المحتوى الرئيسى

مخيم "إيدوميني" جديد ينشأ على حدود صربيا والمجر

06/04 08:55

قد يكون طريق البلقان مغلقا رسميا، إلا أن هذا لا يمنع اللاجئين من محاولة الوصول إلى صربيا عبر مقدونيا وبلغاريا. ويصل يوميا إلى بلغراد 200 وحتى 300 شخص، غالبيتهم من أفغانستان وسوريا وباكستان وبعض الدول الإفريقية. وحسب منظمات إنسانية، فإن تدفق اللاجئين في "تزايد مستمر" في الأسابيع الأخيرة. وكثير من هذه المنظمات أعادت فتح مكاتبها في حدائق عامة بالقرب من محطة الحافلات الرئيسية، حيث يتجمع اللاجئون ويحاولون من هناك عبور الحدود المجرية أو ينتظرون مهربين لتهريبهم.

هناك، عند محطة الحافلات، توجد منطقة خضراء يطلق عليها اسم الحديقة السورية، وفي جهة مقابلة توجد الحديقة الأفغانية. وتتواجد الشرطة في المكان وتحاول منع اللاجئين من النوم على العشب أو نصب خيامهم. ومعظم اللاجئين يبيتون ليلهم في مركز للاجئين في "كرنياتشا" (Krnjača)، بالقرب من بلغراد.

وتوجد حافلتان تنقلان من يرغب إلى المركز خارج المدينة، حيث يحصلون هناك على مكان للنوم والطعام والاستحمام إضافة إلى خدمة "الواي فاي" (الانترنت اللاسلكي).

اللاجؤون يحاولون التأقلم مع الوضع لتسهيل أمور حياتهم قدر الإمكان

الياسين، شاب أفغاني عمره 26 عاما، لم يتمكن هو ورفاقه من ركوب آخر حافلة، وجلسوا يتشاورون فيما عليهم فعله خاصة وأنه لا يسمح لهم بالنوم في الحديقة، ولا يملكون المال الكافي للنوم في فندق. "وصلنا من بلغاريا قبل يومين، وسمعنا أنه يمكننا البقاء في وسط بلغراد بدون أن يطلب منا أحد رؤية أوراقنا الثبوتية، لذا قررنا المجيء إلى هنا. استرحنا في مأوى اللاجئين وأردنا مشاهدة المدينة. بلغراد جميلة وقضينا فيها وقتا ممتعا ونحن آسفون لأن آخر حافلة انطلقت بدوننا"، يقول الياسين لـDW.

الياسين ورفاقه، ومعظمهم دون سن الثامنة عشرة، غادروا قريتهم في أفغانستان، التي تسيطر عليها حركة طالبان وسافروا معا عبر إيران وتركيا وبلغاريا وصربيا وعبروا حدود هذه الدول بشكل غير مشروع.

وأوضح الياسين: "قريتنا هي معقل طالبان الأكثر تحصنا، ولم يكن لدينا خيار آخر سوى مغادرة وطننا بحثا عن حياة أفضل، وأن نتعلم ويتم احترامنا كبشر وأن نعمل لكي نساعد عائلاتنا. أعرف أنني لن أحقق هذا كله دفعة واحدة، لكنني سأحاول. ورحلتي هذه لن تكون صعبة مثلما هي الحياة في أفغانستان". وتابع اللاجئ الأفغاني إن رحلتهم ربما كانت ستكون أسهل لو تمكنوا من دفع أموال للمهربين وأضاف: "أخبرنا رجال في مأوى اللاجئين، أن المهربين يطلبون 1500 يورو لتهريب الشخص الواحد إلى الاتحاد الأوروبي. نحن لا نملك هذا المبلغ وعلينا إيجاد طريق خاص بنا، تماما كما فعلنا حتى الآن".

وفي أثناء الحديث مع الياسين جاء شاب وقطع الحديث قائلا إنه عثر على طريقة يصلون من خلالها إلى مخيم اللاجئين؛ فتحول الحزن على وجوه اللاجئين إلى ابتسامة، وقالوا لفريق DW: "إلى اللقاء"، ثم ساروا خلف ذلك الشاب.

يأمل لاجؤون كثيرون بعبور هذه الحدود إلى الاتحاد الأوروبي؛ بحثا عن حياة أفضل.

يعيش حوالي 1400 لاجئ في صربيا حاليا حسب بيانات مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ويحاول معظمهم الوصول إلى المجر بالحافلات أو بمساعدة المهربين. وبعد إقامة قصيرة في "سوبوتيتسا" (Subotica) ينتقل المهاجرون إلى "هورغوس" (Horgos)، حيث يوجد مخيم صغير، في منطقة لا يحرسها أحد. أكثر من 300 مهاجر قضوا عطلة نهاية الأسبوع الماضي في خيم مؤقتة جهزوها من البطاطين وفروع الأشجار على طول الحدود المجرية، شديدة التحصين، وينتظرون بفارغ الصبر العبور إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.

أحد هؤلاء هو محمود، 17 عاما، والذي جاء من أفغانستان برفقة 12 شخصاً من عائلته: "وصلنا إلى هنا قبل 20 يوما وما زلنا ننتظر الدخول إلى المجر. لا توجد إجراءات مشددة. والسلطات المجرية تسمح بالدخول لمجموعات صغيرة من 15 شخصا، غالبيتهم عائلات مع أطفال صغار. وهذا عدد قليل مقارنة بالمئات المتواجدين هنا".

إغلاق طريق البلقان. هذا ما قررته سلوفينيا وصربيا وكرواتيا، ليصبح أكثر من 10.000 لاجئ عالقين في إيدوميني بشمال اليونان. وتفيد تقديرات هيئة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن حوالي نصف مجموع سكان المخيم من الأطفال.

الفرار إلى أوروبا أصبح أكثر صعوبة. فحتى المواطنين السوريين المنحدرين من المناطق التي لا تسود فيها أعمال حربية واسعة في سوريا لم يعد يُسمح لهم بعبور الحدود. كما يُطلب من اللاجئين تقديم بطاقات هوية وأحيانا تأشيرة سفر إلى منطقة شينغين الأوروبية، الأمر الذي يعتبر مستحيلا بالنسبة إلى الجميع تقريبا.

أطفال بأعين مشرقة ترتسم على وجوههم الابتسامة: هذه اللحظات يمكن معايشتها عندما تظهر فرقة بهلوانيين من إسبانيا تسلي الأطفال الذين يحتشدون حولها في المخيم. وبفضل هذه الفرقة الفنية يبقى المزاج داخل المخيم مستقرا، لكن إلى متى؟ ففي كل يوم تقريبا يدعو سكان المخيم إلى مظاهرات احتجاجية.

لا توجد أي مدرسة ولا أي روضة للأطفال في المخيم. ويزداد يوميا خطر ظهور أمراض معدية بين الأطفال. هنا يبحث طفلان عن مكان للعب فوق فراش متآكل.

أحيانا يستقر اللاجئون بالقرب من خطوط السكك الحديدية التي تربط إيدوميني بمقدونيا. ويتكرر مشهد تسلق أطفال المخيم لعربات بعض القطارات، حيث يمكنهم ملامسة أسلاك كهربائية ذات ضغط عال، مما يؤدي إلى إصابات خطيرة في صفوفهم بسبب تعرضهم لصعقات كهربائية أو سقوطهم فوق الخطوط الحديدية.

يوجد حوالي 36.000 لاجئ في اليونان. مخيم إيدوميني ليس في الحقيقة سوى محطة عبور مؤقتة. لذلك لا يوجد في المخيم ممثلين للسلطات اليونانية أو الأوروبية. الثقل الأكبر تتحمله جمعيات خيرية خاصة ومنظمات مستقلة تحافظ تحت ظروف قاهرة على حد أدنى من ظروف الحياة.

الكثير من اللاجئين يتحلقون حول نار يشعلونها للتدفئة. وهم لا يتوفرون، إلا في حالات نادرة، على الخشب كما يُشاهد في الصورة. وفي الغالب يحرقون بقايا بلاستيكية تنشر غازات سامة في الهواء، وهو ما يعرض الأطفال تحديدا للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.

لم يبق للأطفال في مخيم إيدوميني من خيار سوى انتظار المساعدة. فدول الاتحاد الأوروبي أقرت برنامج مساعدة طارئة لتزويد اللاجئين في اليونان بالمؤن. هذه الحزمة من المعونات التي تشمل 700 مليون يورو تمتد حتى عام 2018. وقد خُصص لهذه السنة 300 مليون يورو. وتتوقع أثينا أن تكون مجبرة على تزويد نحو 100.000 من الأشخاص بالمؤونة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل