المحتوى الرئيسى

لإبادة سنة الفلوجة.. أمريكا والحشد يد واحدة

05/31 16:44

بعد ثمانية أيام من الحصار المتواصل على مدينة الفلوجة العراقية من قبل الجيش العراقي ومقاتلي الحشد الشعبي الشيعي وأنصارهم الإيرانيين، بدأت تتضح معالم المعركة ونية الولايات المتحدة وإيران في وأد المقاومة في تلك المدينة.

وتعرف الفلوجة والتي يبلغ سكانها قرابة النصف مليون مواطن بمدينة النضال ضد المحتل، فهي أول المدن التي وقفت ضد الإنجليز وضد الولايات المتحدة أثناء غزو الأخيرة بغداد عام 2003، كما أنها تعرف أيضا بمدينة المساجد، والآن تقف عصية في وجه القصف الحكومي المدعوم والمخطط له من قبل قاسم سليماني عقل إيران في العراق، وضد الولايات المتحدة الأمريكية. بحسب مراقبين.

ومنذ أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الـ 22 من مايو الجاري بدء عملية عسكرية لاستعادة مدينة الفلوجة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، بدأت معها تنكشف حقيقة ونوايا بعض القوات المشاركة، والتي بدورها بدأت رفع الأعلام واللافتات المؤيدة لتوجهاتهم الطائفية.

وقبيل إعلان ساعة الصفر، بدأ الآلاف من مسلحي الحشد الشعبي الشيعي رفع شعاراتهم "الطائفية" بإطلاق تصريحات طائفية ضد أهالي المدينة المحاصرة، وأن ساعة الحسم اقتربت.

وقبل إعلان ساعة الصفر لبدء هذه المعركة، تعرضت الفلوجة على مدى 10 أيام لقصف مدفعي وصاروخي مكثف، استهدف الأحياء السكنية المكتظة في وسط المدينة مثل أحياء الأندلس والمعتصم والجولان، وبعد إعلان بدء العملية لم يتوقف القصف يوما، وباتت الاشتباكات وحصار المدينة عنوانا ليوميات سكانها.

وبعد 8 أيام من القصف والحصار، وتزامنا مع اقتحام المدينة، تحدث ناشطون عراقيون عن مجازر ارتكبها الحشد الشيعي على أطراف الفلوجة، حيث قامت المليشيا بحرق المسجد الكبير في قضاء الكرمة - شرق الفلوجة، وقامت أيضا بنهب عدد من منازل المنطقة، وكتابة عبارات مذهبية على جدرانها، ومارست الميليشيات خروقات واسعة بعد إعلانها بداية المرحلة الثانية من عملياتها، التي كان عنوانها البارز تدمير المساجد ونهب منازل أهل الفلوجة.

وأفاد شهود عيان من مدينة الفلوجة بأن ميليشيات الحشد الشعبي حملت المسروقات التي قامت بنهبها من منازل أهالى الكرمة على سيارات تابعة لها، وأفادوا بأن ميليشيات الحشد الشعبي تتمركز الآن جنوب الفلوجة.

وتشارك في عملية الفلوجة، جهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة العراقية، والحشد الشعبي الشيعي بجميع طوائفه ومليشياته، والحشد العشائري، وقوات إيرانية بقيادة قاسم سليماني، والتحالف الدولي.

مفتي العراق الشيخ رافع الرفاعي قال إن الحرب على الفلوجة طائفية بامتياز، تقودها إيران وملشياتها ضد سنة العراق بقصد إبادتهم.

وأوضح مفتي الديار العراقية في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية" أن الحقد الطائفي بات واضحًا من قبل ملشيات الحشد الشعبي الشيعي، فالأعلام السوداء بدأت تكسو مدينة المساجد، والمجازر مستمرة، وستكون أسوأ مما حدث في ديالى وتكريت والمدن السنية.

وتابع: "الولايات المتحدة الأمريكية تتفق وتتآمر مع إيران للقضاء على المقاومة وعلى سنة العراق، انتقاما منهم على وقوفهم ضد الغزو الأمريكي عام 2003، وبالتالي الانتقام الطائفي بدأ.

وأضاف الرفاعي "لاتزال عشرات العوائل العراقية السنية من أهل الفلوجة تحت الأنقاض بسبب القصف العشوائي من قبل الحشد والجيش العراقي الذي لبس للأسف عباءة الحشد الطائفي.

من جهته رفض أحمد المساري رئيس تحالف القوى العراقية (الممثل الأكبر للسنة بالبرلمان العراقي) ما يتردد عن وجود مبالغة وتضخيم في مخاوف سنة العراق من قرار إشراك ميليشيات الحشد الشعبي في عملية تحرير مدينة الفلوجة من يد تنظيم داعش، التي انطلقت منذ أيام..

وشدد على أن عملية القصف العشوائي التي تتعرض لها المدينة في الوقت الراهن وما شهدته مدن أخرى ذات أغلبية سنية من انتهاكات واسعة من قبل ميليشيات الحشد خلال وبعد عملية تحريرها، تدعم وبقوة احتمالية تعرض الفلوجة لاستهداف طائفي خاصة مع إصدار بعض قيادات وعناصر الحشد تصريحات وشعارات مسيئة لأهلها.

وحذر المساري في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية قائلا: نخشى أن تؤدي مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير الفلوجة لعرقلتها بدلا من تحقيق النصر، إذا استغلّ الحشد الشعبي محاربة داعش لاستهداف السنة بالمدينة فهذا سيدفع بالكثير من الأهالي خاصة الشباب في الفلوجة وفي غيرها للانخراط في ذلك التنظيم الارهابي، أي أنّ داعش مع الأسف سيكون هو المستفيد الوحيد.

وأضاف: الكل اليوم لديه هذا التخوف بقيام الحشد بانتهاكات وممارسات طائفية ضد السنة، لافتًا لعملية القصف العشوائي الذي تعرضت له الفلوجة خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أوجد شعورًا بأن هناك استهدافا واضحا للمدنيين.

وتساءل باستنكار: لماذا لم تكن هناك دقة في استهداف مواقع داعش فقط، هناك أكثر من 60 ألف مواطن مدني موجودون داخل المدينة، ولا نعرف لماذا أيضا لم يتم اللجوء لطريقة حرب المدن التي كنا نعول عليها لتحرير الفلوجة بدلا من القصف العشوائي لمناطق أهلة بالسكان.

وفي رده على تساؤل حول كيفية تأكده من أن القصف الصاروخي جاء من قبل ميليشيات الحشد الشعبي لا من الجيش العراقي، خاصة أن الأخير هو من يملك الغلبة والثقل فيما يتعلق بامتلاك الأسلحة الثقيلة، أجاب: القصف جاء من قبل المناطق التي تتواجد فيها حاليا ميليشيات الحشد الشعبي.

واستطرد: وفي الوقت نفسه سمعنا تصريحات لبعض قيادات الحشد أكدوا فيها بشدة على أنهم سيدخلون الفلوجة ومنهم الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، كما أطلق بعضهم مثل الأمين العام للواء أبو الفضل العباس اوس الخفاجي بتصريحات فيها نهج واستفزاز طائفي ضد المدينة وأهلها مثلت إهانة لهم بوصفه لمدينتهم بأنها منبع الارهاب بالعراق.

وأعرب المساري عن تخوفه من أن تكون هناك أسباب طائفية وراء رغبة ميليشيات الحشد في الدخول للفلوجة.

وقال موضحا: هم يستهدفون كسر الفلوجة والنيل منها طائفيا، أي استهداف السنة بها، هذا حدث بمدن ومناطق أخرى ذات أغلبية سنية، حدث هذا في تكريت وبيجي وديالي، والكل شهد الانتهاكات الواسعة التي حدثت هناك على يد عناصر الحشد الشعبي، ولا نريد أن نكرر التجربة، وعلى نحو أسوأ بالفلوجة، وأضاف أحمد المساري: الفلوجة تحديدا لها رمزية خاصة، فهي بمثابة المعقل الديني للسنة بالعراق، وتضم أكبر عدد من المساجد السنية ولذا يطلق عليها مدينة المساجد فضلا عما تضم من علماء السنة وشخصيات مرجعيات دينية.

ولفت المساري لما يردد ويتداول من صور لقائد قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهو متواجد في منطقة القتال على مشارف الفلوجة ، متسائلا باستنكار: لو صحت تلك المعلومات وقناعتنا أنها صحيحة، فماذا يفعل هذا الرجل بالفلوجة؟!. وزاد: إن تلك الارتباطات الخارجية للحشد هي ما تدفعنا بقوة لرفض مشاركتها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل