المحتوى الرئيسى

«شاطئ الموت» يحصد أرواح المواطنين بالإسكندرية وخدمة الإنقاذ «خارج الخدمة».. مظاهرات إلكترونية للضغط على الحكومة لإغلاق «مبتلع الأجساد» بعد كوارث الغرق المتكررة

06/03 16:39

"أغلقوا شاطئ النخيل"، حملة دشنها عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، للمطالبة بإغلاق الشاطئ الذي يقع في منطقة العجمي غرب الإسكندرية، وذلك بعد وقائع الغرق المتكررة التى شهدها الشاطئ حتى وصفوه بـ"شاطئ الموت".

وانطلقت الحملة على موقع "فيس بوك"، بعد غرق عبد الرحمن درغام، الطالب بكلية الهندسة بجامعة كينج مريوط، وحددت عصر اليوم الجمعة، لتدشين هاشتاج "أغلقوا شاطئ النخيل"، ودعت جميع المشاركين في الإيفينت بنشر الهاشتاج على صفحاتهم، في محاولة للضغط على الحكومة والمحافظة بإصدار قرار بإغلاق الشاطئ.

وتحولت مأساة غرق الطالب عبد الله ضرغام، طالب كلية الهندسة، إلى مظاهرة إلكترونية، نظمها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك"، للمطالبة بغلق شاطئ النخيل بمحافظة الإسكندرية، والذي شهد العديد من حوادث الغرق، وذلك من خلال وضع الحواجز بشكل هندسي خاطئ مما جعلها تخلق آبارا تحتها من خلال العديد من الفجوات التي تسبب الغرق.

وقال ياسر الكومي، مؤسس الحملة على فيس بوك، وأحد أصدقاء "ضرغام"، إنه على الرغم من وجود خدمة إنقاذ بالشاطئ إلا أنهم لم يسعوا لإنقاذ عبد الرحمن الذي يغرق أمامهم إلا بعد مرور نصف ساعة، وذلك عقب تدخل العديد من النساء القاطنين على الشاطئ بالرغم وجود لنش إنقاذ، ولكنها محاولاتهم جاءت دون جدوى، ولم نتمكن من إيجاد جثة صديقنا حتى اللحظة والذي غرق منذ 23 مايو الماضي.

وأضاف الكومي: تفاجأنا عقب تدشين المبادرة بغلق الشاطئ، أن هناك آلاف من المصيفين لقوا مصرعهم غرقًا فيه خلال 16 عاماً الماضية منذ تأسيسه، علاوة على تفاعل عدد كبير من المواطنين الذين لقي زويهم مصرعهم على الشاطئ مع الحملة، وشاركونا بالعديد من القصص والحكايات حول المبادرة.

وأكد الكومي، أن عمال وصحاب الشاطئ قالوا لأهل "عبد الرحمين"، أن هناك 32 شخص ماتوا غرقًا أثناء احتفالهم بشم النسيم، وأهاليهم لم يهللوا كل هذا التهليل.

وأوضح عبد الوهاب، صديق عبد الرحمين الذي كان يرافقه في رحلته للشاطئ، أنه توجه برفقه عبد الرحمين وأحد أصدقائه، لشاطئ النخيل للاستمتاع ببحر إسكندرية عقب الانتهاء من امتحانات الميد ترم، وأثناء تواجدنا في البحر جاءت موجه عاليه سحبتنا ناحية الصخور دون أن نشعر، بالرغم من أن المياه لم تتخطى بطوننا، وكان عامل الإنقاذ يقف على سلم المراقبة ولم يستجب لإشاراتنا.

وتابع" أن فرق الإنقاذ رفضت النزول للمياه خوفًا من انقلاب اللنش، وتحججوا بضياع المفتاح، وتجاهلوا بكاء ومحايلات أصدقائنا، ولم يتحركوا لإنقاذنا إلا بعد تعدي السيدات القاطنين على الشاطئ عليهم، ونجحوا في نقلي أنا وأحد زملائي للمشفى، ولم ينجحوا في إنقاذ عبد الرحمين"، مشيرًا إلى أن الغواصين ظلوا يبحثوا عن جثمان "عبد الرحمين" بماسكات دون أنبوبه أكسجين، وذلك وسط انتظار أهل عبد الرحمين الذين ما زالوا متواجدين على الشاطئ بانتظار جثمان ابنهم.

وفي ذات السياق، أكد محمد الخطاب، أحد المشاركين بالحملة، أن ما يحدث على الشاطئ يعرف بظاهرة "rip current" وهو التيار الساحب، حيث يتم السباحة باتجاه الصخور المرصوصة بشكل خاطئ، والتي تخلق الفجوات والفتحات عميقة بينها، ويتم سحب السباحين باتجاهها ليجدوا أنفسهم في منطقة غرق ولا يتمكنوا من إنقاذ أنفسهم.

وبحسب روايات المواطنين المشاركين في المبادرة، أن قمة تراجيديا شاطئ النخيل والمعروف "بشاطئ الموت"، بلغت غلى ذروتها عندما قام مروان طارق الغزالي، غطاس متطوع، بالغطس للبحث عن جثة "عبد الرحمن"، ليجد جثة أخرى، قائلًا " للأسف النهارده الجو كان وحش والمياه كانت متعكره، ومقدرناش نوصل لعبد الرحمن، بس الحمد لله قدرنا نوصل لجثة ثانية كانت غرقانه منذ 35 يوما".

وأضاف الغزالي، أنه نجح في تشكل فريق إنقاذ كامل بالمعدات ولانش إنقاذ سريع لتكثيف البحث عن جثمان "عبد الرحمن"، أو أي جثامين أخرى، يأتي ذلك وسط غياب تام من المسئولين عن الإنقاذ على الشاطئ.

وعلى صعيد متصل، قال أحمد علاء الدين، إن ابن عمته لقى حتفه بالشاطئ أما أنظار المنقذين الذين وقفوا يشاهدونه وهو يفقد حياته دون أي محاولات منهم لإنقاذه، علاوة على تجاهلهم صريخ النساء واستغاثات الرجال على الشاطئ، مطالبًا المسئولين بالتدخل لإنهاء حالة الإهمال التي أصبحت تستشري في كل مكان.

وأضافت بسنت أحمد، أنها فقدت أخوها وستة من أصدقائه بالشاطئ على مرآي جميع أعضاء فرق الإنقاذ الذين خافوا على أنفسهم، مشيرة إلى أن الموقف صعب جدا ولا يمكن وصف مدى بشاعة المكان الذي يلتهم شخص يلي الأخر دون رحمة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل