سيناء: المستقبل يبدأ من أرض الفيروز | المصري اليوم

يقف كمال محمد، صاحب الـ54 عاماً، داخل تجمع شباب الوادى، مشيراً إلى مجموعة العمال الذين يحولون صحراء التجمع البدوى إلى نموذج للاستزراع، ضمن مشروعات الاستزراع التى يتم تطبيقها فى جميع التجمعات البدوية التى ينشئها جهاز التعمير.

ترك «كمال» محافظة المنيا العام الماضى متوجهاً إلى مدينة الطور، ليبدأ عمله الذى أكد أنه اكتسب مهاراته خلال فترة قصيرة من التدريب، مشيراً إلى أن هناك مناطق تحتاج إلى عمال، فإن رغب مواطنو بلدته فى العمل فالعمل متوفر، حيث توجد أماكن شاغرة تحتاج إلى عمالة، مشيراً إلى أن من يريد العمل يبحث عنه ليجده. ويضيف: إذا أراد أحد العاملين النزول إجازة لن يمنعه أحد، بل تتم الموافقة على النزول وعلى حسب رغبة العامل فى النزول كل شهر أو شهرين كإجازة مجمعة، فلا تواجهنى مشاكل فى الإجازات.

وناشد الحاج كمال الشباب أن يجتهدوا ويتركوا منازلهم بحثاً عن العمل، معلقاً: «المستقبل سيبدأ من هنا.. من سيناء»، وعلى الشباب الخروج من التجمعات المزدحمة بالدلتا لتكوين مستقبلهم، فلا ينتظرون تقديم الخدمات وهم فى منازلهم بلا سعى، مؤكداً أن مصر مليئة بالخير، ولكن للأسف الشديد جميعنا نلقى بهمومنا على الحكومة لخلق فرص عمل لنا. وواصل حديثه بأن هناك رجالاً تخطوا الـ60 عاماً قادمين من محافظات الصعيد للعمل بالموقع، لذلك يتوجب على الشباب البحث عن العمل بعيداً عن الحكومة لأنه متوفر والرواتب مجزية. وارتفع صوت المهندس الزراعى محمد العلمى، المسؤول عن إدارة المزرعة وتدريب العمالة، ليشير إلى العمال لإطعام 20 ألف زريعة سمك داخل أحد أحواض مشروع الاستزراع السمكى بمزرعة شباب الوادى.

قال «العلمى» إن المشروع تم افتتاحه من قبل المحافظ اللواء خالد فودة خلال شهر نوفمبر الماضى، وتقع مزرعة شباب الوادى على مساحة 62 فداناً، حيث يوجد بها جميع أنواع الخضر والفاكهة، بالإضافة إلى مشروع الاستزراع السمكى، حيث يتواجد بالمزرعة حوض واحد به ما يقرب من 20 ألف زريعة سمك، وخلال فترة نمو الأسماك فى مدة تتراوح بين 6 و7 أشهر يصل متوسط وزن السمكة إلى 300 جرام، وخلال فترة نمو الأسماك تتم متابعة النظام الغذائى من الأعلاف، وإن كان سيتغير أو لا، وهذا يتوقف على حسب مراحل نمو السمكة، وتابع أن مياه الأحواض السمكية من المياه الجوفية التى تستخدم للرى الزراعى، وكذلك يتم القيام بعملية تدوير للمياه، بحيث يتم رى النخيل والزرع، وبذلك يتوفر مخزون استراتيجى للمياه فى حالة عدم توافرها.

وأضاف أن أسماك الزريعة يتم جلبها من دمياط وكفر الشيخ وبورسعيد أو من أماكن تواجد الزريعة بشكل عام، كما أن البيئة بجنوب سيناء ملائمة جداً للاستزراع السمكى، فعلى فترات تتم متابعة أحجام الأسماك خلال مرحلة النمو، وبذلك يتم تحديد نوع العلف المناسب لها، مشيراً إلى أن مساحة الحوض ما يقرب من فدان، كما أن حصيلة الإنتاج بعد فترة نمو الأسماك تكون كبيرة، حسب الأوزان، ويتم توزيع الإنتاج على التجمع الخاص بها، ولذلك سيتم توزيع الإنتاج على مواطنى تجمع شباب الوادى، فكل أسرة تأخذ حصتها من الأسماك مجاناً، والفائض يتم بيعه لمنافذ البيع، ومن ثم يتم بيعه بأسعار مخفضة للمواطنين، وكذلك بالنسبة للخضروات والفواكه، وكل مزرعة تعمل بها مجموعة من البدو، وتتراوح رواتبهم ما بين 1500 و2000 جنيه.

وأيضاً يستفيد العاملون من عملهم لأنهم يتعلمون أشياء جديدة عليهم، وفيما بعد يتمكنون من الإشراف الكامل على المزارع عندما تصبح لديهم الخبرة الكاملة.

وتابع أيضاً أن مزرعة وادى ميعر أو «الشباب»، حسبما أطلق عليها مؤخراً، تقع على مساحة 55 فداناً، تضم أيضاً 20 صوبة زراعية على مساحة فدان ونصف، حيث يوجد بها جميع أنواع الخضروات كالفاصوليا الخضراء والخيار والطماطم والفلفل الرومى والباذنجان والفول الأخضر وغيرها من الخضروات، التى تنتج كميات كبيرة جداً عند حصادها، وتابع أن هناك أحد عشر فداناً للنخيل، ومزرعة سمكية، وفواكه كالمانجو والتين.

وأشار «العلمى» إلى أن نسبة العمالة بمزرعة وادى معير حوالى 5 أشخاص من البدو، فكل مزرعة بها نفس نسبة العمالة تقريباً، وبقية العمالة تكون خارجية من المحافظات الأخرى، حتى يتم توفير فرص العمل للجميع، حيث نضيف 5 أشخاص آخرين من المحافظات الأخرى ليصبح إجمالى العمالة بكل مزرعة 10 عمال، وبالرغم من قلة عدد العمال للإشراف والعمل بمزرعة على مساحة 55 فداناً فإنه يؤكد أن المزارع لا تزال فى بداية العمل بها، حيث تم افتتاحها منذ 4 أشهر، ولذلك العمالة تكفى للإشراف على الخضروات، أما أشجار الفاكهة فمازالت صغيرة، وسوف تزيد نسبة العمالة مع نضوج وكبر هذه الأشجار.

وأكد أن الإنتاج يصلح ويكفى للتصدير، فالمزرعة الواحدة أنتجت ما يقرب من 10 أطنان من الطماطم، و5 أطنان من الباذنجان والفلفل الرومى والفاصوليا، فالإنتاج يكفى جنوب سيناء ويفيض للتصدير. فالأراضى هنا ممتازة والتربة صالحة لجميع أنواع الخضروات.

المهندس محمد العلمى، ابن محافظة دمياط، خريج كلية هندسة الزراعة جامعة الإسكندرية دفعة 2011، وعمل بمزرعة للفلفل الألوان بمحافظة الشرقية، وقال: «خلال العمل مع شركة Ever Green أتيت للعمل هنا بالمزرعة»، وأضاف أنه سعيد بعمله ولكنه يتمنى قدوم المواطنين لجنوب سيناء للعمل، لأن طبيعة الأرض طيبة.