شقيقة محمد سوري عضو «أطفال شوارع» تكتب: افتكروا صناع البهجة المسجونين

رمضان على الأبواب، وإخوانتا وأصحابنا مسجونين، وأحنا عاجزين عن حمايتهم، ورفع الظلم عنهم، لكن في النهاية أبسط حاجة نقدر نقدمها لهم أننا نذكرهم ونكلم الناس عنهم وعن أحلامهم وحياتهم وأبداعهم.

فرقة "أطفال شوارع" مجموعة من الشباب المبدعين، قرروا في الفترة الأخيرة يصعنوا البهجة ويضحكوا الناس عن طريق تصوير مجموعة من الفيديوهات ورفعها على اليوتيوب والفيس بوك، فكانت النتيجة أنهم أتقبض عليهم  وتم التحقيق معاهم بدعوى إنهم "قاموا بتصوير فيديوهات مسيئة للمؤسسات الدولة, و قاموا من خلال هذه الفيديوهات بالتحريض ضد مؤسسات الدولة و التحريض على قلب نظام الحكم"، على حد تعبير النيابة.

ناس كتير متعرفش هما مين "أطفال شوارع"؟ بيعملو إيه في حياتهم, بيفكروا إزاي, مين هما الفنانين دول؟ في سلسلة "إعرفوهم" اللي هتتنشر على حلقات, هانحاول نعرّف الناس بيهم واحد واحد.

السوري عازف الكلارنيت وصانع البهجة

محمد دسوقي، أو "محمد السوري" وهو الإسم الذي إتشهر به، السوري شاب عنده 23 سنة، بدء يهتم بالفن قبل ما يدخل كلية التربية النوعية جامعة عين شمس قسم " موسيقى"، ويتخصص في العزف على  آلة الكلارنيت، أسس هو وأحد إصدقاءه في مرحلة الثانوي مشروع بعنوان "فرحني" هدف المشروع الأساسي كان رسم الضحكة على وشوش الأطفال الصغريين في المناطق الشعبية, فكان سوري و إصدقاءه بيشتروا ألوان وإسكتشات على حسابهم وينزلوا الحضانات في المناطق الشعبية الفقيرة و يبتدوا الرسم و اللعب مع الأطفال.

إهتمام سوري بالأطفال خصوصا في المناطق العشوائية وصلّه إنه يشترك في المشروع الإجتماعي "آرت اللوا" ومن خلاله بدأ يعمل ورش مزيكا وعروض مسرحية، فأخرج عدد من العروض في الفترة من 2010 و حتى 2012 إلي جانب الورش دي منها " تجريدي , خروج و عنتره بن شداد " اللي أعاد إخراجه و إشترك بيه في مهرجان آفاق للمسرح 2014.

سوري من الناس المهتمة والعاشقة لمسرح الشارع  القائم بالأساس على التفاعل مع الجمهور بكل حرية وأرتجال، والذي يحول الجمهور من مجرد متلقي سلبي لجزء رئيسي وفاعل في العرض، سوري عاش السنين اللي فاتت وسط الناس في الأحياء الشعبية من الفجالة لأرض اللواء بيحاول ينشر الضحكة بينهم، فتقدم للحصول على منحة لدراسة مسرح الشارع اللي كانت بتقدمها جمعية النهضة بالقاهرة "جيزويت القاهرة " بعنوان مدرسة "ناس" واللي فيها إتعرف على باقي أعضاء فرقة "أطفال شوارع"، و قدموا من خلال المدرسة دي عدد كبير من العروض في الشارع, تحت إشراف عدد من مدربين المسرح المصريين والأجانب فأخرج السوري مثلا  عرض "ترنيمة جامع" غير العروض اللي كانوا بيقدومها على مدار السنة.

سوري من الناس إللي أعادت إحياء فريق مسرح كلية تربية نوعية وقدم عروض رجعت بفريق الكلية للمنافسة على مراكز أولى على مستوى الجامعة وكمان مهرجانات المسرح بره الجامعة، فقدم مثلا عرض " سالب واحد " اللي كان بيمثل فيه هو وأحد أعضاء الفرقة "عز الدين خالد"، الطالب بنفس الكلية قسم فنية, و عرض " الـ 25 بنسة المفقودين في مستنقع مستر بن " اللي كان من إخراج سوري،وحاز العرض معظم جوائز مهرجان كميت لسنة 2016 المقام على مسرح أوبرا ملك.

سوري كمان حاصل على منحة سفر إلي فرنسا من المركز الثقافي الفرنسي في إطار مهرجان " آفانسين " 2016 المقام بالمركز.. حصل السوري على المنحة" كجائزة تقديرية للمستوى الفني المتميز و المختلف ـ على حد تعبير لجنة التحكيم ـ اللي قدمه في عرض "السيمفونية التاسعة لريا و سكينة" اللي كان من إخراجه.. كمان إشترك مع محمد عادل أحد أعضاء " أطفال شوارع " في عرض "ملابس داخلية" اللي قدم ضمن فاعليات "مهرجان المسرح القومي" 2015.