المحتوى الرئيسى

حكايات اليورو / كوبا (1): روك ستار في ملاعب الكرة

06/03 23:31

عندما سنسهر فجر الليلة حتى الثالثة والنصف صباحا، مغالبين النوم لمشاهدة افتتاح كوبا أمريكا بنسختها الاستثنائية على أراضي العم سام، ربما يشعر بعض أصحاب الذاكرة القوية بحنين لليالي مشابهة ومختلفة.

مشابهة في السهر حتى الصباح ترقبا للمساء الأمريكي لمشاهدة نجوم العالم يستعرضون في بلاد تطلق اسم كرة القدم على طابة بيضاوية تلعب باليد.

ومختلفة في أننا كنا ننتظر أمام شاشات صغيرة تنقصها الجودة، لسماع صوت خالد كامل معلق التلفزيون المصري لا الشوالي وكليف وكل حناجر بين سبورت الصارخة.

وقتها كنا لا نعرف عن الولايات المتحدة كرويا سوى أنها تلك الدولة التي تستضيف أكبر بطولة عالمية في رياضة لا تعرفها، وتخطط لتنظيم دوري محترفين لم تمتلكه إلا بعد كأس العالم بسنتين.

لكننا في ليلة أول مباراة لهم أمام سويسرا سيلفت نظرنا الكثير. سيلفت نظرنا المباراة المقامة في ملعب مُغطى لأول مرة في تاريخ كأس العالم.

سيلفت نظرنا طاقم ملابسهم أحد أكثر أطقم التسعينيات أناقة، بتصميم أديداس المستمد من ألوان العلم الأمريكي. سيلفت نظرنا الضربة الحرة التي سجل بها إريك وينالدا تعادلاً غير متوقع في مرمى ماركو باسكولو الحارس السويسري.

لكن ما سيبقى في الأذهان أكثر من كل هذا، ويتحول إلى أحد أهم علامات البطولة في الذاكرة، هو هذا المدافع المجنون ذو الشعر الأحمر واللحية الطويلة.

إنه يشبه الروك ستار. هيئته أقرب لمغنٍ منه للاعب كرة. والحقيقة أننا سنعرف من الصحافة لاحقاً أن أليكسي لالاس ابن المهاجر اليوناني بالفعل احترف الغناء قبل احتراف الكرة.

بل أنه لم يحترف الكرة أصلا إلا بعد كأس العالم عندما صار أول أمريكي في التاريخ يلعب لنادٍ إيطالي، فالولايات المتحدة كما قلنا لم تكن تمتلك دوريا للمحترفين ليلعب فيه.

لالاس امتلك منذ الجامعة فريقا لموسيقى الروك اسمه "ذا جيبسيز"، أصدر معه ألبومين غنائيين وأغنية واكبت كأس العالم، واستمر في الغناء معهم حتى بعد احترافه، لتكون المحطة الأبرز هي افتتاح فريقه لجولة "هوتي آنذ ذا بلو باند" الموسيقية عام 1996.

قائد دفاعي ذو مظهر لافت. يغضب ويتشاجر ويخرج لسانه عندما ترصده الكاميرا (لاحقاً سيباع لسانه مع باروكة وذقن كأدوات لتشجيع المنتخب الأمريكي). لاعب يمتلك شخصية وتصرفات نجم كانت الكرة تحتاجه لتصنع شعبيتها في بلده.

لم يحتج لالاس الكثير من الوقت ليصير نجم فريقه الأشهر، وتعلق صورته بذاكرة من تابعوا هذه البطولة حتى يومنا هذا.

بمعايير الإنجاز الكروي قد يكون لالاس لاعباً عاديا، أبرز إنجازاته فوزه على كولومبيا (التي ستلاقيها أمريكا ليلاً) أودى بحياة إسكوبار وهدف سجله مع بادوفا في مرمى انترميلان.

نرشح لك

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل