المحتوى الرئيسى

ليبرمان المتطرف «يتجمل ويكذب معًا».. وزير الدفاع الإسرائيلي: «نرحب بقيام دولة فلسطينية».. ومراقبون: «تل أبيب ‏تتبع سياسة المراوغة وتوزيع الأدوار»

06/01 16:28

"قيام دولة فلسطين".. حلم ظل يراود العرب طيلة 86 عامًا، تعاقبت خلالها الحكومات الإسرائيلية، وتعددت مبادرات السلام، ورغم ذلك لم يجن الشعب الفلسطيني سوى مزيدًا من ‏الانتهاك والهوان، تخللها من حين لآخر وعود براقة لمسؤلي الاحتلال الصهيوني بتنفيذ هذا ‏الحلم.‏

‏"أفيغدور‎ ‎ليبرمان" وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي صدق الكنيست، أمس الثلاثاء، على قرار تعيينه في هذا ‏المنصب، أعلن تأييده لقيام دولة فلسطينية، وترحيبه ببعض العناصر الإيجابية التي حوتها مبادرة السلام ‏العربية.‏

عُرف ليبرمان بتبنيه خطابًا معاديًا للفلسطينيين، وذلك لسنوات طويلة، ألا أنه منذ نيل ثقة الكنيست، يسعى ‏إلى طمأنة المتخوفين من نهجه المعادي للفلسطينيين، مؤكدًا في خطاب مقتضب تأييده حل النزاع ‏الإسرائيلي الفلسطيني على أساس مبدأ دولتين لشعبين.‏

كما وجه وزير دفاع الكيان الصهيوني، تحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، واصفًا التصريح الذي أدلى به ‏الأخير، بأنه غاية في الأهمية، وأوجد فرصة حقيقية يتعين على تل أبيب اغتنامها وتلقفها.‏

وكان الرئيس السيسي أكد قبل إسبوعين، في خطاب له، أن الفلسطينيين والإسرائيليين أمام فرصة حقيقية، ‏لحل النزاع، وأن السلام الدائم بينهما كفيل بتحسين العلاقات بين مصر وإسرائيل، مؤكدًا استعداد القاهرة ‏لبذل كل الجهود التي تساهم في إيجاد حل لهذه المشكلة.‏

التحويل المفاجىء في سياسة ليبرمان نحو الفلسطينيين، أرجعه خبراء الشأن السياسي إلى خطة "توزيع ‏الأدوار" التي تتبعها تل أبيب منذ احتلال فلسطين، معتبرين تصريحه مجرد مراوغة جديدة وكلام مُعتاد، ‏وليس اتجاهًا جديدًا من الكيان الصهيوني نحو القضية الفلسطينية.‏

الدكتور محمد أبو غدير، رئيس قسم الإسرائيليات بجامعة الأزهر، رأى أن ليبرمان أعلن ترحيبه فقط، ولكن ‏لم يعلن عن آليات تنفيذه لهذا الترحيب، مشيرًا إلى أن فلسطين دخلت في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي ‏منذ عام 1948، ولم تجن سوى هذه التصريحات والوعود.‏

ولفت إلى أن تل أبيب إذا كان لديها نية لقيام دولة فلسطينية، لمَ قامت بتعيين ليبرمان وزيرًا للدفاع؟، وهو ‏المعروف بمعادته للشعب الفلسطيني، وسياسته تتلخص في محاولة ترسيخ وجود دولة إسرائيلية على ‏أراضي فلسطين وليس العكس.‏

وأشار إلى أن إسرائيل تسير بخطى ثابتة، وخطة مُبرمجة نحو هذا الهدف، وسياستها تعتمد على عدم ‏الاعتراف بفلسطين كدولة، وألا فلم تعمل على محو معالم القدس؟، موضحًا أن ما تقوله بعيدًا عن هذا ‏الهدف، مجرد كلام إنشاء لا يغني ولا يثمن من جوع.‏

وتابع، أن تصريح ليبرمان هو ردًا على مبادرة الرئيس السيسي، لأن إسرائيل أعلنت بعدها عن ترحيبها ‏بالتفاوض ولكن بدون شروط أو تحديد وقت زمني، وهو نفس الأسلوب الذي اتبعته في اتفاقية أوسلو عام ‏‏1993، ولم يجن منها الشعب الفلسطيني شيئًا.‏

وأوضح، أن مصر تعتبر الدول العربية الوحيدة التي لازالت تحتفظ بقوتها، لذلك ترفض إسرائيل كل ‏مبادرة تخرج منها، ويعتبرون العرب قطيع لا يقرر ولا يفهم، لذلك يضعون خططهم والنهج الذي ‏سيسرون عليه حتى عام 2020 دون اعتبار للعرب.‏

وأتفق معه الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مؤكدًا ‏أن إسرائيل لا تريد وجود للدولة الفلسطينية، ويستحيل أن يقبل ليبرمان بوجودها، لأنه يمحي الوجود ‏الإسرائيلي على أرضها ولا يعيطه شرعية مزعومة.‏

ولفت إلى أن ليبرمان لم يحدد مفهوم الدولة التي يرحب بقيامها، فهل هي دولة واضحة المعالم ولديها آليات ‏محددة، بأرض وشعب وحكومة وبرلمان وجيش وشرطة؟، أم دولة فلسطينية برعاية وسلطة إسرائيلية؟، ‏مشيرًا إلى أن مفهوم الدولة مطاط وله معان كثيرة.‏

وأوضح أن التصريح لا يخرج عن نطاق المراوغة، واستخدام سياسة توزيع الأدوار الذي اعتادت عليه تل ‏أبيب منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، بغرض كسب مزيدًا من الوقت، والدخول في مفاوضات تصل ‏إلى سنوات، يخرج من خلالها الشعب الفلسطيني صفر اليدين.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل