المحتوى الرئيسى

روايات غير مكتملة.. أعمال أدبية رأت النور بعد موت أصحابها وحازت شهرة عالمية

06/01 19:19

بعضهم دخل حال اكتئاب فأحرق معظم أعماله، كما فعل التشيكي فرانز كافكا خلال فترة إقامته في برلين، وبعضهم الآخر عُثر على مخطوطات لأعمال غير منشورة بعد وفاتهم، وآخرون ماتوا ولم يكملوا مشروعاً بدأوه.

روايات لكتّاب عالمينن رأت النور بطريقة أو بأخرى بعد وفاتهم، فبعضها صارَ أيقونةً في الأدب العالمي، رغم أنهم ماتوا قبل إتمام فصولها!

فيما يلي قائمة بأبرز الأعمال الأدبية غير المكتملة التي حازت شهرةً واسعةً بعد موت أصحابها:

البحث عن الزمن المفقود (مارسيل بروست)

هي رواية مطولة ضخمة من 7 أجزاء ألفها الكاتب الفرنسي مارسيل بروست. يحاول الكاتب فيها إعادة سرد ماضيه بدقة تعطي للذكرى من الواقعية أكثر مما كان للأحداث نفسها. ألفها ما بين عامي 1905 و1910.

تتوزع الرواية على 4300 صفحه في 7 أجزاء، وتحتوي على مليون ونصف المليون كلمة وعدد شخصيات الرواية أكثر من 2000 شخصية.

ورغم أن بروست مات دون أن يتمكن من إنجاز النسخة النهائية من الرواية وتركها على شكل مسودات راجعها أخوه روبرت ونشرها بعد وفاته.

بدأ المترجم السوري إلياس بديوي، ترجمة هذا العمل الروائي الكبير منذ ثمانينات القرن الماضي، وأصدر منه ثلاثة مجلدات (الثاني والثالث والرابع)، وتوفي قبل أن يتمها أيضاً.

اعترافات المحتال فيليكس كرول (توماس مان)

رواية غير مكتملة من تأليف الروائي الألماني توماس مان، نُشرت للمرة الأولى في العام 1954.

حاكى فيها مان بسخرية السيرة الذاتية لغوته بعنوان "من حياتي: الشعر والحقيقة".

في الأصل شخصية فيليكس كرول ظهرت في قصة قصيرة كتبها في العام 1911، ولم تنشر حتى العام 1936 في كتابه "قصص ثلاثة عقود”، جنباً إلى جنب مع 23 قصة أخرى مكتوبة من العام 1896 حتى 1929 العام الذي حصل فيه على جائزة نوبل.

في وقت لاحق وسّع الكاتب القصة واستطاع أن ينهي وينشر جزءاً منها، إلا أنه لم يستطع إكمالها بسبب وفاته في 1955، فظلت غير مكتملة.

هي رواية قصيرة بقلم الكاتب الأميركي هرمان ملفيل، ونشرت بعد وفاته في لندن في العام 1924.

بدأ ميلفيل كتابة الرواية في نوفمبر/تشرين الثاني 1888، ولكنها ظلت غير منتهية بعد وفاته في العام 1891. أشاد بها النقاد البريطانيون بوصفها تحفة عندما نشرت في لندن، أصبحت من الأعمال المهمة في الأدب الأميركي.

اكتشفت الرواية على شكل مخطوطة من قبل رايموند ويفر، والذي كان يدرس أوراق ميلفيل وهو يحضر لكتابة سيرة عنه.

تم اقتباس الرواية إلى مسرحية في العام 1951، حيث ربحت جائزة دونالدسون وجائزة النقاد الخارجيين لأفضل مسرحية. اقتبس بنجامين بريتن الرواية إلى أوبرا بنفس الاسم وعرضت في العام 1951.

اقتبست الرواية إلى السينما أيضاً في العام 1962، من إنتاج وإخراج بيتر اوستينوف، الذي شارك في الكتابة والتمثيل، وكان دور البطولة للمثل الشاب تيرينس ستامب الذي ترشح للأوسكار في الدور الذي كان الأول له.

لغز ادوين درود (تشارلز ديكنز)

هي آخر روايات الكاتب الإنكليزي تشارلز ديكنز. لم تكتمل الرواية بسبب وفاة ديكنز في العام 1870، وظلت النهاية التي وضعها الكاتب مجهولة حيث يختفي البطل في ظروف غامضة.

تدور أحداث القصة في مدينة كلويسترهام، وهي مبنية على مدينة روتشستر. رغم أن الرواية مسماة على شخصية ادوين درود، فإن القصة تركز على خاله، قائد جوقة الكنيسة ومدمن الأفيون، جون جاسبر، الذي يقع في حب تلميذته.

رواية غير مكتملة من تأليف الكاتب الألماني فريدرش شيلر. تدور حول جمعية يسوعية سرية تحاول أن تحول أمير ألماني بروتستانتي إلى الكاثوليكية.

ظهرت الرواية للمرة الأولى مجزأة في مجلة شيلر "تاليا" (Thalia) في الفترة من العام 1787 وحتى 1789. وجذبت القراء بعناصر عدة مثل استحضار الأرواح والروحانية والمؤامرات.

نشرت الرواية للمرة الثانية لاحقاً على شكل ثلاثة مجلدات، ومع ذلك فقد كانت غير مكتملة، واستقطبت جمهوراً فاق جمهور أي عمل آخر لشيلر في أثناء فترة حياته.

تمر الرواية على فلسفة دينية وتاريخية تظهر فلسفة شيلر التنويرية مع نقده للدين والمجتمع. بسبب تكوين الرواية البطيء وكراهية شيلر لهذا الأسلوب الأدبي فلم يخطط لإنهاء الرواية من البداية، وبسبب ذلك فإن بنية الرواية ليست موحده في جميع مقاطعها وتتراوح بين النثر الخطابي إلى النثر المسرحي والحوارات.

ماريا أو مظالم النساء، هي عمل روائي غير مكتمل للكاتبة البريطانية ماري وولستونكرافت، تكملة لعملها ذي الطابع الفلسفي السياسي الثوري دفاعاً عن حقوق المرأة التي نشرته في العام 1792.

تتناول قصة امرأة حجزت في مستشفى الأمراض العقلية بسبب زوجها. وتركز على المظالم التي تعاني منها المرأة، على الصعيد الاجتماعي أكثر مما تعانيه على الصعيد الفردي.

تنتقد الكاتبة في سطور الرواية ما يعتبر مؤسسة للزواج في بريطانيا العظمى في القرن الـ 18، وبالمثل النظام القانوني الذي يحميه.

قام زوجها ويليام غودوين بنشر الرواية في العام 1798 بعد وفاة مؤلفتها بعام، ويعد العمل الأكثر نسوية للكاتبة بشكل جذري.

مجموعة القصص غير المكتملة لفرانز كافكا

يعد الكاتب التشيكي فرانز كافكا من أكثر الكتّاب الذين نُشر لهم أعمال غير مكتملة، فكافكا كان يكتب بالألمانية، ويعد رائد الكتابة الكابوسية وأحد أفضل أدباء الألمان في فن الرواية والقصة القصيرة.

لم ينهِ كافكا أياً من رواياته بما فيها الثلاث الشهيرة، وأحرق ما يقارب 90 بالمئة من أعماله.

بعد وفاته عثر صديقه ماكس برود على قصاصة كتبها كافكا، في ساعة يأس ومعاناة من مرض السل، يرجوه فيها "رجاءً أخيراً" بأن يحرق كافة مخطوطاته غير المنشورة، وذلك لأنها غير مكتملة.

لكن لحسن الحظ لم ينفّذ برود وصية صديقه ونُشرت كلّها ضمن مجموعة "القصص غير المكتملة لفرانز كافكا"، وهذه أبرزها:

الرواية الأولى من تأليف كافكا، وتعرف أيضاً بعنوان "الرجل الذي اختفى"، كتبها من 1911 وحتى 1914، وظهرت الطبعة الأولى منها بعد وفاته في العام 1927، على خلاف رغبته.

الرواية تتضمن الكثير من التفاصيل عن تجارب أقاربه في أمريكا، وفي الحوارات كان دائماً ما يشير كافكا إلى كتابه هذا على أنه "روايته الأميركية".

أطلق عليها كافكا أيضاً اسم “الوقاد”، وهو العنوان ذاته للفصل الأول من الرواية والذي ظهر منفصلاً في العام 1913 كقصة قصيرة بنفس العنوان. لكن قبل وفاته كان يعمل على الرواية تحت عنوان "الرجل الذي اختفى".

انقطع كافكا عن كتابة الرواية غير المكتملة في فصل "مسرح أوكلاهوما الطبيعي"، وأخبر برود أن ذلك الفصل كان من المفترض أن يكون الأخير.

قام رفيق حياته ماكس برود بتجميع المخطوطة غير المكتملة، ونشرها تحت عنوان "أميركا" (Amerika)، ومنح المخطوطة لجامعة أوكسفورد.

تعالج اغتراب الفرد، البيروقراطية وإحباط الإنسان المستمر من جراء محاولاته مقاومة النظام.

توفي كافكا قبل أن ينهي الرواية أيضاً، لكنه اقترح أن تنتهي القصة بموت مسّاح الأراضي في القرية وتعلمه على فراش موته أن القلعة "مطلبه بالحياة في القرية ليس مقبولاً لكن نظراً للظروف الخاصة فإنها ستسمح له بالعيش والعمل فيها".

نشرت الرواية بعد موت كافكا على يد صديقه ماكس برود في العام 1926.

رواية من تأليف كافكا أيضاً عن شخصية تحمل اسم (جوزيف ك) الذي يستيقظ ذات صباح ولأسباب لا تذكرها الرواية يتم اعتقاله ومقاضاته على جريمة لم تحددها الرواية.

بحسب صديق كافكا ماكس برود فإن كافكا لم ينهِ الرواية وطلب في وصيته أن يتم تدميرها.

بعد موته خالف برود إرادة كافكا وقام بتحرير المخطوطة إلى ما رآه رواية مفهومة ونشرها في العام 1925.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل