المحتوى الرئيسى

هل الأرق مشكلة ليلية فقط؟

06/02 09:37

لدى أغلبنا بعض التجارب المباشرة مع أعراض الأرق. أحيانا تجد صعوبة في النوم أو تستيقظ بشكل متكرر خلال الليل. ربما هناك بعض الأيام التي تستيقظ فيها مبكرا دون القدرة على العودة للنوم، أو تستيقظ شاعرا بالإنهاك قبل أن تبدأ يومك حتى.

أغلب الناس يفكرون في الأرق كاضطراب ليلي. واعتقد العلماء لوقت طويل بأن الأرق مشابه لاضطراب الكوابيس في أثره على الصحة، الإنتاجية والسلامة. ولكن هذا تغير، حيت تشير الأبحاث الجديد إلى أن الأرق ليس شيئا يحدث ليلًا فقط لكنه يؤثر على الليل والصباح كليا.

في حالة تأهب صباحًا وليلًا

أظهرت أبحاث حديثة أن بعض الخصائص الفسيولوجية للأرق، خصائص معروفة بالفعل وجودها ليلًا وأثناء النوم، كما أنها حاضرة أيضاً خلال ساعات اليقظة. يشارك البحث في تغيير النظرة التي ينظر بها المتخصصون إلى الأرق. خاصة محاولة فهم اضطراب النوم لـ24 ساعة، حيث ينتبه العلماء بشكل متزايد لفسيولوجية الأرق.

فريق من الباحثين من هولندا، ألمانيا وسويسرا، تحققوا من نشاط المخ للأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم خلال حالات اليقظة والراحة. تضمنت تلك الدراسة 94 مشاركا، أغلبهم إناث، بأعمار تتراوح بين 21 و70 عاماً. كان لدى جميعهن اضطراب الأرق، وتم إجراء مسح لمشاركات لاستبعاد أي أمراض أخرى، منها اضطرابات النوم الأخرى، بالإضافة للحالات العصبية والنفسية.

قاس العلماء نشاط المخ أثناء الاستيقاظ لكن في حالات الاسترخاء، سواء كانت أعين المشاركين مفتوحة أو مغلقة، مقارنة بمجموعة تجريبية دون أرق، فأظهر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم مستويات أعلى من الإثارة، وفقاً لقياس نشاط موجات المخ. وأظهر الأشخاص الذين يعانون من الأرق نشاط موجة ألفا أقل قوة ونشاط موجة بيتا أكثر قوة.

بأعين مغلقة، الأشخاص الذين يعانون من الأرق أظهروا قوة أقل في موجة ألفا على الأقل في منطقتين مختلفتين من المخ، في الفص الأمامي والصدغي.

يعد نشاط موجة بيتا في المخ علامة على النشاط العصبي أو الإثارة. موجات المخ تلك متصلة بالانخراط الذهني والإدراكي للتأهب واليقظة. أشارت نشاطات موجات بيتا إلى مخ منتبه ومتأهب، ومنخرط. بينما تشير موجات ألفا لغياب الإثارة، وأن المخ  يكون أكثر ملاحظة عند الراحة.

هل المزيد من القلق يعني المزيد من أدوية النوم؟

في دراسة حديثة تحقق في مساعدات النوم الموصوفة والمستخدمة بين الأشخاص الذين يعانون من الأرق. وجد العلماء بجامعة ميتشجن أدلة على تزايد يقظة القلق والتأهب بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم. تضمنت الدراسة 649 بالغا، أغلبهم من النساء، ممن شخصوا جميعهم باضطراب الأرق. جمع الباحثون البيانات بشأن اضطرابات النوم، اليقظة أثناء النهار، الاكتئاب والتوتر، بالإضافة لاستخدام الوصفات الطبية المساعدة على النوم.

حوالي 20% من المصابين بالأرق كانوا يستخدمون وصفات طبية للمساعدة على النوم في بداية الدراسة، وأغلب هؤلاء الأشخاص، 69.4%، استمروا في استخدام أدوية النوم بعد عام. في الواقع، التأهب صباحا والتوتر كانا المتنبّئين الوحيدين لاستخدام الأدوية المساعدة على النوم التي عرفها العلماء.

لم تكن تلك الأدوية فعالة بشكل خاص في التقليل من الأرق. المصابون بالأرق ممن استخدموا الأدوية المساعدة على النوم لم يظهروا أي تحسن واضح في نومهم، مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من الأرق ممن لم يتناولوا أدوية للنوم.

فرط التيقظ المرتبط بالأرق يبدأ في وقت باكر

هناك أيضا أدلة لوجود فرط يقظة حاضرا لـ24 ساعة وهو مرتبط بوجود الأرق في المخ في وقت مبكر مثل سنوات المراهقة. الباحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا درسوا نشاط موجات بيتا بين مجموعة من 44 مراهقا، بعضهم يعاني من الأرق وبعضم لا يعاني. وجدوا موجات بيتا أكبر بين المراهقين ممن يعانوا من الأرق، عندما كان المراهقون نائمين، وأيضا في أثناء يقظتهم.

أحد التفاصيل المثير للاهتمام من الدراسة أن المراهقين المصابين بالأرق ممن اختبروا فترات نوم قصيرة؛ وممن ناموا أقل من الفترة الطبيعية، أظهرو أعلى درجات فرط اليقظة أثناء النوم واليقظة، أكثر من المراهقين المصابين بالأرق ممن كانت لديهم فترة نوم طبيعية.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل