المحتوى الرئيسى

شاهندة مقلد.. مناضلة تجاوزت هدى شعراوي

06/02 23:41

رحلت مساء اليوم الأربعاء، الكاتبة والناشطة السياسية شاهندة مقلد، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، عن عمر يناهز 78 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

هربت من منزل أسرتها بعد أن اعترضت أمها على زواجها من صلاح حسين، السياسي اليساري، الذي قتلته عائلة الفقي في السيتينات، "وفقا لمقولتها".

شهدت ضد زوجها بالإقطاع أثناء تحقيقات النيابة معها، حول ثورتها ضد الإقطاع سنة 1959، لأنها لا تحب الكذب، وعندما عرضت عليها المحافظة أن تسمى قرية كمشيش باسم زوجها رفضت لأنها ترى أن كشميش بلد النضال والحرية والوقوف في وجه الإقطاع، وغير جائز أن تنتسب إلى فرد مهما كان تاريخه ومواقفه.

تحملت طوال الصبر والجلد، ومنذ شهور قليلة اختفى ابنها في روسيا، وتم العثور عليه في شهر ديسمبر الماضي مقتولا، ورغم ذلك ظلت شاهندة المرأة القوية الصبورة التي لا تهزمها الشدائد.

تأثرت شاهندة بالطابع الاشتراكي والماركسي منذ صغرها، فحدث التحول الفكرى الأول لها، بالرغم من إنها لم تكمل درستها فكانت حاصلة على الشهادة الإعدادية فقط، وتمكنت من إحداث تغيير فى مجتمعنا من حيث الفكر، فهي مختلفه عن معظم النساء المطالبات بتحرر المرأة ومساواتها بالرجل، مثل، درية شفيق وهدى شعراوي ونوال السعداوي، ويتجلى الفرق الجوهري في أمر أساسي وهو أنها أوقفت حياتها كلها على الفلاحين ودافعت عن حقوقهم وتعرضت للاعتقال والسجن والنفي داخل مصر، واضطرت إلى الاختفاء والعمل السري، بالرغم من أنها تنتمي إلى الطبقة الوسطى الميسورة ماديا.

ولدت مقلد في قرية كمشيش بمحافظة المنوفية، واجتازت مشوار طويل بدأته من قريتها التى كانت تحت نير الإقطاع وكفاحها مع زوجها صلاح حسين ثم استكملت حياتها بمفردها منذ عام 1996 عندما تم باغتياله.

في عام 2006 إصدارت كتابها "من أوراق شاهندة مقلد"، وأقامت عائلة الفقي دعوى قضائية أخرى ضدها بتهمة السب والقذف، وحصلت العائلة على حكم نهائي بتعويض قدره 10 آلاف جنيه، ورصدت في كتابها عالما عاشت كل لحظة فيه بحلوه ومره، بدءا من طفولتها السعيدة والتعيسة في آن واحد، حينما ولدت 1938 لأب ضابط شرطة وطني، ذي ميول وفدية دفع ثمنها نفيا، وكيف قضت الفترة الأولى من طفولتها، وهي لم تستقر في مكان لعام واحد، من أسوان إلى الفيوم إلى قنا وإلى أسيوط.

كما حكت عن صلاح حسين، ابن عمها، الذي تزوجها فيما بعد، وكيف ترك بلدته في 1948 رغم أنه طفل صغير وكيف تسلل للحرب في فلسطين، وفي نفس العام تسمع من عائلتها عن عائلة الفقي وأنها تغتصب أرض الفلاحين وتحرق زراعتهم وبيوتهم، فتسأل والدها في براءة الأطفال: "هي عيلة الفقي دي من إسرائيل يا بابا؟".

شهدت شاهندة علي أحداث إعلان ثورة 1952، والبرقية التي أرسلها والدها إلى قيادة الثورة بالتأييد مما ترتب عليه نقله إلى مديرية أمن أسيوط، فيقدم استقالة مسببة، مبينا فيها أن الدوافع إلى نقله هي علاقة أسرة الفقي بأنور السادات، وبعض كبار الضباط بوزارة الداخلية، فيعدل النقل إلى مديرية أمن بنى سويف، إلى أن تقبض عائلة الفقي- كما تحكى الكاتبة- على صلاح ومجموعة من الطلبة ويوضعون في السجن الخاص بالعائلة.

وفي مارس 1954 يزور السادات كشميش ويعتقل مجموعة من الفلاحين، ما يدفع والدها إلى إرسال برقية لقيادة الثورة، قال فيها: "إما أن تفرجوا عن المعتقلين أو تعتقلوني معهم"، وهو الأمر الذي أدى إلى عقد صلح مؤقت مع عائلة الفقي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل