انتقامية إلى صدورهم. خصوم مدنيون متسلحون بروح متمردة بالوعي ومستعصية بالمعرفة ينتمون إلى كافة أطياف وشرائح المجتمع اليمني بمختلف توجهاتهم من إصلاح إلى مؤتمر، صحفيون وناشطون.

– الوعي اليوم هو ميدان المعركة الحقيقية وسلاح الشعب في وجه الكهنوت المذهبي والظلال الأسري رفعه الشوكاني قديمًا والزبيري بالأمس وجيل سبتمبر وفبراير اليوم ليسقطوا طواغيت الأسر القاسمية والإمامية وأخيرًا الصالحية.

–  تقدم لنا هذه الصور المسربة عبر الفضاء الاجتماعي من اليمن من خلال عدسات  النشطاء المدنيين حديثًا موجعًا عن هذه المعركة غير المتكافئة وتشوهات خطيرة تستهدف وعي هذا المجتمع وحياته الاجتماعية والسياسية.

-الصورة الأولى؛ المدارس المفجرة حيث توثق الصور بقايا أطلال مدارس فجرتها المسيرة الحوثية في طريقة تمددها انتقامًا من وظيفتها التي كانت تقوم بها في الهضبة الشمالية، هضبة نشأت الحركة الحوثية حيث وظيفة تحرر العقل اليمني من الانقياد الأعمى لمقولات القداسة الكاذبة والخرافة المقدسة، حيث عملت هذه المدارس على إنتاج جيل متمرد على كل الماضي الكهنوتي الذي حرصت جماعة الحوثي على بقائه تحت وصايا الفكر الإمامي.

-الصورة الثانية؛ أطفال في عمر الزهور يتركون مدارسهم، المكان الطبيعي لتأهيلهم وإعدادهم للمستقبل وتحويلهم إلى وقود لمعركة داخلية من أجل تحقيق أهداف سيد الجماعة بحكم اليمن، وحشوا عقولهم ببقايا خرافات تاريخية وبذلك يقضون على الوعي المعرفي في عقول لبنات المستقبل ويضمنون استمرار سيطرتهم فترة أطول في ظل هذا العدوان على الطفولة وبراءتها وتحويلهم إلى جنود بلا وعي أو معرفة.

-الصورة الثالثة توثق لنا دور التكايا والزوايا الحوثية الظلامية في كهوف الجبال والمناطق النائية التي تعمل ليل نهار على غسل عقول الأطفال صغار السن والشباب، وتلقينهم خرافة الاصطفاء الإلهي لبيت سيدهم واختيار الله سيدهم ليقود معركة التحرر ورد العدوان وعملاءه ليحولوا لبنات المستقبل إلى قنابل موقوتة تجاهد أبناء مجتمعهم الكافرين بحسب زعمهم.

-الصورة الرابعة؛ صورة لغلاف قصة لأطفال ما قبل المدرسة تحمل عنوان (حسين بدر الحوثي) القرآن الناطق زعيم الجماعة الحوثية ومؤسسها بتحويله إلى قدوة واجبة الاتباع، فهو مؤيد من قبل الله يتم هذا ضمن مشروع تربوي. عملية تسعى لتدمير ممنهج ضمن مشروع كبير يهدف إلى تغييب العقل المسلم وإغراقه بالخرافة والدجل الذي يمنعه من الإبداع ويحوله إلى أداة طيعة سهلة الانقياد.

-الصورة الخامسة؛ طالبات إحدى المدارس في طابور الصباح وهن يحملن أسلحة البازوكا أو مجسمات لها، ويهتفن بالصرخة الحوثية إذ تحولت هذه المدارس إلى ثكنات لتكوين الفكر المليشاوتي العنيف فكرًا وممارسة، فبدلًا من تعليم بناتنا فن الرسم والموسيقى وتأهيلهن ليساهمن في رفد المجتمع والحياة المدنية، نجد المليشيات حولت المدارس إلى قناة لتغذية استمرار الصراع الطائفي ونقله إلى كل بيت، ما يهدد العلاقات الاجتماعية وشبكة العلاقة الاجتماعية.

-الصورة السادسة؛ أحرار في غياهب السجون وقصة امتهان الكرامة الإنسانية وإذلال لنمط الحياة، إذ كشفت التقارير الحقوقية أن 80% من المختطفين تم اختطافهم من أماكن أعمالهم أو من نقاط التفتيش واقتيدوا إلى أماكن بعضها مجهولة تقدم لنا الصور حكايات عن حالات تعذيب جسدي بشع حد الموت والشلل النصفي، وآخرون جعلت منهم المليشيات دروعًا بشرية في المواقع العسكرية فمن لم يمت بالقصف مات بالرعب. هكذا تحرص المليشيات على قتل ما تبقى من كرامة آدمية للأفراد وأسرهم التي تعاني الكثير من الضغط النفسي بسبب اختطاف أحد أفرادها.

-الصورة السابعة؛ اغتيال القيم والنخوة صورة النساء اليمنيات أقرباء المختطفين يحرقن ضفائرهن وغطاء شعرهن في أماكن عامة طمعًا في تحريك النخوة اليمنية كعرف قبلي وعار اجتماعي على من يرفض هذا الرجاء، ولكن لا حياة لمن تنادي في صورة تشعرك بحرص المليشيات على إحراق كل ما يمتلكه اليمنيون من معانٍ نبيلة وقيم عربية ما زالت تحفظ تماسكه وتنظم حياته في ظل غياب الدولة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل