المحتوى الرئيسى

«داعش» يُبطل مفعول «معركة الرقة» عن بُعْد

06/03 00:26

مرّ الأسبوع الأول لمعركة تحرير الرقة المعلن عنها منذ 24 أيار الحالي.

أسبوع من الترويج وجذب الأنظار، بدت فيه الحملة الإعلامية المنظمة والمنسقة للمعركة مسبقاً، أشد وقعاً من القتال، الذي لن يتعدى مجموعة البلدات المترامية في الريف الشمالي.

الحملة الخامسة لـ «قوات سوريا الديموقراطية» على الأرض منذ إعلان تأسيسها في 10 تشرين الأول الماضي، والتي تغطيها جواً مقاتلات وطائرات استطلاع أميركية تتبع للتحالف الدولي، أنجزت حتى اليوم السيطرة على 10 قرى صغيرة ومزارع عدة هي الخطوط الدفاعية الأكثر تقدماً والأقل تحصيناً لتنظيم «داعش».

ويقول العقيد السابق في الجيش السوري المتحدث باسم «قوات سوريا الديموقراطية» طلال سلو، لـ «السفير»، إن «ما يجري الآن هو حملة عسكرية على نطاق محدود، الغاية منها فقط الريف الشمالي للمحافظة».

وعلى خلاف ما كان متوقعاً، لم تتمكن «قوات سوريا الديموقراطية» حتى الآن من كسر دفاعات «داعش» في بلدة الهيشة (55 كيلومتراً شمال الرقة) الأكثر أهمية للقوات المتقدّمة من أقصى الشمال. وسرت شائعات كثيرة حول انتقال الاشتباكات إلى داخل هذه القرية. «داعش» يقول إن التحالف يغير على مقارّه في الهيشة، ومواقع كردية نشرت أخباراً عن قصف التنظيم لها بالمدافع. وعلى الأرض لا يبدو الحشد العسكري على قدر معركة بحجم حصار «داعش» في «عاصمته» الأولى.

على المقلب الآخر في حلب، نجح «داعش» بفرملة المعركة وإبطال مفعولها عن بُعد، عبر التحرك إلى مارع، في محاولة منه للحد من النفوذ الكردي غرب الفرات، ومجاورة القرى الكردية وخنقها بين عدوين، «داعش» والفصائل السورية المسلحة، وقطع طرق الاتصال بين مناطق الإدارة الذاتية في كل من عفرين وعين العرب (كوباني).

وتقول مصادر كردية من «وحدات حماية الشعب» إن معركة الرقة فُرضت على الأكراد من قبل الأميركيين، ما اقتضى بطبيعة الحال تأجيل فتح أية معركة أخرى. جهود أميركية بذلت على مدى أسابيع، وزيارات لم تعُد سرية لجنرالات عسكريين كبار لإقناع الأكراد بخوض المعركة براً، قابلتها ضمانات بتأمين غطاء جوي كثيف يسهل المعارك، ووعود بضم الرقة والمناطق المحررة إلى الإدارة الذاتية، والاعتراف بالفدرالية التي أعلنها «الاتحاد الديموقراطي» الكردي، ومن ثم فتح ممثلية للأكراد في واشنطن، بعدما خطت موسكو هذه الخطوة، وتبعتها باريس مؤخراً، خطوة من شأنها احتكار الورقة الكردية وسحبها بخفة من أيدي الروس.

شبه الإجبار الأميركي للأكراد لبدء معركة حصار «داعش» في الرقة، واكتساح ريفها الشمالي من جهة، وزحف التنظيم السريع شمال حلب، وتحرّك أنقرة، التي تحاول هي الأخرى اللعب بورقة «داعش»، خلط الأوراق الكردية وعقّد ترتيب الأولويات.

ويحاول الأكراد وقف توسّع «داعش» شمال حلب، ومن الخلف قرار أميركي ملزم للأكراد بوجوب القتال في الرقة، التي لا تعني شيئاً من الناحية الجغرافية لقيام الكيان الكردي ووصل مناطق النفوذ، كما لا حاضنة شعبية فيها ترحّب بالأكراد. وكلفت المعارك «القوات الديموقراطية» حتى اليوم 74 قتيلاً، من دون أن يكون لها مكاسب حقيقية تستحق التضحية بهم.

يقول سلو «هناك رابط وثيق بين تحرّك داعش في ريف حلب الشمالي والتوغل التركي الأخير الجمعة الماضي، بدخول قرية حمام التابعة لناحية جنديرس. تسعى أنقرة لجرنا إلى صراعات جانبية، وحرف النظر عن أي معركة قد تزيد نفوذ الأكراد على حدودها الجنوبية».

حتى اقتطاع الرقة لن يكون سهلاً، يقول سلو، رداً على سؤال عن إمكانية ضم الرقة إلى الإقليم الانفصالي، مضيفاً «نعتبر كل التصريحات التي تحدثت عن ذلك سابقة لأوانها. نحن نسعى لنظام فدرالي يشمل أماكن وجود قوات سوريا الديموقراطية والمناطق المحرّرة، التي من الممكن أن تكون الرقة بينها، لكن ذلك سيحدث بعد التفاوض مع النظام وموافقة أبناء المحافظة».

وإذ يرفض المتحدّث باسم «قسد» الحديث عن سحب الأخيرة عناصر وعتاداً من شمال الرقة وعين عيسى باتجاه منبج ومعاقل «داعش» بريف حلب الشرقي، يوضح أنه تمّ الزج بما بين 10 و15 ألف مقاتل من «قوات سوريا الديموقراطية» لخوض معركة الرقة، ويقاتل في صفوف هؤلاء كل من «لواء أحرار الرقة» و «لواء التحرير» المشكلين من أبناء المحافظة. ورغم أن حصة الأسد في القوات هي للمكوّن الكردي، إلا أنها تضم أيضاً تركماناً وسرياناً وأشوريين وعرباً، و «هناك وافدون من دول عدة، مثل ألمانيا وكندا، تطوعوا من دون مقابل لقتال الإرهاب».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل